هو أحدث صيحة فى عالم الطب الآن للاستغناء أو التقليل من الأدوية الكيماوية... والأمر ليس بغريب.. فبعض الأمراض المزمنة تنتج فى الأصل عن خلل فى نظام التغذية.. كمرض السكر وأمراض الكلى وتصلب الشرايين وغيرها.. ويؤكد علماء التغذية أن لكل طعام تأثيراً يعالج أو يساعد على علاج مرض معين و إنه من المؤكد أن بعض الأمراض تحتاج فى علاجها إلى تعديل فى نسب العناصر الغذائية التى يتناولها المريض، والبعض الآخر يمكن أن يستغنى فيها عن العلاج الكيميائى تمامًا، لكن المشكلة أن الكثيرين ليست لديهم هذه المعلومات، ويلجأون مباشرة إلى العقاقير التى لا ننكر أهميتها فى بعض الحالات، والمفروض أنه يوجد فى كل مستشفى أخصائى للتغذية يقدم كل هذه المعلومات للمرضى.قرحة المعدة: هناك طريقة لعلاج قرحة المعدة بدون عقاقير كيميائية وذلك بتناول السوائل، وفى الحالات الشديدة يكون الغذاء والعلاج الوحيد هو اللبن مع البيض المخفوق، ويمكن إضافة السكر أيضًا لإعادة تبطين جدار المعدة لمدة 48 ساعة، ثم تناول أية سوائل.. شاى... كركدية.. ينسون.. أو جيلى... المهم الابتعاد عن الخضراوات أو الفاكهة لأنها قد تجرح جدار المعدة، وتستمر هذه التغذية حتى تعود المعدة لطبيعتها. ومن الأمراض التى يمكن علاجها بسهولة باستخدام الطعام فقط: الإسهال والإمساك: فلعلاج الإسهال يكفى تناول مشروبات مثل التمر الهندى... الخروب.. الشاى مع الليمون، بطاطس مسلوقة، والامتناع عن تناول أية خضروات أو فواكه أو دهون، ستزول حالة الإسهال، أما علاج الإمساك فيكفى تناول طبق السلاطة يوميًا، والإكثار من الخضراوات، خاصة الجزر والخس والجرجير، بالإضافة إلى أن الملوخية والحلبة والتين لها تأثير واضح فى علاج الإمساك، مع المشى والحركة. أمراض القلب والدورة الدموية: يعتبر زيت جنين القمح والفول السودانى وأوراق الخس والخضراوات المورقة وكبد الحوت، من أهم العناصر الغذائية التى تستخدم فى علاج أمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها، وهناك دراسات حديثة تظهر الأثر الفعال لفيتامين (ه) الموجود بكثرة فى هذه العناصر فى معالجة تصلب الشرايين وانسدادها، كما تؤكد الدراسات نفسها أن الشعوب آكلة الأسماك مثل الشعب اليابانى تقل بينها معدلات الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم، أما زيت الزيتون فهو العلاج الناجح لمتاعب القلب حيث يساعد فى رفع نسبة البروتينات الدهنية النافعة فى الدم ويخفض البروتينات الضارة. أمراض الكبد: يعتمد علاج هذه الأمراض أساسًا على الغذاء، حيث يحتاج المريض إلى العناصر الغذائية التى تساعد فى تجديد الخلايا التى أتلفها المرض، وينبغى على المريض فى هذه الحالة أن يقلل من تناول الدهون لأنها ترهق الكبد السليم، وأن تتضمن وجباته الغذائية مأكولات غنية بالسكريات والبروتينات مثل عسل النحل والبطاطس والأرز والدجاج، و(الخرشوف) من الأطعمة التى ثبت فعاليتها فى علاج أمراض الكبد بوجه عام، حيث نجح الباحثون فى جامعة ولاية إنديانا الأمريكية فى استخلاص مادة من نبات الخرشوف أطلقوا عليها اسم (سينارين) واستخدموها فى علاج الكبد وتجديد خلاياه التالفة. الغذاء والذكاء المثير فى هذا الصدد أنه يمكن للعناصر الغذائية أن تسهم فى علاج بعض حالات الإعاقة الذهنية فى الطفولة المبكرة، وتطلق مجلة (نوفل أوبزرفاتور) فى هذا المجال على الأحماض الأمينية اسم (الأحماض المعجزة) لأنها تكاد تكون علاجًا نفسيًا قائمًا بذاته، فقد أثبتت الدراسات أن تناول 250 جرامًا يوميًا من سمك التونة له تأثير ساعد على علاج مرض الهوس الاكتئابى، فمن شأن هذه الكمية أن تعمل على تنشيط نقاط العصبى التى تنقل نبضات الذاكرة فى المخ، ولهذا السبب تعتبر الأسماك بشكل عام هى غذاء القرن الحادى والعشرين. تشير الدراسات أن أحدث صيحة فى عالم الطب هى تنمية الذكاء بالغذاء، فقد قامت وكالة المصايد اليابانية بتأسيس مجموعة أبحاث بالتعاون مع 15 شركة لاستخلاص مادة ال (DHL) الموجودة فى الأسماك بدرجة نقاء تصل إلى 90 % وإضافتها إلى الأغذية، لتعمل كمنشط طبيعى للذاكرة وتجعل الشخص أكثر ذكاء، فالأسماك هى (غذاء العقول) حقًا وليس مجازًا! ولاشك أنه يمكن للمخ البشرى أن يصبح أكثر كفاءة إذا ما تناول الإنسان أغذية معينة تعمل على رفع الكفاءة العصبية، وهذا ينطبق على الأطفال والكبار معًا، فالذكاء مرتبط بمدى قدرة شبكة الأعصاب على نقل الإشارات الكهروكيماوية من المخ إلى كل أجزاء الجسم، ولذلك تصبح العناصر الغذائية وعلى رأسها الأحماض الدهنية والكالسيوم والبوتاسيوم ذات أهمية قصوى فهى عناصر لا يستطيع الجسم إنتاجها بسهولة، وينبغى الحرص على تناولها باعتبارها من (مغذيات الذكاء)! أغذية المناعة يشير خبراء علوم التغذية إلى أن هناك أغذية يمكن أن نسميها (أغذية المناعة) لأنها تعمل على تقوية جهاز المناعة فى الجسم وترفع من فعالية مقاومته للأمراض، ويأتى (الزبادى) على رأس هذه الأطعمة لأنه يحتوى على بكتيريا نافعة تقاوم الفيروسات، وعلى مواد عضوية تفتك بالميكروبات مثل الحموض وأكسيد الهيدروجين وغيرها. وتظهر دراسة أجريت فى (المعهد الوطنى للصحة) فى باريس أن الزبادى يساعد على زيادة الخلايا الآكلة المقاومة للغزو الميكروبى، وينتج الأجسام المضادة للالتهاب الفيروسى، فضلًا عن أنه يقاوم سرطان القولون، ويشار إلى أن فنلندا تسجل أدنى إصابة بالمرض الخبيث على مستوى العالم، لأن طعام الفنلنديين اليومى لا يخلو مطلقًا من الزبادى ومنتجات الألبان عامة. ويأتى الثوم فى المرتبة الثانية بعد الزبادى فى ترتيب (أغذية المناعة) ومن الطريف هنا أن بعثة طبية أمريكية زارت هضبة التبت عام 2001، للبحث فى أسباب وجود أكبر قدر من المعمرين على وجه الأرض هناك، إذ يتجاوز أعمار شيوخ التبت المائة عام ورغم ذلك يبدون فى صحة جيدة، وظلت البعثة أيامًا عديدة تجرى أبحاثها حول المناخ ونوعية الطعام والشراب وعادات الناس، فلم تر شيئًا مثيرًا أو خارجًا عن المألوف، وقام الباحثون بوضع (كاميرا) فى حجرات الطعام بعدة بيوت، فاكتشفوا أنه فى الصباح الباكر تقوم النساء بتقشير العشرات من رؤوس الثوم وتقطيعها، ليقوم كل أفراد الأسرة بابتلاع كميات كبيرة من الثوم على الريق مؤكدين أنه بمثابة (إكسير الحياة) عندهم! ويقول الأطباء إن الثوم الطازج يقوى المناعة ويقاوم الخلايا السرطانية ويفيد فى علاج الجلطة ويخفض ضغط الدم المرتفع، فضلًا عن كونه علاجًا ناجحًا لالتهاب الشعب الهوائية المزمن، وبذلك يكون حقًا (صيدلية) على المائدة! الأنيميا: يخطئ من يتناول أقراص الحديد فقط لعلاج الأنيميا، فالمعروف أن الأنيميا تنتج عن نقص الهيموجلوبين فى الدم، ولكى يتكون الهيموجلوبين لا بد من توافر عنصر الحديد والبروتين وفيتامين (ج) وعنصر النحاس. ومن أحد الأطباق البسيطة التى تعتبر علاجًا فعالًا لأنيميا نقص الحديد، وهى طبق الجبن القريش (خالية الدسم) مع البقدونس والطماطم وقليل من الزيت، فالجبن القريش تحتوى على البروتين، والبقدونس يحتوى على فيتامين (ج) والحديد، والطماطم تحتوى أيضًا على الحديد والنحاس. وهناك وجبة أخرى يمكن أيضًا أن تعالج الأنيميا وهى تناول الكبدة أو الطحال مع السلاطة للحصول على نفس المكونات، كما يعتبر طبق العسل الأسود بالطحينة المحبب لدى أطفالنا من الأغذية التى تعالج الأنيميا عند الأطفال، كما أن الجرجير والسبانخ والملوخية والخبيزة والنعناع والبقدونس والزعتر والحلبة غنية أيضًا بعنصر الحديد. النقرس: أما مرض النقرس الذى ينتج أساسًا من زيادة نسبة حمض اليوريك وترسبه على المفاصل فيمكن علاجه فقط بالنظام الغذائى عن طريق الابتعاد تمامًا عن تناول السلامون والسردين والأنشوجة، والأعضاء الداخلية للحيوان والمخ والطحال، وتناول 100 جرام لنوع واحد من بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء أو البيضاء، الأسماك أو الدجاج أو الفاصوليا، العدس، الفول، الترمس، الحلبة، اللوبيا، القرنبيط، البازلاء، السبانخ، القمح/ البليلة، وذلك خلال اليوم كله، أما الأطعمة التى يسمح بتناولها فهى البيض والألبان ومنتجاتها والخضراوات ما عدا القرنبيط والسبانخ والبازلاء، والحبوب ما عدا الكاملة (أى التى تحتوى على القشرة) وجميع الفواكه، وهناك ملحوظة لابد أن نذكرها، وهى أن الخبز السن لا ينبغى أن يتناوله مرضى النقرس طوال فترة العلاج لأن به كمية كبيرة من قشرة الردة والخميرة التى تساعد على ترسيب حمض اليوريك على المفاصل. د. عبد الباسط يتواصل مع القراء من خلال الصفحة..
