دعونا نتعامل بواقعية.. ومع الأمر الواقع ونجنب الجدل الدائر حول شهادة دكتوراه وزير التربية والتعليم الجديد محمد عبد اللطيف، بدلاً من "تضييع" الوقت فى كلام لا يفيد ويخرجنا عن المضمون، والهدف هو الارتقاء بالعملية التعليمية. فالمهم أن يكون "عنده حلول" فى مواجهة مشكلات التعليم.. ولديه رؤية فى إيجاد الحلول لهذه المشكلات وعلى رأسها إعادة الطلبة للمدارس التى هجروها وإعادة المدرسة لسابق عهدها لتكون مؤسسة تعليمية تقدم تعليمًا وأنشطة ويكون لها دورًا فى التربية.. وهو أهم ملف من وجهة نظرى.. وضبط مشكلة الثانوية العامة.. ووضع اللمسات الأخيرة للنظام الجديد للثانوية العامة وطرحه للحوار المجتمعى وكذلك إيجاد الحلول للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية. فكل ما يهمنا هى النتائج وما سيصل إليه من حلول ورؤى لمشاكل التعليم على أرض الواقع.. و"خلينا" نتعامل مع النتائج وليس مع الإرهاصات إذا كان حاصلاً على الدكتوراه أو من عدمه.. ولا الدكتوراه الحاصل عليها سليمة ولا مزورة. فما أكثر من تولى وزارة التربية والتعليم الذين يحملون الدكتوراه ولم يفعلوا شيئًا ولم يجدوا حلولاً لمشكلات التعليم المزمنة.. وتركوا الوزارة والمشكلات ما زالت قائمة وموجودة. قد يكون الوزير الجديد محمد عبد اللطيف لديه رؤية غير تقليدية للارتقاء بالعملية التعليمية وخاصة أنه كان يدير حوالى 15 مدرسة خاصة مملوكة لوالدته قبل توليه حقيبة التعليم خلفا للدكتور رضا حجازى.. مما يعنى أن لديه خبرة – عملية – فى إدارة المدارس وملمًا بسُبل تشغيلها وبالمشاكل التعليمية.. وعلى رأى المثل الشعبى الدارج "يوضع سره فى أضعف خلقه". عمومًا.. "خلينا" نعطيه الفرصة لنحكم عليه وخاصة أن رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى قد أعلن أنه سيكون هناك متابعة شهرية لكل وزير.. وإصدار تقرير كل 3 أشهر يرفع لرئيس الجمهورية والبرلمان بأداء كل وزير.. مما يعنى إذا لم تظهر "كراماته" فإنه سيتم تغييره. وإننى أرى أن حرف الدال الذى يسبق إسم من يتولى حقيبة التعليم أى دكتور.. ليس دليل على أنه "سيسوى الهوايل" ولا تعنى أن معاه "عصا سحرية"، بل على العكس قد يكون الذى لديه خبرة ميدانية فى العمل المدرسى والتعليمى أفضل بكثير من الحاصل على الدكتوراه. هذا ليس دفاعًا عن الوزير الجديد وإنما كل ما نقصده أن نعطيه الفرصة لنحكم عليه "عنده حلول ولا معندوش" بدلاً من تضييع الوقت وتشتيت الذهن فى كلام "لا يغنى ولا يثمن من جوع".. ولنتركه يركز فيما ينوى تنفيذه للارتقاء بالعملية التعليمية.. والعبرة ليست بالشهادات.. والأيام التى ستحكم عليه.