الشىء الجميل.. اللافت للنظر فى أداء حكومة د. مصطفى مدبولى الجديدة أن الكل – وزراء ومحافظين – ترك المكاتب المكيفة ونزل للميدان والشارع من أول يوم فى توليهم المسئولية.. فى مشهد غير مسبوق. فشاهدنا وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف وهو يقوم بجولة ميدانية لمدارس المرج ثم لمدارس محافظة المنيا بالصعيد.. ورأينا كامل الوزير وزير النقل والصناعة وهو يتابع – بنفسه – إجراءات إعادة تشغيل المصانع المتوقفة وعددها 13 ألف مصنع للتأكد من تبسيط الإجراءات وتذليل العقبات أمام المستثمرين، كما رأينا الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية وهو يشرف على إزالة الإشغالات من الشوارع.. وشاهدنا جاكلين عازر محافظ البحيرة وهى تقوم بجولة ميدانية فى شوارع دمنهور وتجلس على الأرض للاستماع لشكوى أحد المواطنين.. ورأينا اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية الذى تعهد بأنه لن يجلس فى مكتبه إلا بعد أن يشعر المواطن الدقهلاوى بحل مشاكله من عيش وأسعار وتوك توك، حيث قام بجولة لمتابعة سير العمل بالمخابز. وهى بداية مبشرة للحكومة الجديدة.. ولا أعرف هل هى تعليمات لهم بمباشرة عملهم من الشارع أم أن هذا من تلقاء أنفسهم؟.. وأيا كانت فإنه أسلوب عمل نشجعه.. كنا قد افتقدناه مؤخرًا.. وهو المتابعة الميدانية. وقد يكون السبب وراء ترك الوزراء والمحافظين مكاتبهم المكيفة والنزول للشارع ما أعلنه رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى بأنه ستكون هناك متابعة شهرية لكل وزير ومحافظ وإصدار تقرير كل 3 أشهر بأداء كل منهم يُرفع لرئيس الجمهورية والبرلمان.. وهذا معناه أن الوزير والمحافظ الذى لم تظهر "كراماته" فإنه سيتم تغييره. والحقيقة أنه كثيرا ما نادينا بضرورة نزول المسئول إلى الشارع والعمل بعيدًا عن الأبواب المغلقة وخاصة المحافظين ورؤساء الأحياء ومديرى المرور والمرافق.. ولكن لا مجيب. فهذا الأسلوب الذى بدأت الحكومة الجديدة تنتهجه مؤخرًا فى عملها بترك المكاتب المكيفة والنزول للشارع يستحق الاستحسان.. ويا رب لا يكون بشكل وقتى.. و"مايكونش الغربال الجديد له شدة" وتعود ريما لعادتها القديمة.. وخلينا "ننتظر"، والأيام هى التى ستحكم على أداء هذه الحكومة. فإذا استمر أداء الحكومة بهذا الشكل القائم على النزول إلى الشارع فسوف يحدث فارق نوعى فى الأداء وسيؤدى إلى حل المشاكل أولاً بأول.. وسيحدث التقارب بين المواطن والمسئول.. وإن كنت أطالب بألا يقتصر نزول الشارع على الوزراء والمحافظين فقط، بل يشمل رؤساء الأحياء ومديرى المديريات، من تعليم، وصحة، وتموين، وغيرهم.. إضافة إلى مديرى المرور والمرافق.. لمتابعة انضباط الشارع والأسواق وضبط الأسعار وغيرها.