سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    الاحتلال رفض 5 أسرى طالبت حماس بالإفراج عنهم والقائمة الكاملة ليست جاهزة    إجراء عقابي محتمل من ترامب ضد النرويج حال عدم منحه نوبل للسلام وصحيفة تكشف ما يحدث    «ابني مات بجرعة مخدرات».. كيف أقنع مبعوث ترامب «بن جفير» بإنهاء حرب غزة؟    بمشاركة دغموم.. الجزائر المحلي ينتصر على فلسطين بثلاثية وديا    تفاصيل جلسة لبيب مع فيريرا وجون إدوارد    وليد صلاح: عقدنا اجتماعا مع مانشيني.. وتوروب مناسب لكل معاييرنا    غرقت في ثوان، 13 صورة ترصد كسح مياه الأمطار من شوارع وميادين العجمي بالإسكندرية    بسبب محل.. التحقيق مع مسؤول بحي العمرانية لتلقيه رشوة من أحد الجزارين    طقس مائل للحرارة نهارًا ومعتدل ليلًا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الجو اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 في مصر    تحويلات مرورية لتنفيذ أعمال إنشائية خاصة بمشروع المونوريل بالجيزة    4 أعشاب سحرية تريح القولون وتعيد لجهازك الهضمي توازنه الطبيعي بشكل آمن    اليوم.. انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بالبحيرة لاختيار 4 أعضاء    استدعاء كريم العراقي لمعسكر منتخب مصر الثاني بالمغرب استعدادًا لكأس العرب    محمد العدل: 3 أشخاص كنت أتمنى تواجدهم في قائمة الخطيب    حبس ديلر المخدرات وزبائنه في المنيرة الغربية بتهمة حيازة مخدر البودر    اليوم، انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء    حماس: حصلنا على الضمانات.. والحرب انتهت بشكل كامل    رسميًا.. موعد بداية فصل الشتاء 2025 في مصر وانخفاض درجات الحرارة (تفاصيل)    متى يتم تحديد سعر البنزين فى مصر؟.. القرار المنتظر    تراجع حاد للذهب العالمي بسبب عمليات جني الأرباح    رئيس فولكس فاجن: حظر محركات الاحتراق في 2035 غير واقعي    السيسي يُحمّل الشعب «العَوَر».. ومراقبون: إعادة الهيكلة مشروع التفافٍ جديد لتبرير الفشل    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع يانيك فيريرا فى الزمالك بحضور جون إدوارد    وليد صلاح الدين: لا إصابة مزمنة لأشرف دارى وعودة قريبة لإمام عاشور فى الأهلي    وصول عدد مرشحى النظام الفردى لإنتخابات مجلس النواب الى 1733 شخصًا    أوقاف الفيوم تعقد 150 ندوة علمية في "مجالس الذاكرين" على مستوى المحافظة.. صور    سعر الذهب اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025.. الجنيه الذهب ب42480 جنيها    منتخب المغرب يهزم البحرين بصعوبة وديا (فيديو)    وزير الخارجية الإيطالى يشكر مصر والوسطاء على جهود التوصل لاتفاق سلام فى غزة    النيابة تصدر قرارًا ضد سائق وعامل بتهمة هتك عرض طالب وتصويره في الجيزة    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل طقس الجمعة 10 أكتوبر وأماكن سقوط الأمطار    أسامة السعيد ل إكسترا نيوز: اتفاق شرم الشيخ إنجاز تاريخي أجهض مخطط التهجير ومصر تتطلع لحل مستدام    اتحاد كتاب مصر ينعى الناقد والمؤرخ المسرحي عمرو دوارة    محافظ شمال سيناء: اتفاق وقف الحرب لحظة تاريخية ومستشفياتنا جاهزة منذ 7 أكتوبر    شيماء سيف: «أنا نمبر وان في النكد»    "كارمن" تعود إلى مسرح الطليعة بعد 103 ليلة من النجاح الجماهيري.. صور    كريم فهمي يكشف حقيقية اعتذاره عن مسلسل ياسمين عبد العزيز في رمضان 2026    كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب    موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    زاخاروفا: الجهود المصرية القطرية التركية لوقف حرب غزة تستحق الإشادة    عشان تحافظي عليها.. طريقة تنظيف المكواة من الرواسب    د. عادل مبروك يكتب: كيف ننقذ صحة المصريين؟    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميلة أميرة الرفاعي لحصولها على درجة الماجستير    بيفكروا قبل ما يطلعوا الجنيه من جيبهم.. 5 أبراج بتخاف على فلوسها    أميرة أديب ترد على الانتقادات: «جالي اكتئاب وفكرت أسيب الفن وأتستت»    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    فلسطين.. تجدد القصف الإسرائيلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    نقابة أطباء الأسنان بالدقهلية توضح ملابسات وفاة شاب داخل عيادة أسنان بالمنصورة    مباشر مباراة المغرب ضد كوريا الجنوبية الآن في كأس العالم للشباب 2025    نصائح للأمهات، طرق المذاكرة بهدوء لابنك العنيد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    الثلاثاء المقبل.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية شرفة عابدين حسن البنا جاسوس رسمى للاستخبارات النازية
نشر في أكتوبر يوم 10 - 10 - 2015

لا أكرر وقائع ولا أجتر التاريخ لكن (A) ليست نفسها (a) التى عرفناها، كذلك ملف الشيخ «حسن البنا» المُتاح تعارض مع «السرى للغاية» الذى سأكشف تفاصيله وبياناته لأول مرة.
الحقائق وثائق ومستندات، والتأريخ دون سند لا يُعتمد وتسكن وثائق مستندات ذلك الملف أدراج قسم الشرق الأوسط باب العلاقات السرية النازية الخارجية فى الأرشيف الفيدرالى الألمانى Bundesarchiv الذى تأسس عام 1952 فى مدينة Koblenz التى يقطعها نهر الراينRhine وتبعد 92 كيلو متراً جنوباً شرق مقاطعة Cologne وسط غرب جمهورية ألمانيا الاتحادية.. وإليكم التفاصيل الحصرية.لم يؤمن الزعيم النازى «أدولف هتلر» مستشار الرايخ الألمانى - من 30 يناير 1933 حتى انتحاره بتاريخ 30 إبريل 1945 - أن البدايات الجميلة ليست ضمانة لنهايات رائعة وأثناء الحرب العالمية الثانية التى استمرت فى الفترة من 1 سبتمبر عام 1939 حتى 2 سبتمبر عام 1945.
قرر الفوهرر Fuhrer - لقب نازى يعنى القائد- النازى أدولف هتلر فجأة فجر الأربعاء الموافق الأول من يناير عام 1941 استدعاء «هاينريخ لويتبولدهيملر» أحد أهم ضباطه وأقربهم إليه الثابت توليه قيادة سلاح الدفاع والاستخبارات Schutzstaffel فى الفترة من 6 يناير عام 1929 حتى 8 مايو عام 1945 وهو الجهاز الشهير بالاسم المختصر SS المسئول إبان الحرب العالمية الثانية عن ملف حماية وتأمين الحزب النازى وأمن وحراسة Fuhrer- القائد- أدولف هتلر وكان الاستدعاء وقتها لأمر لم يتوقعه أحد حتى القائد هيملر نفسه.
فى أقل من خمس عشرة دقيقة كانت خطوات قائد فرق SS النازية المرعبة تُسمع بوضوح فى سكون الساعات الأولى من العام الجديد أمام مدخل قيادة الفوهرر بينما تتعالى أصوات الجنود والضباط الأقل منه رتبة بالتحية العسكرية النازية الشهيرة SiegHeil التى تعنى «سلام النصر».
فى تلك اللحظات كان يشعر أى قائد نازى بالعظمة أحياناً إلى حد الغرور وربما الجنون رد عليها هيملر بابتسامات باهتة باردة غير كاملة وهو يفكر فى السبب الحقيقى وراء استدعاء أدولف هتلر له فى ذلك التوقيت الغريب الذى حرمه من النوم لساعات إضافية هامة وسط معارك ضارية خاضها الجيش النازى ضد أعداء ألمانيا العظمى.
نبش القبور خسة أما التاريخ فبطولة وذلك المشهد بالتحديد مع نص حواره وَصفته وثائق الأرشيف الألمانى بالتفصيل فعند مثول القائد هيملر أمام هتلر رفع يده اليمنى وأدى تحية Heil Hitler الخاصة بالزعيم النازى - ألغيت فى 20 يوليو 1944 - بولاء أكسبه مكانة رفيعة ميزته عن غيره من طليعة قادة الجيوش الألمانية لدى «الفوهرر» مهيب الركن.
نظر Adolf Hitler بشكل فاحص لهيئة ضابطه هاينريخ هيملر قائد سلاح SS الذراع العسكرية الباطشةWaffen للحزب النازى كاتم أسراره وقائد فرق حراسته الشخصية أقوى وأشرس قوات النخبة الألمانية النازية الضاربة منذ تشكيلها كقوة رسمية بتاريخ 4 إبريل عام 1925 وحتى حلها بشكل كامل فى 8 مايو عام 1945.
كعادته ولخبرته فى ممارسة الحوار مع شخصية الفوهرر انتظر هيملر حتى قدم إليه هتلر ملفاً كُتب عليه من الخارج ببنط بارز «سرى للغاية» عمليات الرايخ الثالث- اسم مرادف لألمانيا النازية- فى منطقة الشرق الأوسط.
فى تلك اللحظة قرأ هيملر ببنط أقل حجماً عنوان:
تجنيد الشيخ «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية واتفاقية تشكيل اللواء العربى فى الجيش النازى- المعروف أنه جيش ثابت تأسيسه بتاريخ 23 مارس 1921 باسم Wehrmacht التى تعنى قوات الدفاع الألمانية النازية.
تعجب هاينريخ هيملر من الموقف ونظر فى ساعته ولسان حاله كأنه يؤنب الفوهرر على فكرة استدعائه فى تلك الساعة الغريبة المثيرة قبل سطوع شمس أول يوم من عام 1941.
فسأله هتلر وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة صفراء بقوله:
«لماذا تنظر إلى الساعة هيملر؟ هل أفسدت عليك موعداً غرامياً فى تلك الليلة الباردة؟».
فابتسم هيملر وأجاب عن سؤال قائده الزعيم النازى الغريب الأطوار بقوله:
«نهائياً بل كنت ما زلت فى مكتبى أعمل وأشعر بالوحدة وقد أعاد لى طلب الاستدعاء دفء الحياة».
فعاجله هتلر بأسلوب تميز به حديثه عن طريق هز رأسه فى فخر وزهو مضطرد وراح يعرض أمامه ملخصاً قصيراً عن فكرته وخطته التى سجلها بين صفحات الملف وقال فى جمل سريعة خرجت منه بطريقة نظامية غريبة كأنه كائن غريب أو زائر مؤقت للأرض:
«حسناً ربما تبالغ لكنى أصدقك طالع الملف أولاً أمامى وأخبرنى فوراً عن دقة انطباعك ورأيك الأولى ستجد التعهد موقعًا من ذلك الرجل مع مكاتباته السرية وملخصًا عن حياته ونشأته البسيطة ولا تنخدع فيه لأنه موثر فى أتباعه الذين يُعدون بالآلاف ولقد وافق أن نستخدم المئات منهم لتشكيل فرقة عربية خاصة ستخدمنا مقابل بعض الطلبات سألبى له بعضها وقد أشرت على ما رفضته منها.. وانتبه جيداً لأنك ستجده مُتطلعًا لدور أكبر من حجمه الحقيقى.. اجلس.. اجلس هيملر أمامى خذ وقتك.. قبل ذلك اختر لنفسك شرابًا يساعدك هيا.. هيا.. الآن.. تصرف بحرية كاملة فلدى الوقت كله لذلك الرجل الهام».
فى تلك الأثناء تجول هتلر داخل غرفة مكتبه لدقائق وكأن هيملر غير متواجد وهو يفكر بعمق وبين الفينة والأخرى يذهب إلى الشرفة يطل منها على سير الحياة والحركة داخل مقر قيادته ولا يعر الجنود والضباط فى الأسفل ممن ينظرون تجاه الزعيم المهيب أدنى اهتمام.
بينما جلس هيملر ليدرس الخطة الرئيسية ومراحل تنفيذها وهو يدون الملاحظات فى نوتة أخرجها من طيات معطف زيه العسكرى الجلدى النازى الفاخر استعداداً لمناقشة الفوهرر بندية مطلقة بعدما تعود على أسلوبه فى الحوارات المصيرية الجادة وعند رسم الخطط.
فى الملف طالع هاينريخ هيملر مكاتبات سرية للغاية صدرت من الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية ومرشدها العام الأول فى الفترة من 22 مارس 1928 حتى اغتياله فى 12 فبراير 1949.
وهى رسائل حررت فى تواريخ مختلفة لكنها بدت منتظمة ومتسلسلة وجد معها أسطوانة حُرر على غلافها بخط سميك محتواها ومثلما سُجل احتوت على ثلاث تسجيلات صوتية لمحادثات هاتفية أجراها الشيخ حسن البنا من مصر إلى أدولف هتلر الذى تلقاها فى مقر قيادته فى مدينة برلين مع إشارة ملاحظة أفادت أنها مكالمات حديثة.
لذلك سجل هيملر ملاحظته الشخصية الأولى بوجود اتصالات سرية بين البنا وأدولف هتلر خلف الكواليس بداية من ديسمبر عام 1939 حتى نهاية ديسمبر عام 1940 انتهت بتوقيع الشيخ المصرى على تعهد من صفحة واحدة حرره من مدينة القاهرة فى بداية شهر ديسمبر عام 1940 بصيغة الالتزام والتعهد بالتعاون الكامل مع الرايخ الثالث.
وطبقاً للملاحظة التى سجلها هيملر وُقع التعهد من الشيخ البنا فى غياب الطرف الألمانى السيادى والدليل خلو الورقة من التوقيعات النازية وأن الأمر بشأن تجنيد خمسة وعشرين ألف متطوع من شباب جماعة الإخوان المسلمين بالجيش النازى كان لتشكيل فرقة قتالية نظامية عربية خاصة تُقاتل لحساب ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
استغرق هاينريخ هيملر أقل من 12 دقيقة لدراسة ملخص خطة أدولف هتلر واتصالاته التى وثقها الملف بما فيها محادثاته الهاتفية السرية للغاية مع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية التى انتهت بتعهد ذلك الشيخ بالتعاون العسكرى مع قيادة الرايخ الثالث.
وقبل أن يبدأ هتلر فى استطلاع رأيه وسؤاله عن ملاحظاته التى سجل عددًا كبيرًا منها أثناء قراءته الأولية للخطة أثار هيملر نقطة ذات أولوية وحساسية عالية الأهمية بالنسبة للنازية عندما فاجأ قائده الفوهرر بملاحظة أساسية بشأن الولاء الحقيقى المتوقع للفيلق العربى المُزمع تشكيله مثلما سماه هيملر بنفسه وأطلق عليه تلك التسمية من ساعتها؟.
وهل سيكون ولاء ذلك الفيلق للرايخ الثالث أم سيتحول عقب انتصار ألمانيا إلى جيش تابع لذلك الشيخ المصرى الغامض والمُتطلع على حد تقدير هتلر إلى دور سياسى مثير خطط للعبه فى منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من مصر وربما بالعالم بمرحلة مستقبلية متقدمة؟
فقطع عليه أدولف هتلر حبال شكه وأكد أن الفيلق العربى كما سماه هيملر لن يكون جيشاً للشيخ حسن البنا بل ستكون فرقة خاضعة إلى الرايخ الثالث فيما عدا رجال الوعظ الدينى والطباخين.
حيث اشترط الشيخ البنا اختيارهم من بين جماعته فى مصر مع وعدٍ بتلقينهم خطاباً دينياً إسلامياً خاصاً لحث الجنود على الولاء التام للجيش الألمانى النازى أما الطباخون فكانوا للإشراف على الطعام والذبح على الطريقة الشرعية الإسلامية.
الغريب أن هيملر المخضرم الذى يعرف حدود صلاحياته والأسلوب الأمثل للتعامل مع شخصية الفوهرر لم يسأل هتلر نهائياً أثناء اللقاء عن المقابل الذى سيحصل عليه الشيخ حسن البنا، بل لم يسع إلى معرفة تلك الشروط التى وافق عليها هتلر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
فى المجمل وافق هاينريخ هيملر وأشاد دون معارضة بعبقرية خطة الفوهرر وقدراته على إدارة حوار سرى لعام كامل مع البنا دون علم قواده وربما اضطر وقتها لتأييد الفكرة بسبب وضعه ومكانته لدى هتلر والحقيقة لا توجد أى إشارة فى الوثائق السرية الألمانية لاختلاف هيملر على الخطة فى حينه أو اعتراضه على بنودها حتى لو كان ذلك لمجرد إبداء الرأى الشكلى لجذب انتباه قائده أو للتخوف الفعلى الأولى منها.
عندها قرر الزعيم النازى أدولف هتلر مشاركة ضابطه المقرب نخب الفيلق العربى ثم قال مقولته التى سجلتها الملفات الألمانية السرية للغاية بدقة وتوثيق موجهاً حديثه إلى قائد فرق سلاح الدفاع والاستخبارات SS التابعة للحزب النازى:
«عزيزى هيملر لا تقلق فأنا لن أستبدل ملكاً حقيقياً يدين بالولاء والحب والتأييد لألمانيا تعتبره أمة عربية كبرى قائداً لها بشيخ يدين له بعض الآلاف بالولاء والفارق بينهما أن الملك الحقيقى شعبه ليس مستعداً للتضحية لأجله لكن أتباع ذلك الرجل لديهم الاستعداد الجنونى الكامل لكن كن متأكداً هيملر أنه لا يمكن وضع التاج على رأس مهرج ومن ثم انتظار أن يصبح ملكاً حقيقياً، لقد عرفت ذلك الرجل عن طريق وسطاء وما عرضه كان عمالة كاملة وفرصة لا تعوض بالنسبة لألمانيا».
فى تلك الأثناء كان نهار الأول من يناير عام 1941 قد بزغ وأوشك اللقاء الهام بين الزعيم النازى أدولف هتلر وقائد فرق SSهاينريخ هيملر على الانتهاء وقبل أن يهم الأخير بإعادة الملف إلى الفوهرر طلب منه هتلر الاحتفاظ به وعندما استفسر هيملر بصوت خفيض عن السبب؟
جدد له الفوهرر مستشار الرايخ الألمانى الثالث ثقته الكاملة فيه ثم أعلن قراره إسناد مهمة تنفيذ الخطة إليه دون غيره شريطة اعتماده السرية التامة فى كل ما يخص خطة تشكيل الفيلق العربى وعرض حسن البنا ثم طلب هتلر منه أن يُرشح ضابطاً مناسباً لتولى قيادة الفيلق العربى بشكل عسكرى- رسمى.
فرشح هاينريخ هيملر بدون تفكير وبكل جدية وإصرار لدرجة لفتت انتباه الفوهرر الضابط «هيلموت فيلمى» Hellmuth Felmy ثم علل اختياره لأن فيلمى هو الطيار الذى قصف مدينة بورسعيد والعريش خلال الحرب العالمية الأولى ولأنه قاد أسراب الطائرات الألمانية فى سماء مصر عدة مرات.
وكان فيلمى يومها ضابطاً بالجيش النازى قابله هتلر شخصياً بعد أن رقاه إلى رتبة اللواء بتاريخ 4 فبراير 1938 بسبب الانتصارات البارزة التى حققتها قواته على جيوش الحلفاء فى جنوب اليونان.
الجدير بالذكر أن هيلموت فيلمى قُبض عليه عقب هزيمة ألمانيا كمجرم حرب وخضع مثل غيره من قادة وضباط الجيش النازى الكبار لمحاكمات بتهم جرائم الحرب خلال الفترة من 8 يوليو عام 1947 حتى 19 فبراير عام 1948 حيث حُكم عليه عقب إدانته بالسجن خمسة عشر عاماً أمضى منها خمس سنوات فقط بسبب مرضه الذى انتهى بوفاته فى 19 فبراير عام 1965.
وكمعلومة غير مسبوقة أكشفها لأول مرة مستنداً على مجلدات التحقيقات الرسمية لمحكمة جرائم الحرب الشهيرة بمحاكمات نورمبرج Nuremberg Trials التى مثل أمامها كبار قادة وضباط الرايخ الثالث خلال الفترة من 20 نوفمبر عام 1945 حتى الأول من أكتوبر عام 1946.
وهى محاكمات دولية أُجريت علانية فى قاعة محكمة شُيدت خصيصاً لاستيعاب الحدث التاريخى الهام فى مدينة نورمبرج الألمانية التابعة لمقاطعة Bavariaبافاريا التى تبعد مسافة 170 كيلو متراً شمال مدينة ميونخ الشهيرة.
مفاجأة: سجلات محاكمات نورم برج حاكمت جماعة الإخوان المسلمين.
مما لا شك فيه أن كل من سيتحقق من تلك السجلات سيصطدم بمفاجأة ربما سأضيفها إلى التاريخ الأسود لجماعة الإخوان حيث سيتعثر فى التحقيقات التى باشرها أحد أبرز أعضاء محكمة نورم برج القاضى البريطانى البارون William Norman Birkett والذى ترأس بعدها هيئة محكمة النقض البريطانية فى الفترة من عام 1958 حتى عام 1961.
حيث حقق مع القادة النازيين بشأن الفيلق العربى الحر ومسئوليته كفرقة نظامية فى الجيش الألمانى النازى عن ارتكاب جرائم حرب فى اليونان وغرب أوروبا حيث قاتل خلال الثلاثة أعوام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وتحديداً بالفترة من عام 1941 حتى عام 1945.
والأهم فى مجلدات التحقيقات أن اسم الشيخ «حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتى» كان قد ورد بين سطور الأسئلة التى وجهتها المحكمة لمجرمى الحرب بعشرات الصفحات حتى تشاور قضاة نورمبرج على إصدار مذكرة استدعاء رسمى للشيخ حسن البنا للتحقيق معه أمام العالم «كمجرم حرب» عمل كجاسوس لحساب ألمانيا النازية والرايخ الثالث.
غير أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تدخلتا خشية تشويه سمعة المملكة المصرية الحليف الرئيسى للتاج البريطانى فى تلك الفترة الزمنية والصديقة الصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
ولا تزال قوائم الرواتب والأسماء المصرية والعربية مع سجلات الرتب العسكرية النازية لجنود وضباط الفيلق العربى الحر جيش الإخوان المسلمين النازى تسكن مجلدات جلسات تحقيقات ومحاكمات جرائم الحرب فى محكمة نورمبرج حتى كتابة تلك السطور وتوثيق تلك الصفحات.
ومعها الوصف الكامل لذلك الفيلق الذى تكون فى يناير عام 1941 بوحدة نخبة عربية دفع بها الشيخ البنا لبرلين من شباب جماعة الإخوان المسلمين ثم حدث أن نجح فى تجنيد المزيد من شباب سوريا والعراق وفلسطين ومصر وحتى الشباب من مسلمى البوسنة فأمر أدولف هتلر قائد الفيلق العربى هيلموت فيلمى بضرورة تنمية وتطوير الفيلق حتى بلغ تعداده 25 ألف جندى وضابط سجلتهم السجلات النازية بشكل رسمى فى أول شهر يناير عام 1945.
تمركز الفيلق العربى بداية تكوينه فى سوريا وقد أصر الشيخ حسن البنا على إضافة اسم «الحُر» لتعريفه العسكرى كشرط كى يستمر فى تجنيد الشباب المسلم إلى صفوفه فتحول اسمه فى منتصف شهر مايو عام 1941 بشكل رسمى فى سجلات رواتب الرايخ الثالث إلى «الفيلق العربى الحر».
واللافت أن البنا اعتمد فى اختياره للمتطوعين للفيلق على الشباب العرب مختلفى الجنسيات خاصة طالبى اللجوء للغرب والسجناء السياسيين السابقين بالسجون العربية والمصرية كما ركز بشكل عام على انتقاء كارهى سياسات الإمبراطورية البريطانية حول العالم.
استوعب الجيش الألمانى النازى الفيلق العربى الحُر فى معسكرات تدريب نوعية وخاصة بسوريا بغرض إعداد جنود وضباط على درجة عالية من الاحتراف والتفكير الاستراتيجى السليم فى فترة قصيرة لخدمة المجهود الحربى الألمانى وذلك حتى 21 يونيو عام 1941.
عندما نجحت القوات البريطانية فى احتلال سوريا مما أجبر القوات النازية على مغادرة قواعدها والانتقال بشكل عاجل إلى جزيرة Sounion اليونانية التى تبعد مسافة 69 كيلو متراً جنوب شرق العاصمة أثينا حيث استقر الفيلق العربى داخل القاعدة الألمانية هناك.
للتوثيق من مجلدات وسجلات التحقيقات الخاصة بمحكمة جرائم الحرب فى نورمبرج أثار الفيلق العربى الحُر وبالأخص الكتيبة رقم 13 منه دهشة القضاة لثبوت انتقال قيادتها بداية من يوم 6 يونيو عام 1944 إلى سلاح الدفاع والاستخبارات النازية المرعبة SS المسئولة عن إدارة معسكرات ومحارق إبادة اليهود فى العالم.
وكانت المحكمة قد تأكدت من ظهور الكتيبة 13 التابعة للفيلق العربى الحُر داخل ساحة المعارك الشرسة فى غرب أوروبا وقتالها تحت إمرة هاينريخ هيملر مجرم الحرب الذى انتحر فى زنزانته بتاريخ 23 مايو 1945 أثناء محاكمات نورمبرج الأمر الذى اعتبرته المحكمة دليلاً على أهمية ذلك «الفيلق الإخوانى» ومكانته وسط صفوف الجيش الألمانى النازى.
يذكر أن يوم السادس من شهر يونيو 1944 يعد الأشهر فى تاريخ الحرب العالمية الثانية ويعرف بالوصف D-Day الشهير بمصادر متعددة باسم «أطول يوم فى التاريخ» الموافق غزو قوات الحلفاء لشواطئ مدينة نورماندى الفرنسية.
السرد الجيد مشروع كتابة منضبط وللحقيقة تفاصيل وكواليس وأسرار أدت لقرار الزعيم النازى أدولف هتلر لتشكيل الفيلق العربى الحُر وكلها وقائع سرية للغاية موثقة فى ملفات ألمانية عالية التصنيف كان لمصر بين صفحاتها النصيب الأكبر والأهم وللحقائق بدايات.
أعلنت بريطانيا انتصارها على الدولة العثمانية واحتلت قواتها مدينة القدس فى 11 ديسمبر عام 1917 بعدها تعاظمت حركة الهجرة الصهيونية غير الشرعية من شتى أصقاع الأرض إلى فلسطين وتسرطنت المستوطنات اليهودية على أرضها حتى شكلت أزمة دولية حقيقية.
ثم بدأ الحكم المدنى البريطانى على فلسطين بتاريخ 1 يوليو 1920 وفى 11 سبتمبر عام 1922 أُعلن الانتداب البريطانى بشكل رسمى على أرض فلسطين واستمر حتى سقوطه وإلغائه بشكل رسمى- دولى ظهر الجمعة الموافق 14 مايو عام 1948.
قررت عُصبة الأمم التى تأسست فى مدينة جنيف السويسرية بتاريخ 10 يناير عام 1920 قبول طلب بريطانيا لإعلان الانتداب على كل فلسطين وخاطبت العُصبة حكومة لندن لكى تُرشح شخصية مناسبة لتولى منصب المندوب السامى البريطانى على فلسطين.
فاختار السير «ونستون ليونارد سبنسر تشرتشل» وزير المستعمرات البريطانية الثابت شغله المنصب بالفترة من 13 فبراير عام 1921 إلى 19 أكتوبر عام 1922 السياسى البريطانى «هيربرت لويس صموئيل» أول «يهودى» خدم كوزير فى تاريخ حكومات بريطانيا وبسبب ديانته أطلق عليه يهود المستوطنات الصهيونية فى فلسطين لقب «أول يهودا».
حاول هيربرت صموئيل المندوب السامى البريطانى على قدر استطاعته موازنة سياساته مع عرب فلسطين ومُستوطنيها من اليهود وخولته سُلطاته المدنية التى انتزعتها بريطانيا من الدولة العثمانية لإصدار قرار بتعيين الشيخ «محمد طاهر أمين الحسينى» مُفتياً للقدس خلفاً لشقيقه «كامل الحسينى» فاحتفظ الحسينى بالمنصب حتى وفاته بتاريخ 4 يوليو عام 1974.
طبقاً للبند الرابع من قرار الانتداب الذى دخل حيز التنفيذ عقب الاعتراف الدولى فى 24 يوليو 1922 تأسست الوكالة اليهودية بمدينة زيورخ السويسرية بتاريخ 11 أغسطس عام 1929 بحضور 26 ممثلاً عن طوائف يهود العالم حيث مثل الطائفة اليهودية- المصرية البارون «فيليكس دى مناسيه» رجل المال والأعمال زعيم طائفة يهود- الإسكندرية الذائع الصيت الذى عاش خلال الفترة من 1 أغسطس عام 1865 حتى 20 يوليو عام 1943.
عملت الوكالة اليهودية منذ نشأتها كذراع منفذة لمخططات الوكالة الصهيونية العالمية فى فلسطين ومصر ضمن مخطط اغتصاب الأرض لإقامة دولة اليهود وكتمهيد داخل فلسطين بأساليب غير شرعية 175 ألف يهودى خلال الفترة من عام 1933 إلى عام 1936 حتى امتلك المستوطنون اليهود- الصهاينة صكوك ملكية 27 بالمائة من مساحة فلسطين الكلية.
اعتمدت الوكالة فى تنفيذ مخططاتها على السرية فأنشأت القسم السياسى كجهاز استخبارات وجمع معلومات خاصة، جند العشرات من الجواسيس والعملاء ضد مصر ثم تأسس الفرع العربى كأول وحدة استخبارات ضد الدول العربية فى منطقة الشرق الأوسط ومقره مدينة القدس والثابت أن صلاحيات إدارة القسم انتقلت فى الأول من شهر إبريل عام 1951 إلى مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة - جهاز الموساد الإسرائيلى.
فى 15 إبريل 1936 هاجم مجهولون مستوطنين يهوديين على طريق نابلس- طولكرم هما «يسرائيل حازان» الذى قتل على الفور و«تسفى دانينبرج» الذى فقد حياته بعدها بخمسة أيام متأثراً بإصابات بالغة.
دفعت الحادثة فى اليوم التالى الصهيونية المسلحة للانتقام فقتل رجال المنظمة اليهودية المحاربة «إرجون»، التى أُعلنت بعدها بمدينة وارسو البولندية بتاريخ 28 يوليو 1942، مواطنين فلسطينيين بمحيط مستوطنة «بتاح تقفا» الملقبة باسم «أم المستوطنات» الواقعة على بعد 11 كيلو متراً شرق مدينة تل أبيب.
بسبب تلك الحادثة الانتقامية البشعة اشتعلت الثورة العربية الكبرى فى كامل أرض فلسطين وأصبحت المواجهة بين العرب واليهود علنية ومسلحة، وعليه أعلن القسم السياسى بصفته جهاز استخبارات تابعا للوكالة اليهودية مع فرع معلوماته العربى حرب التجسس المباشر على مصر التى انتفضت من أجل الدفاع عن الحق الفلسطينى والأرض العربية.
وسط تلك الأجواء الدولية والإقليمية الملتهبة برز على ساحة الأحداث الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية مع شريكه الشيخ أمين الحسينى مفتى مدينة القدس الذى عاونه فى تنفيذ عملية منهجية لتجنيد الشباب المسلم من المصريين والعرب ودول أخرى للقتال تحت دعاوى العروبة والإسلام فى فلسطين.
ما أجبر الوكالة اليهودية وقسمها السياسى وفرعه العربى إلى تكثيف العمليات ضد مصر والدفع بالجواسيس والعملاء للقاهرة لجمع المعلومات عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ومطاردة مفتى القدس الذى صنفته الوكالة مع الشيخ حسن البنا كخطر مباشر على الكيان اليهودى- الصهيونى الصاعد فى منطقة الشرق الأوسط.
لتنفيذ تلك المهام ولدواعى التوثيق أرسل القسم السياسى الذى يعد النواة الحقيقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية فيما بعد أفضل جواسيس الفرع العربى ويدعى «ناحوم ويلينسكى» Nahum Wilensky أول عميل صهيونى ترسله الوكالة اليهودية إلى مصر للتجسس.
حيث جنده «موشيه شاريت»الذى ترأس إدارة القسم السياسى التابع للوكالة فى الفترة من عام 1933 حتى عام 1948 والثابت أنه أصبح بعدها أول وزير خارجية لدولة إسرائيل خلال الفترة من 14 مايو عام 1948 حتى 19 يونيو عام 1956.
وأنه ثانى رئيس وزراء فى تاريخ حكومات إسرائيل فى الفترة من 26 يناير عام 1954 حتى 3 نوفمبر عام 1955 عندما استقال من مهام منصبه فجأة بسبب التداعيات السياسية والأمنية فيما عرف باسم «فضيحة لافون» التى كُشِفت داخل مدينة الإسكندرية المصرية بتاريخ 23 يوليو عام 1954.
امتاز موشيه شاريت- توفى فى 7 يوليو 1965- مدير القسم السياسى بالوكالة اليهودية بأسلوبه الخاص فى تنفيذ عمليات التجسس ضد مصر تحت غطاء وهوية الصحافة التى أتقنها أثناء خدمته السرية فى صفوف القوات البريطانية خلال معارك الحرب العالمية الثانية.
وبنفس الأسلوب جند شاريت الصحفى اليهودى الشاب ناحوم ويلينسكى ثم كلفه بالتجسس على مصر عقب تدريبه على أعمال الاستخبارات واستخلاص المعلومات مع نسخ الوثائق والتراسل عبر اللاسلكى وجمع البيانات من السياسيين المصريين ومن ديوان الملك «فاروق الأول» الذى جلس على عرش مصر فى الفترة من 28 إبريل عام 1936 حتى تنازله عنه لابنه الأمير «أحمد فؤاد» عقب إجباره على التنازل عن عرشه بتاريخ 26 يوليو عام 1952
فى مصر عضد موشيه شاريت مهمة ويلينسكى بصحفية يهودية- مصرية تدعى «يولاند هارمر» سهلت له مهامه بواسطة استغلالها لمواهبها النسائية الخاصة فنجح ويلينسكى فى التوصل لشخصية المرسال السرى الغامض بين الشيخ حسن البنا والشيخ أمين الحسينى الذى اتضح أنه شاب مصرى الجنسية يدعى «محمود مخلوف».
وكان الشيخ أمين الحسينى قد نجح فى الهروب من عناصر الاستخبارات البريطانية التى راقبته خلال إقامته بفلسطين ليلة 13 أكتوبر عام 1939 إلى الحدود اللبنانية متخفياً فى زى امرأة عربية منتقبة.
المثير أن «محمود مخلوف» المرسال السرى بين حسن البنا ومفتى القدس الشيخ الحسينى اتضح أنه نجل مفتى الديار المصرية الشيخ «حسنين محمد مخلوف» الثابتة ولايته لأمانة الإفتاء مرتين الأولى من 5 يناير 1946 حتى 7 مايو 1950 والثانية من مارس 1952 حتى ديسمبر 1954 .
والمعلومة موثقة طبقاً للتقرير «السرى للغاية» الذى اطلعت عليه وحققته ثم حصلت على نسخة منه الصادر تحت عنوان «عمليات الوكالة اليهودية فى مصر من عام 1944 حتى عام 1948 - باب مصادر معلومات الوكالة فى مصر».
عليه قايضت الوكالة اليهودية التى حصلت على تلك المعلومة الثمينة للغاية وقتها محطة جهاز الاستخبارات الملكية البريطانية MI6 الإقليمية فى القاهرة مقابل امتيازات خاصة منحتها القوات البريطانية للمستوطنات اليهودية- الصهيونية فى فلسطين بداية من شهر ديسمبر عام 1939.
كان من الطبيعى أن يقوم عملاء وجواسيس القسم السياسى الثابت عمله كجهاز استخبارات لحساب الوكالة اليهودية وفرعه العربى ببدء عملية مراقبة لصيقة لكافة تحركات وتنقلات محمود مخلوف فى القاهرة بعدما اتضح أنه نجل مفتى الديار المصرية والمرسال السرى حلقة الاتصال بين البنا والحسينى.
توصل ناحوم ويلينسكى لكشف شفرة التراسل السرية بين الشيخين البنا والحسينى وعن طريق فك الشفرة كسرت الوكالة اليهودية مكاتبات حسن البنا إلى أدولف هتلر وكشفت فيها خطة تجنيده لشباب جماعة الإخوان المسلمين المصرية للفيلق العربى الحُر بالجيش النازى.
قايضت الوكالة اليهودية مرة أخرى جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 مقابل كُتيب فك الشفرة الذى سُمى «مكاتبات الشيخان السرية مع النازى» لكن تلك المرة لقاء موافقة لندن على تشكيل ما عرف خلال الحرب العالمية الثانية باسم «الفيلق اليهودى».
واشترطت الوكالة اليهودية يومها على المملكة البريطانية ضمن اتفاقية عسكرية سرية هى الأولى من نوعها بينهما بصفتها الكيان الرسمى الممثل لليهود أن تقتصر عملية التجنيد على الفيلق اليهودى بالجيش البريطانى على أبناء المستوطنات الصهيونية بفلسطين وحدهم دون غيرهم من يهود دول العالم.
وما أن وافقت بريطانيا على شرط الوكالة اليهودية الخبيث حتى تحول المستوطنون اليهود إلى شُركاء من الباطن للقوات البريطانية بقوة الأمر الواقع وبخاصة بعدما بلغ تعداد الفيلق اليهودى ثلاثة عشرة بالمائة من حجم القوات البريطانية العسكرية على أرض فلسطين.
حيث سجل التعداد العسكرى الرسمى للقوات البريطانية العاملة فى شهر يناير عام 1948 فى فلسطين ثمانية وثلاثين ألف جندى بما فيهم جنود الفيلق اليهودى بقوة بشرية بلغ عددها خمسة آلاف مقاتل جُنِدوا من شباب المستوطنات اليهودية- الصهيونية غير الشرعية طبقاً لاتفاق الطرفين «السرى للغاية» الذى وُقع كرد على تعامل الشيخ حسن البنا من خلف ظهر الدولة- المملكة- المصرية مع النازيين.
بينما تكون الفيلق اليهودى فى بداية تشكيله من خمسة كتائب نخبة مُسلحة عملت بالجيش البريطانى سُجل بينها ثلاثة للمشاة وواحدة للمدفعية وأخرى لسلاح الهندسة وكلها كتائب نوعية خدمت وحاربت على الخطوط الأمامية ضمن صفوف قوات الحلفاء.
وللتوثيق تعمدت بريطانيا وحلفاؤها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية وضع الفيلق اليهودى على جبهات القتال أمام الفيلق العربى الحُر التابع للرايخ الثالث وتُعد المعارك العسكرية المباشرة التى خاضها الفيلقين ضد بعضهما على جبهة خط «جينكيز خان» النازى شمال إيطاليا بمثابة أول تجربة عسكرية عملية لخوض حرب نظامية حقيقية دارت بين العرب والصهاينة.
وأن تلك الحرب المصغرة بين الطرفين الفيلق العربى الحُر من ناحية ضد الفيلق اليهودى من الناحية الأخرى سبقت حتى معارك حرب عام 1948 التى انتهت بهزيمة غير مبررة للجيوش والقوات العربية بسبب سياسات الإخوان المسلمين الخبيثة التى أدت لاحتلال كل أرض فلسطين ومن ثم إعلان قيام دولة إسرائيل صباح يوم الجمعة الموافق 14 مايو عام 1948.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.