أتوقع أن تكون الكارثة القادمة التى ستواجهنا هذا الشتاء بعد السيول والأمطار الغزيرة - غير المعتادة - التى أغرقت الكثير من محافظات مصر وخاصة محافظتى الإسكندرية والبحيرة - هى الأسلاك العارية المنتشرة فى الشوارع والميادين بجميع المحافظات بهذا الشكل الفج والتى أودت بحياة الكثيرين معظمهم من الأطفال خلال موجة الطقس السيئ التى ضربت البلاد مؤخرًا. فحتى الآن لم يتحرك أحد لمواجهة هذا الخطر.. ولم يستوعب المسئولون بالكهرباء والأحياء هذه الخطورة وكأن الأمر لا يعنيهم.. وحياة المواطنين والأطفال لا تهمهم.. فالمسئولون فى بلادنا اعتادوا على عدم التحرك ومواجهة الخطر قبل وقوعه إلا إذا حدثت الكارثة أو المصيبة.. عندها فقط يبدأون التفكير فى التحرك.. فقلة الضمير والإهمال أصبحت هى السمة الغالبة على العاملين بالأحياء. والمصيبة الكبرى أنه لا يوجد حى سكنى سواء كان راقيًا أو شعبيا إلا ونشاهد فيه الأسلاك الكهربائية تحيط بالمنازل والمدارس.. والأخطر منها الكابلات الكهربائية الهوائية التى تتدلى على شرفات المنازل ولا يتجاوز ارتفاعها الثلاثة أمتار ومعظمها قريب جدًا من أيدى الأطفال مما ينذر بكارثة أكبر من كارثة السيول والبالوعات مع الأمطار والسيول المتوقعة هذا الشتاء. والسؤال المحير، إلى متى سيظل المسئولون بالأحياء بهذا الإهمال ويضعون أيديهم فى الماء البارد ولا يتعاملون مع المشكلة إلا إذا حدثت الكارثة؟.. وإلى متى سيظلون يعملون - ودن من طين وودن من عجين - أمام شكاوى المواطنين؟ إننى أطالب بالقيام بحملة عاجلة تتولاها شركات الكهرباء ومعهم مسئولو الأحياء - النائمون فى العسل - لتغطية هذه الأسلاك وخاصة التى تخرج من أعمدة الإنارة والتى على مقربة من المنازل والمدارس.. واستبدال الأسلاك الهوائية التى تتدلى فوق شرفات المنازل بكابلات أرضية آمنة وخاصة أن هذه الأسلاك الهوائية قد ساعدت الكثيرين على سهولة سرقة التيار الكهربائى دون عناء. فالموضوع يحتاج إلى «شوية ضمير» من المسئولين فى الكهرباء والأحياء وخاصة أن هناك تحذيرات من الأرصاد الجوية تؤكد أننا مقبلون على موسم شتاء شديد المطر يصل لحد السيول.. الأمر الذى سيؤدى إلى كوارث إذا استمرت هذه الأسلاك العارية.. فماذا ننتظر؟.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.