قال الدكتور مصطفى الفقى، إن ثورات الربيع العربي هي من أدت لتراجع تأييد القضية الفلسطينية فضلا عن الكاريزما الخاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن لكونة لايحمل كاريزما القيادة حيث تفرق صفوف الشعب الفلسطينى فلم تعد على ما كانت عليه فى عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأضاف "الفقى" خلال مناقشة كتابه "فلسطين من التأييد السياسى إلى التعاطف الإنسانى"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أن القضية الفلسطينية أصبحت إنسانية أكثر منها سياسية، وأنها بدأت فى التراجع من الناحية السياسية على الرغم من أنها القضية الأولى فى الوطن العربى التى يجب الالتفات إليها. واشار "الفقي" إلى أن مفاوضاتنا لسد النهضة هى نفسها المفاوضات المصرية الإسرائيلية فى المماطلة قائلا نتفاوض والاثيوبيون مستمرون في بناء سد النهضة وكذلك الفلسطينيون يتفاوضون وبناء المستوطنات مستمرفهى لعبة مفروضة للجميع لمن لا يريد الخير لمصر أو المنطقة العربية. وكشف أن الهند، كانت تضع القضية الفلسطينية في أولى اهتمامتها، وتقدم لها الدعم، ولذلك كانت القضية حية، أما الآن فالوضع أختلف كثيرًا وخاصة بعد دخول مصر في تسوية القضية، قالت الهند وغيرها من الدول الأسيوية، أنهم ليسوا أقل من مصر التي أقامت علاقات مع إسرائيل، قائلًا: "لا تطلب من الأخرين ما جعلته محرر لنفسك". واوضح"الفقي" أقلق كثيرًا من أي وضع سياسي يتدخل فيه الدين، لأن الدين شئ سماوي ونقي، والسياسية عفونه، تأتي من أختلاط الزيت بالماء، موضحًا أن حماس حركة مقاومة إسلامية تأسست على اساس ديني، وهذا ما أخذ على حماس نظرا لربط فكرها الدينى بالسياسة حتى اصبحت جناح من أجنحة الإخوان. ومن جانبه قال السفير الفلسطينى سعيد كمال، إن الكتاب يحوى معلومات مهمة وقيمة، وما لفت انتباهى فى الكتاب هو فقرة بعنوان "نحو قيادة فلسطينية جديدة"، مضيفًا أن الحكم الفلسطينى العقائدى لن يحقق أى سلام، مضيفًا أخطأنا أننا كنا رافضين لكامب ديفيد لأن الاتحاد السوفييتى رافض، إذا كنا جئنا كان سيحدث شيئًا من اثنين، أما كان سينسحب موشى ديان إما كنا سنجعله يعترف بالمنطقة الفلسطينية العربية وليس بالتحرير الفلسطيني، والجيل القادم الصاعد سوف يكون جيلاً آخر فيه الأمل. وفى السياق نفسه قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الكتاب بشكل عام هو باقة من المقالات تشير إلى تجربة الكاتب الثرية وما تحمله من وجوه متعددة، مشيرًا إلى أن ذات الكاتب موجودة ومتحركة بين دفتى الكتاب وكأنه يريد أن يذكرنا بوجوده دائمًا وذلك من خلال الحكايات التى يحكيها الكاتب فى فصول كتابه، فالكاتب له أكثر من قبعة يرتديها أولها الدبلوماسى والسياسى الذى يقترب ويبتعد يحمل كاتبنا أيضًا قبعة الأكاديمى. وأضاف "مرزوق": الكتاب يفتقد للوحدة الموضوعية وذلك بسبب أنها تجميع لعدد من مقالات متواترة كتبت قبل ثورة يناير، وبدون شك يحمل الكتاب عنواناً عميقاً يمكن أن نقف أمامه طويلاً والتفكير فى معانيه، متابعًا: الكتاب يتكون من أربعة فصول بالإضافة إلى المقدمة فالفصل الأول يتكون من 10 مقالات، والفصل الثانى يتضمن 14 مقالاً والثالث 12 مقالة، والأخير "القضية الفلسطينية فى مفترق طرق. وكشف "مرزوق"، تعد كامب ديفيد الأولى انزلاق كبير وهى التى أوصلتنا لما نحن عليه الآن، وقد انتبه لهذا الفلسطينيون بأنها لم تكن إلا فخ لهم ولذلك إرادة إسرائيل بعمل كامب ديفيد ثانية رفضها أبو عمار وعيًا بعدم الوقوع فى الفخ مرة أخرى. وأشار السفير إلى أن من أسباب تردى القضية الفلسطينية هو أن الحركة الصهيونية وضعت الدين فى التعاملات عن قصد لعمل تفكك وتفتيت بين بلاد الوطن العربى، مضيفًا أن الكاتب يلقى باللوم على حركة حماس، ولكنى أرى ما قامت به حماس هو حق مشروع للدفاع عن الأرض الفلسطينية وضد الاحتلال الصهيونى.