تتزايد علامات الاستفهام يوميا حول حادث الطائرة الروسية التى وقعت نهاية الشهر الماضى على الأراضى المصرية وراح ضحيتها 224 سائحا روسيا وخاصة بعد أن تولى عدد من أجهزة المخابرات الدولية دفة إدارة الأزمة إعلاميا وتجاهل اللجنة المكلفة بالتحقيق فى الحادث وباتت أجهزة المخابرات المختلفة هى مصادر المعلومات التى يستقى منها الإعلام الدولى أخباره وهى واقعة فريدة فى مثل هذه الحوادث التى تستغرق زمنا طويلا للتوصل للأسباب الحقيقية وراء الحادث وكانت المخابرات الإنجليزية هى من بادرت بالتدخل فى عمل اللجنة وأعلنت عن وجود عمل إرهابى فى حادث الطائرة الروسية بعد الحادث ب24 ساعة؟ دون أن يعلنوا عن المعطيات والمعلومات التى قادتهم لهذه النتيجة وهو ما قد يشير إلى أن المخابرات الإنجليزية كانت على علم مسبق بوقوع الحادث! إن صحت رؤيتها للحادث أو قد يكونون على اتصال بالجهة المنفذة للحادث. والملاحظ أن إنجلترا تمسكت بسيناريوهات انفجار الطائرة الروسية على الأراضى المصرية واستبعدت جميع السيناريوهات الفنية الأخرى التى كانت تطرحها روسيا فى بداية الحادث إلى أن حدث تواصل بين المخابرات الإنجليزية والمخابرات الروسية والتى كان على أثرها تغير الموقف الروسى واتخاذ قرار بوقف الرحلات من وإلى مصر. وقال وزير الطيران المصرى السابق المهندس وائل المعداوى، إن سقوط الطائرة الروسية فى سيناء أخذ منحى سياسيا بعيدا عن المهنية، بعد استباق النتائج والتسابق فى التركيز على جانب الإرهاب. وأضاف، أن هناك محاولة للاستفادة من سقوط الطائرة فى الصراع القائم فى سوريا، وإرسال رسالة للمواطن الروسى بأن ما حدث له نتيجة لتدخل بلاده فى الحرب بسوريا، مشيرا إلى أن السياحة فى مصر أصبحت ضحية. ورأى المعداوى أن الإجراءات التى اتخذتها بعض الدول بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ تأتى فى إطار «التناغم السياسى مع الموقف البريطانى»، بعدما أعلنت لندن فى سابقة لم تحدث من قبل أن عملا إرهابيا وراء سقوط الطائرة، قبل أن يعلن ذلك رسميا. وأوضح المعداوى أن المدة التى يستغرقها الخبراء لتحليل الصندوق الأسود تتراوح بين عدة أسابيع وشهر، وأن ذلك يختلف من حادث لآخر، وفقا لمدى توافر البيانات المناسبة، وسهولة قراءتها. وأكد أن الصندوق الأسود ليس كافيا لتتبع ما حدث، «فلا بد من معاينة الحطام والجثامين والبحث عن آثار التفجير الكيميائى للحطام لو كان الادعاء بوجود قنبلة حقيقيا». وتابع «الإجراءات الأمنية المتخذة فى مطار شرم الشيخ تعتمد على أحدث الأنظمة للكشف عن المفرقعات». ووصف استباق نتائج التحقيق بأنه «غير مهنى، وغير فنى، وينم عن عدم احترام للقانون الدولى الذى يحتم عدم استباق النتائج، وعدم احترام للمجموعة القائمة على التحقيق». وأضاف وزير الطيران السابق الأوضاع القانونية والحقوق التأمينية وأية تعويضات قانونية تترتب فقط وحصريا بناء على التقرير الختامى للجنة التحقيق، فالمشكلة من سلطات الطيران المدنى بالدولة التى وقع على أرضها حادث الطائرة وليس بناء على تصريحات رؤساء الدول الأخرى حتى العظمى منها، هذا هو القانون الدولى وعلى الدول التى لديها معلومات عن الحادث أن تتقدم به إلى سلطات التحقيق. من جانبه قال حسام كمال وزير الطيران المدنى، إن لجنة التحقيقات بالطائرة الروسية تعمل على محورين وحتى هذه اللحظة لم تصل اللجنة لأية نتائج تشير إلى أسباب وقوع الطائرة الروسية، وهناك عدة سيناريوهات تم وضعها، موضحا أن اللجنة تبحث كل التفاصيل.وأشار، إلى أن تحقيقات الحوادث قد تصل لعالم أو أكثر ولا يوجد تحقيقات على مستوى العام تتم بهذه السرعة، موضحا أنه سيتم الإعلان عن أى تفاصيل قائلا: «ليس لدينا أى مصلحة فى قول شىء غير الحقيقة وأوضح وزير الطيران، أن أعمال لجان تحقيق الحوادث تتم وفقا لقوانين دولية، وطبقا لذلك فإن اللجنة الرئيسية المنوطة بإعلان التحقيقات هى اللجنة المصرية.