يبدو أن تداعيات العمليات الإرهابية الأخيرة فى الشرق الأوسط ثم التصعيد الخطير بأحداث باريس وتفجير الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء أثرت بشكل مباشر على تفاقم أزمة اللاجئين السوريين، الأمر الذى فرض العديد من الإجراءات الصارمة على الدول المستضيفة للاجئين خاصة فى الدول الأوروبية. فى البداية يقول د. إبراهيم عوض، رئيس مركز دراسات الهجرة واللاجئين بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، إن العلاقة بين اللاجئين والدولة التى تعانى من الإرهاب لا يجب أن ينعكس على اللاجئين لأن هناك منظمات إرهابية نعانى منها نحن أيضا فى الداخل.. مضيفا أن اللاجئين السوريين يعانون الآن من مشاكل عديدة تهدد حياتهم.ويرى أن الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها الدول النامية تعتبر سببا رئيسيا فى أزمة الهجرة ولذلك لابد من القضاء عليها عن طريق تغيير البيئة المحيطة فى هذه الدول. ومن جانبه قال بيتريو هيتانيميو نائب رئيس البعثة الفنلندية فى مصر: «نعانى من موقف صعب الآن بسبب أزمة اللاجئين خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية فى المنطقة بصفة خاصة بعد أحداث باريس وانفجار الطائرة الروسية فى مصر.. موضحًا أن فنلندا للمرة الأولى تتلقى كل هذا العدد من اللاجئين الأفارقة ومن جنسيات أخرى بنسبة عشرة أضعاف من قبل. وأضاف: أننا نحتاج إلى توفير لهؤلاء اللاجئين التعليم والرعاية الصحية فضلا عن أولئك الذين جاءوا إلينا عن طريق اللجوء السياسى.. مشددًا على أهمية أن يتعامل المجتمع الفنلندى بصورة جيدة مع هؤلاء الناس ونحتاج من اللاجئين أيضا أن يتفاعلوا بإيجابية مع المجتمع. وأكد أن فنلندا تريد أن تخدم الشرق الأوسط وتسهم فى حل أزمة اللاجئين وفى مجالات أخرى أيضا على الصعيد الإنسانى وتبذل جهودًا كبيرًا فى هذا المجال. وأشار إلى أن السفارة الفنلندية فى القاهرة نشطة للغاية فى تفعيل أوجه التعاون الثنائى مع مصر، وحل الأزمة السورية أيضا. وأضاف: نواجه تحديات ولكن أيضا هناك فرص لمساعدة اللاجئين، كما نريد أن نستغل خبراتنا لدفع عملية السلام، حيث إن فنلندا مفتوحة على المجتمع الدولى ونحن فخورون بتصرفنا على هذا النحو. فيما قال السفير الفنلندى بالقاهرة تولا يرجولا: إن اشتعال أزمة كبرى تعانى منها المجتمعات الأوروبية نتيجة توافد اللاجئين، نظرًا لأن هؤلاء لديهم احتياجات كثيرة من بينها التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات، فضلا عن أن المجتمعات الأوروبية أصبحت لديها مخاوف كبرى الآن وفى مقدمتها إنعدام الأمان فى الحياة اليومية بسبب الهجمات الإرهابية. ومن جهته أكد موران جيمس سفير الاتحاد الأوروبى على أهمية التعاون لحل أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة لديها جانبان، السلبى يتمثل فى قبولها أو الاعتراف بها، أما الجانب الآخر فيتمثل فى تقديرنا لاحتياج هؤلاء الناس للأمان والحماية. وطالب على هامش حلقة نقاشية حول أزمة اللاجئين السوريين فى المنطقة، السلطات المصرية والمنظمات المعنية أن تتعاون للسيطرة على أزمة اللاجئين فى مصر وفى المنطقة العربية، وأوضح أن أزمة اللاجئين تمثل اختبارًا صعبًا للاتحاد الأوروبى، ولابد من إيجاد سُبل للتعاون والتنسيق وخاصة على صعيد دول البحر المتوسط لأنه ليس لدينا وقت طويل للتفكير فى ظل تصاعد أزمة اللاجئين. فيما أكد كريستوف رتسالد نائب السفير الألمانى بالقاهرة أن ألمانيا استجابت لأزمة اللاجئين بعد تدفقهم بأعداد كبيرة من سوريا، بعضهم جاء إلى ألمانيا للبحث عن حياة كريمة لكن بعض فئات الشعب الألمانى لم ترحب بالفكرة على الرغم من التحدى التاريخى الذى قدمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقبول دخول اللاجئين الى البلاد. وقال إن هناك بعض الدول مثل اليونان وإيطاليا تحتاج إلى دعم كبير لاستضافة اللاجئين بهذه الأعداد الكبيرة على أراضيها، لافتا إلى أن قضايا الهجرة لها تبعات كثيرة وخاصة على الصعيد الاقتصادى والاحتياجات الشخصية التى لابد من تلبيتها كالمصروفات اليومية التى لا يجب توفيرها لجميع اللاجئين. وأضاف: أننا نخطط لوضع معايير جديدة للجوء السياسى وماذا نريد بشكل ملح، لذا نريد دعم أكبر من الاتحاد الأوروبى لتوفير احتياجات اللاجئين، إضافة إلى تعاون الوكالة الأوروبية. فيما قالت سوزان نيلسون نائب سفير السويد إن إغلاق أبوابنا أمام اللاجئين كان قرارًا صعبًا، لذا نستقبل أى لاجئ يدق أبوابنا وسنستمر فى منح حق اللجوء السياسى لهؤلاء الذين يعانون من الصراعات السياسية وسنوفر لهم السكن والتعليم والتفاعل داخل المجتمع السويدى وإلحاقهم بالمدارس لحفظ حق الأطفال فى التعلم. وأضافت: لدينا مسئولية فى استضافة اللاجئين ونريد أن ننتصر فى التحدى ولابد أن يساعدنا الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أن الدولة السويدية ستتوقف عن منح الحقوق الاجتماعية وخلال أشهر السويد ستزيد من التزاماتها تجاه اللاجئين ولا نريد أن يكون اللاجئين ضحايا لسياسات خاطئة ولدينا مسئولية خاصة تجاه طالبى اللجوء السياسى وقد قدم إلينا مواطنين من سوريا فى وقت سابق طالبين هذا الحق. ووصف سفير اليونان بالقاهرة كريس لازاريس اللاجئين السوريين بالتسونامى الإنسانى الذى حل على القارة الأوروبية، لافتا إلى أن 700 ألف لاجئ جاءوا إلى اليونان خلال عام 2015 فقط، والحكومة وعدت بمساعدة 20 ألف منهم، وعلى الرغم من ذلك ما زالوا يتدفقون فى الوقت الذى لقى فيه العشرات مصرعهم على السواحل اليونانية. وقال إن اليونان ستلتزم بواجباتها الأوروبية والدولية وستحاول العمل بالتنسيق مع حلفائها وأصدقائها لحل أزمة اللاجئين وأزمة لاجئى 2015 وقد زاد 100 ألف مواطن عبء على الحكومة اليونانية وسنقوم باتخاذ إجراءات سريعة لمنع تدفق مزيد من اللاجئين، كما قمنا بتحديث الإجراءات الأمنية, مشيرًا إلى أن اليونان حتى 2010 كانت تقوم بواجبها تجاه اللاجئين وتستطيع السيطرة عليهم داخل أراضيهم ولكنها الآن لم تعد تستطيع.