كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى يصل قطار تطوير التعليم الفنى للواحه الخضراء؟
نشر في أكتوبر يوم 31 - 12 - 2018

“كرشيف .. فضة.. ملح ..خوص ..تطريز ” حرف يدوية تحتضر
مدارس 2 في 1 بسيوة تسقط من حسابات التعليم الفني
كتبت : بسمه الشحات
سيوة واحه الغروب.. فجمالها البكر يتجلي علي رمالها وسمائها الصافية، وبين بحيرات سيوة وجبالها وعيونها الكبريتية، ونخيلها وأشجار الزيتون والقلاع والمعابد الأثرية .

تمتلك سيوة طبيعة ساحرة تتزين بمهرجانى السياحة والتمور .. لتفرض نفسها بقوة علي خريطة السياحية المصرية والعالمية ، تلك الواحة الخضراء تستقبل 30 ألف سائح سنويا .

تبعد سيوه عن القاهرة 820 كم2، وعن العاصمة الثانية الإسكندرية 600 كم2، ولا يفصلها عن الحدود الليبية سوى 65كم2، تلك البقعة الخضراء تمثل أحد منخفضات الصحراء على مساحة 94263 كم² وتتبع محافظة مطروح إدارياً ، ويعتمد سكانها على مورد الزراعة والسياحة والحرف اليدوية ، لكن يتملك الأهالى هناك مرارة الخوف علي مستقبل الأبناء بسبب ضعف المستوى التعليمي خاصة التعليم الفنى ،فمدارس التعليم الفني بلا أقسام ، وورش بلا خامات.
المدرسة الصناعية الثانوية بواحة سيوة مقامة على مساحة 2.5 فدان ، إلا أنها خاوية على عروشها ما بين عدم وجود أقسام صناعية تخدم طبيعة الواحة البيئية ، أما المدرسة الفنية الزراعية وهي أيضا بنفس مكان مدرسة الصناعية ، ” 2 في 1 ” يعمل المعلم بعمل إدارى ليساعد مدير المدرسة الذى يعتبر الموظف الوحيد بها ، وبرغم زيارة ما يزيد عن 30 ألف سائح سنويا إلا أن الواحة خلت من مدارس السياحه والفنادق، والفتيات تحلمن استكمال التعليم وإنشاء قسم ملابس جاهزة وتطريز.
كان من الضروري التعرف عن كثب خلال زيارة لواحة سيوه بعد أن أخذت ” مجلة أكتوبر علي عاتقها كشف كافة الجوانب لمشكلات الواحة الخضراء.
فكان الإنتقال لحدود مصر الغربية لمعرفة معوقات التعليم الفنى بواحة سيوة ، وأيضا سبل الحل ، لوضعها أمام مسئولى التعليم الفنى بمصر .
مدرسة سيوة الثانوية الصناعية صرح كبير، مبانى تعليمية حديثة ، ورشتى كهرباء وونجارة أثاث بمساحات كبيرة ، وماكينات بمختلف أنواعها تجمددت سيورها لعدم الدوران نتيجه لعدم توافر خامات التدريب ، وبات عنوان تلك الورش هو ” الصمت والهدوء ” ، تباين رهيب بين الواقع والدور المنوط به تلك المؤسسة التعليمية .
الملابس الجاهزة
وخلال الجولة بالمدرسة يقول عمر على عمر مدير المدرسة ، لدينا قسمين فقط داخل هذا المبنى الكبير هما قسم تركيبات ومعدات كهربائية ونجارة أثاث ، و كان يوجد قسم للملابس الجاهزة منذ 5 سنوات مجهز بمعدات وماكينات حديثة لكنه أغلق بنفس العام وتحويل المعدات الى مدرسة مدينة العلمين الفنية ، وذلك لعدم وجود أعضاء هيئة تدريس نهائيا !!
عجز المدرسين ..وضعف إمكانيات
وأشار عمر الى مشكلتين تعوق العملية التعليمية فى قسمى النجارة والكهرباء ، الأولي تتمثل فى نقص عدد المدرسين .. فيوجد عجز أكثر من 70% من المعلمين ، فهناك مدرس مواد عملية واحد فقط بقسم التركيبات والمعدات الكهربائية،يقوم بالتدريس للصفوف الثلاثة ، وبالتالى تقلصت عدد الحصص العملية وأصبح دخول الورشة لجميع طلاب الفصل بدل من تقسيمه مجموعات حتى يتثنى لهم عمل التجارب الكهربائية طبقا للنظام التعليمي ، والمحصلة معدات وماكينات كهربائية بلا عمل ، ونكتفي بتعريف الطالب نظريا دون تطبيق ، رغم جاهزية الورش بجميع الإمكانيات بمختلف أنواعها وإستخداماتها
،وبالتالى تفتقر المدرسة الى تكوين اتحاد طلبة ولا فريق ينضم الى المسابقات الابداعية سواء على مستوى المحافظة أو مستوى الجمهورية مثل باقى المدارس الفنية بالمحافظات ذات الحظ باهتمام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بها.
وتابع عمر أن المعوق الأخر هو نقص الإمكانيات المادية والخامات ، فهل يعقل ان تكون ميزانية المدرسة الفنية بسيوة 5000 جنيه فقط ، مع العلم أن الورشة الخاصة بقسم نجارة الأثاث مثلا متوقفة تماما عن العمل بسبب نقص الخامات التى تعتبر النافذة الوحيدة للتدريب العملى للطلاب .
الورشة تحتاج الى ثلاث أمتار من الخشب سنويا كي يتسني تدريب الطلاب ، وثمن سعر المتر 7000 جنيه ، وطالبت بسلفة 6000 جنية للشراء من تاجر التجزئة ، فأجد أنني مكلف بسداد ضريبة الفاتورة ال10 % لتصبح المادة الخام لا تكفى المطلوب .
بعد وضع الواحة الخضراء علي خريطة زراعة 30 ألف فدان ضمن مبادرة رئيس الجمهورية بزراعة المليون ونصف فدان ،ورغم طبيعة الواحة وشهرتها بزراعة النخيل والزيتون ،وتوافد الألاف من المزراعين على مستوى الجمهورية والدول العربية إليها فى نوفمبر من كل عام للإشتراك فى مهرجان التمور ، إلا ان الأيدى العاملة المدربة علميا وعمليا لا تتوفر بسبب القصور والاهمال بالتعليم الفنى الزراعى ، فكيف يتم تفعيل تنمية زراعية دون أيدى عاملة مؤهلة علميا ؟
لم أذهب بعيدا لزيارة مدرسة سيوة الفنية الزراعية ، فهي بنفس المكان ليصف ناصر على محمد مدير المدرسة ، نحن ضيوف على مدرسة سيوة الصناعية منذ عام 2006، منذ ان كان عدد الفصول فصل واحد فقط ، والأن أصبحت المدرسة الزراعية خمس فصول ، مقسمة على قسمين منهم قسم ” حاصلات بستانية ويشمل الخضر والفاكهة والزينة وقسم ألبان ” .
الثانوية الزراعية
وتابع ناصر قائلا.. يوجد لدينا مزرعة تابعة للمدرسة الزراعية مساحتها 30 فدان ،مستصلح منها 7 أفدنة فقط لتدريب الطلاب على المواد العملية ، وللأسف المعوقات المادية حائل بين أستصلاح باقى الأرض والتدريب الفعلى للطلاب ، فيمزانية المدرسة 10 ألاف جنيه سنويا لا تكفى لأى أعمال إصلاحية وجلب ألات وشتلات للعمل بالمزرعة ، بالإضافة لعدم وجود مدرسة خاصة للفنية الزراعية للواحة والمبنى المزمع إقامته طال إنتظاره.

الروتين
واوضح مدير المدرسة أن المعوقات الهيكلية تقف حائل لتحقيق المنشود فليس لدينا هيكل إداري ومالي نهائيا ، والبديل هو المدرس الذي يقوم بمهتمه التعليمية ويقتسم وقته بين مالي وإداري ومتابعة المزرعة ، مما يعوق العملية التعليمية ، بالأضافة لعدم وجود أى منفذ لبيع منتجات المدرسة فى السوق التجارى لواحة سيوة ، بعد أن أخفقت المحاولات السابقة بتقديم طلب لمحافظ مطروح السابق لفتح منفذ بالسوق وكان الرد إن المدرسة مكلفة بدفع ايجار المنفذ !! . وهذا عائق جديد لتسويق منتجات الطلاب ،وحاليا الإكتفاء بمنفذ بيع صغير للزبادى والأيس كريم .
وطالب ناصر القائمين على مشروع تطوير التعليم الزراعى أن يكون التدريب العملى أكثر من الحصص النظرية ، وذلك نظرا لطبيعة البيئة الزراعية بواحة الخضراء ، ودمج طلاب المدرسة بالمجتمع الزراعى عن طريق زيارة مزارع تعليمية كبيرة ، ومركز بحوث الصحراء ،وإعطائنا مساحة للإشتراك بالمسابقات كباقى المحافظات الأخرى .
علاج العجز
وبالإنتقال الى إدارة سيوه التعليمية ، أكد مهدى ابراهيم على وكيل قسم التعليم الفنى ، بوجود عجز كبير بهيئة تدريس المواد الفنية خاصة فى قسم نجارة الأثاث ، فلايوجد أى مدرس نظرى نهائى للصف الثانى والثالث الثانوى بمدرسة سيوة الصناعية، أما العجز فى المواد العملية فيتم سد عجز المعلمين بضم الحصص وضم الفصل مجموعة واحدة داخل الورشة ،وفى سنوات سابقة كان يتم ندب مدرسين من مطروح بدون مميزات مادية.
وأضاف مهدى ، قمت بإبلاغ مديرية التعليم بمطروح بمعوقات العملية التعلمية الفنية أكثر من مرة و بالمطالبة بمعلمين مواد نظرية وعملية ،ولكن دون إستجابة ، والمعلم الذى يأتى الى سيوة ،يأتى فقط لتنفيذ تكليفه بالتعيين ،فتكون سيوة بالنسبة له محطة وظيفية فقط وبعد أنتهاء العام الأول يتم نقله الى محافظة أخرى،و بالإضافة الى عدم وجود أقسام فنية متنوعة بالمدرسة الصناعية يتم تراجع أعداد الطلبة المتقدمين للتعليم الفنى .
وطالب مهدى بوضع روشتة علاج أزمة المعلمين ،وهى توفير كافة المغريات سواء الماليةأو الإجتماعية من حوافز ومساكن قريبة مناسبة لهم وإمكانية اصطحاب أسرته معه ، وايضا تدريب كوادر من أبناء الواحة وتوظيفهم لتعويض العجز الإدارى والهيكل التعليمى .
سيوة قبلة سياحية
فرضت سيوه نفسها علي خريطة السياحة المصرية والعالمية لطبيعتها الأثرية والبيئية ليتوافد إليها ما يقرب من 30 ألف سائح سنويا،فقد زارها هذا العام 14 سفيرا من سفراء الدول الأجنبية ، وبها 27 فندق منهم فنادق عالمية تعد الأشهر والأغلى ثمنا كمنتجع “أدرار أملال” أو” سيدى جعفر ” كما يطلق علية أهالى الواحة المبنى على الطريقة ” السيوية البيئية ” الذى يتعدى ال650 دولار ثمن الغرفة فى الليلة الواحدة ، إلا أن الواحة الخضراء تفتقر للأيدى العاملة المدربة علميا وفنيا على أستقبال السائحين .
ومن جانبه كشف سليمان مسلم مدير إدارة سيوة التعليمية ، ان الواحة تفتقر لوجود مدرسة فنية فندقية “سياحة وفنادق” للبنين لتأهيل شباب الواحة لخدمة طبيعة الواحة الربانية والتي منحها الله لتلك البقعة السياحية بطريقة علمية ، فعدد الفنادق والمزارات يحتاج لثقل ا رشادى تعليمي وليس عشوائي .
وتفتقر أيضا المدرسة الصناعية قسم التبريد والتكييف ، فلا يوجد عامل فنى واحد فى الواحة ، يعمل علي صيانة أجهزة التكييف أو الثلاجات داخل الفنادق، فإذا تعطلت إحداهما فلا نجد من يقوم بصيانتها ، ولهذا نطالب بفتح أقسام جديدة وإنشاء مدرسة فندقية ، فالمنتج السياحى هو الأبرز لطبيعة الواحة .
موهبة ربانيه .. لحرف بيئية
لم تقتصر الزيارة علي مسئولي التعليم الفني بالواحة الخضراء فكان ل” أكتوبر “لقاء مع محمد عمران جيرى رئيس مجلس إدارة جمعية أبناء سيوه للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة ، موضحا أن سيوه تمتلك مقومات للصناعات الحرفية مثل ” الخوص ، الجريد ، التطريز ، الملح ، الفخار ، الكرشيف ،النقش بالفضة ” هذه الصناعات تمثل ثقافة المجتمع السيوى وتعلن عن هويته ، ولهذا نطالب بتوفير أقسام لهذه الصناعات الحرفية بالمدارس الفنية للحفاظ عليها ، والاستعانة بمدربين من أبناء سيوة أو خارجها للتعرف على أحدث التقنيات ، مع فتح أسواق عالمية ومحلية لوضع تلك الصناعات الفريدة علي خريطة السوق العالمية ،فهنا أطفال تعمل وتتمنى التعلم .
قناديل الملح البلوري
ويقول موسى عيسى صاحب أول ورشة لتصنيع مصابيح الملح بالشرق الأوسط ، منذ نهاية التسعينات وانا أعمل على تصنيع مصابيح الملح وتصديرها إلى الدول العربية والأوروبية ، وانضمت تلك الصناعة ضمن الحرف البيئية للواحة التى تمتلك ملايين الأطنان من الملح الصخرى البلورى الأنقى عالمياً، وأطالب مسئولى التعليم الفنى بضم قسم داخل المدرسة الصناعية لتدريب وعمل الطلاب وفتح أسوق عالمية يكون أبطالها طلاب التعليم الفني، فتوافر المادة الخام والمدربيبن المحليين لا يكلف ميزانية وزارة التعليم شىء! .
” الكرشيف ” عنوان للتمييز
برغم التطور العمرانى والحضرى إلا أن الواحة الخضراء تتمسك بطبيعتها البكر فلم يطمس هويتها المعمارية والتراثية فى البناء منذ ألاف السنين وظلت تتحدى الزمن ، ليقول الفنان التشكيلى يوسف إبراهيم مصمم جدارية سيوه التى تحكى تاريخ قلعة ” شالى ” الأثرية بسيوه ،فمنذ العصر الفرعونى والبطلمى وحتى الأن والسيويين يستخدمون مادة ” الكرشيف ” فى البناء وهى مزيج من الملح والطين ،وتتكون من بلورات الملح المستخرج مباشرة من البحيرات المالحة بالواحة ، وهى مواد تناسب طبيعة المكان وتتناسب مع البيئة بخصائص عدة منها المحافظة على درجة حرارة المبنى صيفا وشتاء، بجانب الطمي ” الدبش الغشيم ” ورق شجر الزيتون وجزوع النخيل وليف النخيل ، وادخلت مؤخرا الأسمنت الأبيض ، وايضا تم بناء المنتجعات السياحية والمنشأت الحكومية الحديثة بالواحة بذات الخامات ومنها “متحف البيت السيوى، وفرع بنك القاهرة ،المبنى الإدارى لمحمية سيوة،وعدد من المبانى الحكومية ننفرد بتشييدها.
وأضاف ابراهيم أن هناك جهود تبذل للحفاظ على الطابع المعمارى و ذلك بمشاركة جامعة شتوتغارت الألمانية وجامعة عين شمس متمثلة بكليتى الهندسة والفنون الجميلة ، مضيفا أن الحفاظ على عمارة سيوه سوف يكون له مردود إيجابى على المستوى الإقتصادى بزيادة أعداد التوافد السياحي .
نطالب بقسم تشيد وبناء وزخرفة
وأوضح إبراهيم أن قلة العاملين بمجال البناء التراثى البيئى أصبح يهدد إدراك ووعى الأجيال القادمة من أبناء الواحة ، فأصبح عدد العاملين بالبناء بالكرشيف لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة ، ومن هنا أطالب بأنشاء قسم تشييد وبناء وزخرفة داخل مدرسة سيوة الفنية الصناعية ،ويتم تدريس منهج علمى ممتزج بتعليم مكونات البيئة وأساليب التطوير التى تمزج بين الحداثه مع الأصاله التراثية المحلية للواحه ،والتفكير خارج الصندوق بالإستفادة بخبراء البناء الموجودين حاليا من أهالى الواحة قبل رحيلهم ، فلابد ان تتناسب الأقسام الفنية مع طبيعة الواحة البيئية والتى تميزها عن أى مكان أخر فى العالم.
غير مقبول ونحن فى عصر الثورة الرقمية وأهتمام الدولة بتطوير العملية التعليمية ككل والإعتماد على التابلت بدلا من الطرق التقليدية فى التعلم ،وغير مقبول أن توجد بقعة فى أرض مصر تهمش تعليم الفتيات والنساء ،وبرغم وصول المرأة المصرية لأعلى المناصب القيادية ، وهذا ما كشفت عنه “أكتوبر” بجولتها داخل الواحة ، فتقول سامية. م أحدى فتيات الواحة ، نحن بنات واحة سيوة محرومات من مواصلة التعليم والإلتحاق بالمرحلة الثانوية الفنية ، ويتم إجبارنا على الإكتفاء بالمرحلة الإعدادية فقط ،لعدم وجود أقسام خاصة للفتيات ، بسبب تقاليد وأعراف الواحة تنفيذ مبدأ عدم الإختلاط ،ولذلك نطلب من الرئيس تحقيق حلمنا ، بفتح قسم خاص للبنات للملابس الجاهزة والتطريز وتكون هيئة التدريس من المعلمات، لنتمكن من الحصول على الشهادة الثانوية وأيضا تعلم مهنة تناسب طبيعة الواحة تدر دخل مادى علينا .
وحدة الصناعات البيئية خاوية على عروشها
مبنى متميز على مساحة كبيرة ومجهز بماكينات حياكة ونول يدوى كبير ، وورشة كبيرة للتطريز وأخرى للمشغولات الفضية ،إلا انه شبه خالى من القوة البشرية والسبب عدم توافر الايدي العاملة والعقم الفكري الإداري ، فهو وحدة الصناعات البيئة داخل واحة سيوه ، ليصف على سالم مدير الوحدة التى تم إنشاءها عام 2006 بهدف الحفاظ على التراث البيئى للواحة ، فكانت الوحدة مزار من ضمن البرنامج السياحى للوفود العربية والأجنبية لسيوه ، ومع توقف الدعم من المحافظة والذى ترتب علية نقص الخامات ، والرواتب الضعيفة للفتيات الذى يتراوح من 15 الى 20 جنيه يوميا ، ليتراجع المؤشر الإنتاجي بصفه عامة .
ويؤكد أن الوحدة تصنع نسيج الكليم والحياكة والتطريز والفضة ونقوشها ، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 7.5 متر كليم علي مدي الشهر وكذلك قطعة أو قطعتين من الملابس المطرزة طوال اليوم بالوحدة وهي أقل معدلات الإنتاج نظراً لتوقف الدعم.
وطالب سالم بضرورة الاحتفاظ بهذا الصرح ،وذلك عن طريق إيدى عاملة مدربة ومتجددة ،وذلك من خلال إدراج الصناعات البيئة ضمن قاطرة التعليم الفنى بالواحة وخاصة قسم الملابس الجاهزة والتطريز ،وإبتكار طرق تسويقية جديدة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.