أكد سياسيون ودبلوماسيون أن مؤتمر دول جوار السودان توفرت له كل عوامل النجاح، وذلك من خلال حضور كل دول الجوار بقيادة مصر، وإصدار بيان ختامى يؤكد على تشكيل آلية وزارية تعمل على وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، فى تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي، وأيضا تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التى تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب السوداني. تامر عبدالفتاح قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مؤتمر قمة دول جوار السودان خطوة مهمة جدا على طريق إنقاذ الأوضاع المتردية بالسودان والتى تسبب القتال بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع إلى إصابة الحياة فى السودان بالشلل التام وتشريد الشعب السودانى وانهيار الاقتصاد والخدمات وبالتالى القمة خطوة مهمة جدا على طريق الحل خاصة وأن السودان يمثل عمقا استراتيجيا لمصر. وأكد أنه يجب العمل مباشرة على توصيات القمة ووقف القتال، لتبدأ مرحلة أخرى نحو المصالحة الشاملة بين أبناء الوطن الواحد والتفاوض بشأن مستقبل السودان الشقيق وشعبه خاصة أن هناك الملايين من أبناء السودان أصبحوا يعانون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية. مخرجات القمة وأوضح د. بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مخرجات القمة ستعمل على إحداث تسوية للأزمة السودانية، وذلك من خلال آلية سيتم وضعها للحفاظ على السودان والشعب السودانى دون تأييد طرف على حساب طرف، وذلك لأن دول الجوار تدرك أن الأزمة الإنسانية فى السودان إذا لم يتم حلها سينتقل الأمر إليها، لذا تعمل على حل الأزمة السودانية، كما أن هدف مؤتمر دول جوار السودان هو المناشدة بوقف إطلاق النار، وهدنة إنسانية لا يتم خرقها، وإطلاق مسار سياسى واضح ينتهى بمستقبل أفضل للسودان. وقال إن قمة دول جوار السودان تعكس الدور المهم الذى تلعبه مصر من أجل الاستقرار فى السودان، وعدم التدخل فى الشأن السوداني، خاصة أن زيادة التوترات فى السودان تعنى تقسيم وانهيار وفوضى فى الدولة السودانية ، ويمكن أن تتحول السودان إلى ملاذ أمن إلى الجماعات الإرهابية، وبالتالى فإن مؤتمر دول جوار السودان بالرعاية المصرية هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية.. وقال د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن السودان قضية أمن قومى لمصر ، لذلك مصر تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة السودانية، وتعمل على إيقاف إطلاق النار بين المتنازعين واحترام مؤسسات الدولة وحماية الشعب السودانى والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيه ومنع أى تدخل أجنبى فى شئون الأشقاء السودانيين الذى يؤدى إلى إطالة أمد الأزمة بين طرفى الصراع، والعمل على تنفيذ الاتفاق الإطارى بين الجيش السودانى والتدخل السريع. وأشاد فهمى بمخرجات قمة دول الجوار، وبالرؤية المصرية التى أعلنها الرئيس السيسي فى القمة، والتى تتمثل فى مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، فى مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى مستدام، لإطلاق النار، وأيضا مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفى الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم ، بالإضافة إلى إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلى المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى فى الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.. جهود مصرية وقال الدكتور رمضان قرنى خبير الشؤون الإفريقية إن قمة دول جوار السودان جاءت فى إطار البحث عن حلول عربية إفريقية للأزمات الراهنة، وفى سياق الجهود المصرية مع القوى الإقليمية والدولية لمحاولة حل واحتواء الأزمة الراهنة بالسودان. وأضاف أن القمة ركزت على الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ووحدة التراب السوداني، وحقن دماء المواطنين السودانيين وحفظ مقدرات الدولة السودانية». ونوه إلى أن التحرك المصرى جاء ليبعث برسالة غير مباشرة وينبه المجتمع الدولى إلى أن التحركات والمسارات الإقليمية والدولية الحالية أغفلت أو أهملت التنسيق مع دول الجوار المباشر وهى الدول المعنية مباشرة بتداعيات الأزمة السودانية، مؤكدا أن القمة استهدفت صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التى يتعرض لها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل. يشار إلى أن البيان الختامى للقمة أكد على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع القائم فى البلاد باعتباره شأنا داخليا. وناشد المشاركون فى القمة الأطراف المتحاربة وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفورى المستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب السودانى وإتلاف الممتلكات. وشددوا على أهمية عدم تدخل أى أطراف خارجية فى الأزمة بما يطيل من أمدها.