آهات.. أنات تخرج من فم الأم وقبل أن تخرج تشق الصدر وتجرحه.. الأم يتمزق قلبها عشرات المرات.. بل مئات المرات كل يوم بل كل دقيقة.. من أجل ابنتها وحبيبتها.. لا يعلم مدى حزن الأم عليها إلا الله.. تقول إنها حبيبتها وصغيرتها.. هى قطعة من القلب.. الآهات والأنات توقظ الأم من أحلى نومة يكاد عقلها يجن ويطير.. تتساءل ماذا أصاب الابنة الحبيبة فمنذ أيام قليلة مضت ترى ابنتها تخطو خطوات ثابتة إلى الأنوثة فقد مر عليها خراط البنات وجعلها شابة جميلة.. كانت تحلم أحلاما وردية بأن تصبح عروسا يتهافت عليها الشباب.. الابنة تكبر والأم سعيدة.. فالزهرة الجميلة تتفتح.. ولكن ما هذا الشحوب الذى تراه الأم على وجه الابنة «نورا».. لماذا بدأت أوراقها النضرة فى الذبول؟ مؤكد أن هناك سببا.. بدأت الأم تلاحظ ابنتها وتسألها ماذا أصابك؟ الابنة لا تعرف.. ولكن سرعان ما تشكو من التعب والآلام والصداع.. قلب الأم يحدثها بأن هناك شيئا ما أصاب الابنة وبالفعل كما توقعت فما حدث بعد ذلك كان كابوسا بكل المقاييس بدأت أنات وآهات من الألم تتزايد بشكل كبير وحاد.. بل فقدت الابنة جزءا من وزنها.. أصيبت بارتفاع بدرجة الحرارة مع صعوبة فى البلع.. حاولت الأم تخفيف الآلام بالمسكنات وبعض الأعشاب الساخنة.. نعم ساعدتها بالفعل على التغلب على بعض هذه الآلام.. ولكن ما هو إلا يوم واحد وعاودتها الآلام، ولكن هذه المرة كانت شديدة لم تستطع الابنة النوم أو البلع.. حتى وضع رأسها على الوسادة كان شديد الصعوبة من شدة الآلام وإحساسها بالاختناق وعدم استطاعتها حتى بلع ريقها، كانت دموعها تمزق قلب أمها وأبيها.. الذى طلب من الأم اصطحابها إلى الطبيب.. فحص.. كشف.. وتشخيص بأن الابنة مصابة بالتهاب بالحلق ووصف لها العلاج الذى لم يثمر.. والابنة مازالت تشكو.. عادت مع أمها إلى الطبيب مرة أخرى، خاصة أنها تشعر بأن حلقها يكاد يكون مسدودا حتى رقبتها أصبحت غير قادرة على تحريكها.. وارتفاع درجة الحرارة أدى إلى صداع دائم لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على أن تفتح عينيها.. طلب الطبيب عرضها على أخصائى أنف وأذن وحنجرة، بعد أن فشل الطبيب الباطنى فى تشخيص الحالة التى أصابت حلقها.. حاول الأب أن يفهم ما يدور وهو خائف.. ولكن طمأنه الطبيب وأكد له أن هذا مجرد إجراء للاطمئنان.. جر الأب ساقيه وهو ممسك بابنته وذهب بها إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذى فحصها وطلب بعض التحاليل والأشعة السريعة استدان الأب من أجل الابنة وعلاجها.. وقام بإجراء كل ما طلبه الطبيب وما هو إلا يوم والثانى وظهر ما لم يكن فى الحسبان.. الابنة مصابة بورم سرطانى بالحلق ولكى يتأكد التشخيص طلب الطبيب من الأب والأم اصطحاب «نورا» إلى المعهد القومى للأورام لأنها فى حاجة لحجزها وإجراء تحاليل أكثر تخصص وهو ما لن يستطيع الأب تحمل تكاليفه وبالفعل جاءت الأسرة إلى المعهد وأكدت التحاليل أنها مصابة بورم سرطانى وفى حاجة لعلاج إشعاعى وكيماوى وبالفعل أصبحت زبونة بالمعهد تتردد عليه كل شهر لعدة أيام لتلقى جلسات الإشعاعى والكيماوى.. وتحولت أحلامها وأحلام أمها الوردية إلى كابوس أسود فقد طارت الأحلام فى الهواء ولم يبق إلا الدموع والآلام.. الأم تبكى حال ابنتها العروس التى لم تتجاوز السابعة عشرة والابنة تعيش فى ذهول فهى لم تحلم فى يوم من الأيام بهذه الحياة التعسة التى تعيشها الآن.. ولكنه قضاء الله ولا راد لقضائه.. الابنة تحتاج إلى مصاريف كثيرة والأب المسكين يضطر فى كثير من الأحيان للاستدانة وتضطر الأم إلى مد يدها والبحث عمن يساعدها فى توفير المصاريف واحتياجات المرض.. عينها تدمع وقلبها يبكى على ابنتها العروس وترسل تطلب من يساعدها.. فهل تجد؟ من يرغب فليتصل بصندوق ربنا كريم.