«احتفلت دار المعارف أعرق دار نشر فى مصر والوطن العربى بمرور 125 سنة على تأسيسها وكان لدار المعارف حضور خاص بمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام حيث احتفلت فى الأسبوع الأول للمعرض بتوقيع عدد من أهم الكتب السياسية التى تم إصدارها لأول مرة بالمعرض بحضور الأستاذ سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف والكاتب أيمن كمال رئيس تحرير مجلة أكتوبر والكاتب محمد نجم مدير عام التحرير .. والكاتب إسماعيل منتصر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الأسبق وعدد من الجمهور والمحبين لكتاب «دار المعارف».و قام د.مصطفى الفقى بتوقيع كتابه الأول بعنوان «الانفجار العظيم والفوضى الخلاقة» والثانى يحمل عنوان «حوار العصر ماذا جرى لمصر؟!» وأشار الفقى أن كتابه الأول عبارة عن مقالات نشرت قبل ثورة يناير والتى سبق فيها الكاتب الأحداث بالتحليل والتفسير وبموجب وثائق وتناول الكتاب الحديث عن الملف اللبنانى والملف الفلسطينى والعراقى والسودانى، كما تحدث عن حركات الإصلاح فى مصر وعن المناخ الدينى فيها، وكذلك عن الوجود الشيعى بها، كما تناول بعض المواقف الأمريكية والتحالفات والمصالح المزدوجة فى تلك الفترة، وفى الفصل الرابع والأخير من الكتاب تناول الحديث عن مشكلات مصر الداخلية ومنها قضايا التعليم والبطالة والأقباط والمرأة وطرح حلولاً لها. أما كتابه الثانى فيقول الفقى: ألقى الكتاب الضوء على المشكلات التى تواجة بلدنا مصر والأوضاع السيئة التى مرت بها وتمر بها إلى الآن، رغم ما تتمتع به من تاريخ عريق وموقع جغرافى فريد فمصر هى البلد الوحيد الذى ذكر فى القرآن أكثر من مرة وأن فكرة الدولة بدأت تاريخية فى مصر ومن ثم يجب أن يكون لدينا اعتزاز بذلك وأشار أن ما تمر به مصر الآن يحتاج إلى مسار إصلاحى طويل ورغم كل المشكلات التى تعانى منها مصر فإن مصر هى الأكثر استقلالية حيث إننا لا نعانى من مشاكل الكهرباء أو الخبز. وفيما يتعلق بسد النهضة يرى الفقى أن مصر فضلت الحل السياسى عن غيره. الحروب الدينية كما قام العقيد عمرو عمار بتوقيع كتابه بعنوان «خريف الاحتلال المدنى حقيقة ما جرى فى لعبة الحروب الدينية» ويقول المؤلف إن الكتاب يتناول أسرار ثورة 25 يناير وتفنيد المقصود بالربيع العربى فى مصر وقد استطعنا بالفعل تكوين رأى عام يعرف ماذا جرى فى ثورة يناير؟ حيث رصد كافة الأحداث والمخاطر التى تحاك على الأمة العربية فمن المهم أن تعرف الشعوب ماذا تخطط له أعداؤها فنحن كشعوب عربية لدينا ثالوث عدائى هو الغرب والصهيونية العالمية وإيران ومن هنا يتحدث الكتاب عن كيف يتم استخدام تنظيم القاعدة ويقدم الكتاب وثيقة لمستشار الأمن القومى يعترف فيها بأنهم كونوا تنظيم القاعدة ويقر أنه أرسل لجيمى كارتر يقترح عليه استخدام القاعدة لإحداث قلاقل لتمكين الغرب فى العالم العربى والإسلامى وهذه نقطة جوهرية حيث يوضح أن هذه التنظيمات الإرهابية عندما ظهرت للعالم عدنا نحن للخلف. وأضاف عمار أنه خصص فى الكتاب فصلا عن ليبيا وكيف تم استخدام تنظيم القاعدة فى ليبيا عام 2011 للقضاء على القذافى مما يؤكد ما كان يقوله القذافى آنذاك من ان المقاتلين فى الشوارع هم فى حقيقة الأمر من تنظيم القاعدة الذين كانوا محتجزين فى جوانتانامو منذ 2002 وقد تم تسريحهم بالفعل إلى ليبيا، وكذلك تم استخدام داعش منذ سنة 2004م داخل العراق كما ورد فى شهادة لأحد القادة الأمريكيين. ويرى عمار أن السبب فى ثورات الربيع العربى هو إحداث خلافة إسلامية عن طريق تكوين جيش إسلامى وكان هذا الجيش هو جيش البعث لصدام حسين وأن النفوذ الإيرانى بدا فى العراق منذ الحرب العراقيةالإيرانية فأصبحت العراق رهينة فى يد الخومينى منذ 2003 ويروى الكتاب كيف دخلت داعش للموصل وكيف أن مناطق تمركز داعش ترسم دولة إسرائيل الكبرى فهذه بالفعل حدود دولة إسرائيل المزمع إقامتها وهذا يفسر لماذا لا تحدث عمليات إرهابية فى إسرائيل أو إيران. ويقول عمار إن هناك فصلا آخر خاصا باليمن يوضح طبيعة ما يحدث بها وآخر خاص بسوريا يكشف ماذا يحدث بها وما هى الدول أو الجيوش التى تدعم الحرب هناك وكيف يقاوم الشعب السورى تقسيم سوريا وأن وجود داعش فى سوريا هو مجرد عنوان لعمليات أخرى تتم فى الخفاء. كما يحتوى الكتاب على عدد من المفاجآت حول كيفية وصول السلاح للأراضى السورية ودور تركيا وغيرها فيما يحدث بسوريا مما يؤكد أن المنطقة لم تكون سوى سرح للعمليات العسكرية واستبدال الجيوش النظامية بأخرى غير نظامية. الجناح الخاص كما شهد الجناح الخاص ب «دار المعارف» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته السابعة والأربعين، ندوة للكاتب الصحفى عاطف عبد الغنى مدير تحرير مجلة أكتوبر الذى وقع كتابين هما: «الثورة والمؤامرة.. القصة من الشاطئ الآخر» و«الدين الأمريكانى.. كتالوج تفكيك الإسلام والمسيحية»، وذلك بحضور الكاتب الصحفى إسماعيل منتصر وعدد من زائرى المعرض. وبدأ الكاتب كلمته موضحا أن كلا الكتابين يعد تكملة للآخر، ففى كتابه «الدين الأمريكانى .. كتالوج تفكيك الإسلام والمسيحية» أوضح أنه على مدار عقود طويلة نجح اليهود الصهاينة فى نشر الخرافة والأساطير والعقائد السريانية التى تخدم فى النهاية الفكرة الصهيونية وتبتعد عن الأديان السماوية لكنهم لم يستطيعوا أن يقنعوا أعدادًا كبيرة فى العالم وكذلك فى أمريكا والغرب من المسيحيين بقطع الشعرة التى تربطهم بالعقيدة المسيحية لذلك بدءوا يبحثون بدعم من أصحاب العولمة عن دين آخر عالمى يقدمونه للعالم المسيحى الغربى ومن بعده الإسلامى ومسيحية الشرق ووجدوا ضالتهم فى البوذية. فجاء الكتاب ليستعرض مخطط تدمير الأديان السماوية وإحلال المعتقدات اللا دينية محل الأديان السماوية مثل أساطير التبت والبوذية التى باتت موضة هذه الأيام فى الغرب لطرح دين عولمى جديد يطلق على مثلها الأديان الإنسانية التى اخترعت خلال القرون الثلاثة الماضية مستهدفة المسيحية والإسلام بشكل خاص مستغلة الآلة الإعلامية الهوليودية، معلنة عن نماذج جديدة لا دينية مثل شهود يهوة والسبتين والقديانية والبهائية وعشرات أخرى من النماذج ليست فى شهرة السابقة مستغلة رعاية بعض المؤسسات الرسمية أو المنظمات المدنية لهذه النماذج اللا دينية، ومن خلال استقطاب عدد من قاضة الرأى وبعض رجال الدين لتلك الديانات المزعومة يستطيعون الترويج لها من أجل تدمير الدين. ويؤكد الكاتب أن الدين مكون أساسى من مكونات الثقافة فى مصر والعالم العربى والإسلامى، الأمر الذى جعل استهدافهم الدين استهدافا للأمن القومى ولكن هذا أمر غائب تماما عن أذهان العرب الذين يحاربون الدين ويكرهونه إلى حد الجريمة، واستشهد الكاتب بما حدث خلال الربيع العربى من إظهار لنماذج أخرى لا دينية واصلت حملاتها ضد الدين. واستعرض الكاتب لمجموعة من النماذج اللادينية التى تحاول الطعن فى الأديان السماوية ومنها هاذكونج صاحب كتاب «هل يوجد إله» والذى جرده الفاتيكان من رتبته الدينية قبل سنوات ومنعه من التدريس لليهود بعد أن طعن فى الثوابت الدينية. ثم تناول الكاتب لبعض نماذج محاولات التبشير التى تمت فى مصر، ووصل من خلال 7 فصول إلى التعرف على معركة الخير والشر وتفاصيل خطى الماسونية لتدمير الأديان السماوية ومبادرات توحيد الأديان، مستعرضا لتفاصيل حركة العصر الجديد ودورها فى النيل من الأديان السماوية الثلاث من خلال مجموعات من المثقفين وبعض المفكرين. الثورة والمؤامرة أما عن كتابه الآخر «الثورة والمؤامرة .. القصة من الشاطئ الآخر» جاء ليبحث فيه عن الإجابة المثالية عن سؤال وصفه بال «لئيم» تسلل إلى المجتمع المصرى وأثار جدلا خلال الشهور والسنوات التى تلت 25 يناير وهو أن ما حدث بداية من يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011 وجمع الغالبية الكاسحة من المصريين على هدف وغاية وما تبعه من أحداث، هل كان ثورة شعب؟! أم محض مؤامرة وخدعة كبيرة بحجم الحدث استطاعت أن تحرك الجماهير من الخارج؟! كما يطرح عبد الغنى، سؤال آخر يترتب على السؤال السابق وهو هل ما حدث فى تونس أولا ثم مصر فليبيا واليمن وسوريا وما يمكن أن يحدث فى غيرها من الدول العربية هى ثورات شعوب نابعة بالأساس من رغبتها الحقيقية فى التغيير؟ وتعمد الكاتب عدم طرح الإجابة وذلك لرغبته فى خوض مغامرة مع القارئ لاستكشاف الحقيقة التى اختفت فى ركام هائل من الأكاذيب والخداع المتعمد، وبدأ بفحص التسمية التى أطلقت من جهة مجهولين فى الغرب عن الحدث نفسه «الربيع العربى» لماذا ربيع؟! ومن قال إنه عربى خالص؟! والحقيقة كما يخبرنا الكاتب أنه على شاطئنا العربى كانت هناك بالفعل شعوب تواقة لمقومات حياة إنسانية راقية افتقدتها لسنوات وأجيال والتى تتمثل فى أمور معنوية مثل العدالة والكرامة والحرية وأخرى مادية لخصها المصريون فى «العيش»، مشيرا أن الإحساس بغياب العدالة الذى استشعره المصريون فى سنوات ما قبل 25 يناير إحساس صعب، وصار بديلا طبيعيا لحضورها، ولكن من السذاجة أن نتصور أن شاطئنا هو الضفة الوحيدة للبحر، فهناك ضفاف أخرى تراقبنا وتتدخل فى شئوننا دون اعتبار لرغبتنا فى قبول هذا التدخل أو رفضه. وتابع فعند ساكنى هذه الشواطئ كانت هناك أسباب ومصالح تستدعى دعم وإطلاق ثورات العرب، فهل كانت هذه المصالح تتعلق فقط بثروات العرب من البترول والغاز؟ أم بتأمين حدود إسرائيل أم بفرض سيادتها على المنطقة؟ فهذه المصالح مباشرة ولكن هناك مصالح أخرى استراتيجية بعيدة المدى، ففى كل الأحوال هناك دائما مصالح تعكس مطامع الغرب وتطبع العرب على قبولها كأنها قدر. وأوضح المؤلف أن الأجهزة الغربية التى تخطط وتنفذ أجندات التغيير حول العالم وجدت فى أفكار أستاذ أمريكى متخصص فى العلوم السياسية يدعى «جين شارب» الأسلوب الأمثل لإشعال الثورات عن بعد والإطاحة بالأنظمة التى يريد الغرب الإطاحة بها دون تدخل مباشر أى بالتمويل والمعونة اللوجيستية فقط، ففى حالة ليبيا خرج السيناريو عن السيطرة فاضطر الغرب للتدخل العسكرى الغاشم الذى يحصد أرواح الليبيين دون تمييز ويدمر البنية التحتية للدولة. روحانيات كما عرض الكاتب الصحفى محمد نجم كتابيه «روحانيات» و«طيور القرآن» وذلك خلال ندوة أقامتها دار المعارف بالجناح الخاص بها، موضحا أن محتوى الأول عبارة عن سير مختصرة لبعض الأنبياء والرسل منهم إبراهيم الخليل ويوسف الصديق وسليمان الحكيم وأيوب الصابر وموسى الكليم ويونس وداود الملك وغيرهم من الأنبياء. كما يتضمن الكثير من الروحانيات التى تشفى النفوس وتريح القلوب عبر الاستدلال بآيات محكمات ودعاء مخلص شق طريقه نحو السموات العلا، فعاد عبيره إلى الأرض سكينة وطمأنينة تزكية للعقول. أما عن كتابه الآخر «طيور القرآن» والذى يشرح من خلاله قصص الطيور والحيوانات التى ورد ذكرها فى القرآن، ومجيئها تارة فى ثوب المعلم للإنسان مثل غراب بنى آدم عليه السلام الذى تعلم من خلاله كيف يوارى جثة أخيه ويحافظ على حرمة الموت وغيرها من الدروس، مستكملا حديثه. وقد اعتمد المؤلف على ما جاء فى القرآن الكريم والتفسير المنطقى للآيات بعيدا عن الدخول فى روايات لا تفيد القارئ وتعيقه عن فهم الهدف الحقيقى من القصص القرآنى.