مع مطلع العام الجديد فاجأتنا حكومة المهندس شريف إسماعيل بقرار إلغاء حظر تسيير المقطورة ولا أدرى حتى الآن ما هى الأسباب التى دفعت الحكومة إلى قرار كان المصريون ينتظرون عكسه بأن يتم منع سير هذه المقطورات تمامًا على مختلف الطرق وبعد أن منحت الحكومات السابقة أكثر من مهلة لهم لإجراء تعديل يضمن السلامة. إن السماح بسير «مقطورات الموت» مجددًا أصبح كابوسًا متجددًا يطارد المصريين ويحصد أرواحهم وهو ما أكدته دراسة مشتركة لوزارتى النقل والداخلية كشفت عن أن النقل الثقيل فى مصر يتسبب فى 60% من حوادث الطرق.. وأن هذه المقطورات وحدها تتسبب فى 13% من هذه الحوادث بعد ثبوت تعاطى 30% من سائقيها للمخدرات وهى الحوادث التى سجلت طبقًا لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إزهاق روح أكثر من 7 آلاف مصرى سنويًا، وبمعدل يصل إلى 9 حالات وفاة لكل 100 ألف نسمة، وهو الأمر الذى جعل مصر تحتل المركز العاشر عالميًا فى عدد الضحايا والأول عربيًا. قد يكون السبب فى إلغاء الحظر هو اعتماد 95% من حركة نقل البضائع على هذه المقطورات إلا أنه ليس مبررًا لاستمرارها كابوسًا يهدد حياة المصريين. إن خطورة استمرار «شياطين الأسفلت» تفرض على لجنة النقل والمواصلات فى مجلس النواب أن تراجع الحكومة فى قرارها.. وأن تعيد فتح الملف بما يحقق مصلحة جميع الأطراف وإلى أن يتحقق ذلك على الدولة ممثلة فى وزارة الداخلية وتحديدًا إدارة المرور أن تراقب حركة هذه الشياطين على الطرق.