دشن عدد كبير من النشطاء والسياسيين حملات ومبادرات لتوعية الناخبين من أجل إفراز برلمان معبر عن المرحلة الحالية ويختلف عن البرلمانات السابقة . ما جدوى هذه الحملات والمبادرات؟ وهل يمكن أن تؤثر فى ثقافة الناخب المصرى؟.من بين الحملات التى تم إطلاقها حملة «لا للأحزاب الدينية» والتى نالت شهرة كبيرةخلال الفترة الأخيرة وتضم عددًا من الشخصيات العامة من أبرزهم الشيخ علاء أبو العزائم رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية والدكتورة كريمة الحفناوى الناشطة السياسية والدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية وثروت الخرباوى نائب رئيس حزب المحافظين والمستشار نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الانسان. وقد كشف محمد عطية المنسق العام للحملة عن بدء تفعيل القائمة السوداء التى تضم أسماء مرشحين للانتخابات البرلمانية كانوا شاركوا فى الاعتصامات الإرهابية فى ميدانى رابعة والنهضة ولم يعترفوا بإرادة الشعب فى 30 يونيو. وقال عطية فى تصريحات ل «أكتوبر»، إن القائمة تهدف لفضح ممارسات هؤلاء المرشحين أمام مواطنى دوائرهم لتحذيرهم من التصويت لهم باعتبارهم جزءًا لايتجزأ من تنظيم الإخوان. وأشارعطية إلى أنهم ضد عودة تيارالإسلام السياسى لحماية البلاد من العودة لنقطة الصفرمرة أخرى وإدخال البلاد فى حالة الفوضى كتلك التى شهدتها مصر إبان حكم المعزول محمد مرسى. وأضاف عطية أن المهندس طارق الملط القيادىالسابق بحزب «الوسط» المرشح عن دائرتى الدقى والعجوزة على رأس هذه القائمة السوداء التى تعدها الحملة لتحذير المواطنين من انتخاب هؤلاء المرشحين باعتباره أحد المشاركين فى اعتصام الإخوان فى ميدانى رابعة والنهضة وأحد قيادات تحالف مايسمى دعم الشرعية. وهى حركة تهدف إلى وضع معايير وضوابط لاختيار العضو البرلمانى الذى سيكون قادرا على تحقيق مصالح الشعب حتى لا يتم التلاعب بعقول البسطاء كما كان من قبل فى عهد الإخوان والحزب الوطنى المنحل. وقال المستشار هانى رياض القللى المتحدث الرسمى باسم حركة وعىفى تصريحات خاصة ل «أكتوبر» أن الحركة ستبدأ حملة توعية فى كافة محافظات مصر تزامنا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية وتحقيق الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق. وأشار القللى إلى أن المبدأ الأساسى للديمقراطيات الحديثة يقوم على اختيار الشعب لممثلين ينوبون عنه فى اتخاذ القرارات على مستوى الوطن، موضحا أن حركة وعى لن يكون هدفها الوقوف بجانب مرشح أو حزب أو فصيل سياسى ولكن الهدف الأوحد هو تصدير معايير اختيار النواب دون تحيز. امنع حصانة بينما تهدف حملة «امنع حصانة» إلى منع حصول النائب البرلمانى علىحصانة برلمانية وتسعى الحملة لجمع 4 ملايين استمارة على أن يتم تسليمها للمحكمة الدستورية العليا أو للجنة الإصلاح التشريعى بمجلس الوزراء. وقال إسلام الكتاتنى المنسق العام للحملة فى تصريحات ل «أكتوبر» إن الحملة تهدف أيضا إلى إلغاء المخصصات من قروض وأراض وغيرها وإلغاء جواز السفر الدبلوماسى فضلاً عن عدم ترشح أعضاء لجنة الخمسين فى انتخابات مجلس الشعب، موضحا أن الحملة تمكنت من جمع 500 ألف استمارة حتى الآن. خليك فاكر وهى تلك الحملة التى دشنها تحالف شباب الإخوان المنشقين، قال التحالف فى بيان له إن التحالف دشن حملة جديدة تحت شعار «خليك فاكر تجار الدين الإخوان والسلفيين» وأضاف البيان أن الهدف من الحملة توعية الشعب بما كان تفعل تلك التيارات من اتجار باسم الدين من أجل مصالح خاصة لهم وهدم الدولة المصرية. مشيرا إلى إنهم سيعلنون عن تفاصيل هذه الحملة، والفعاليات التى سوف ينظمونها فى المحافظات خلال الفترة المقبلة. النائب المحترم وتواصل هذه الحملة فاعليتها بالدائرة الخامسة فى محافظة الدقهلية والتى تضم مركزى: دكرنس وبنى عبيد لحث المواطنين على حسن اختيار النائب القادم والتحذير من المال السياسى والعصبية. وقالت الحملة فى بيان لها إن الهدف منها اجتياز الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق وهو انتخابات مجلس النواب قوى يعبر وبحق عن شعب مصر ويحول الدستور من نصوص على ورق إلى تشريعات ملزمة يتم تطبيقها. من جانبه يرى الدكتور فريد زهران عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى أن هذه الحملات للأسف سوف تحقق نجاحات محدودة وذلك بسبب المناخ السياسى الذى يسيطر على العملية الانتخابية من حيث قانون مباشرة الحقوق السياسية والذى يشمل مواد تخالف الدستور وتأجيل الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة، فضلا عن الهجوم الدائم على ثورة الخامس والعشرين من يناير، مضيفا أن هذا المناخ تسبب فى حالة من الانصراف السياسى عن العملية الانتخابية. ومن جهته قال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه لابد أن نعترف بأن الناخب فى حيرة من امره وذلك بسبب كثرة عدد الأحزاب والمرشحين وخاصة أن غالبية هذه الأحزاب غير معروفة وبالتالى غير معروف برامجها وأما السبب الآخر هو كثرة أعداد المرشحين والذى تخطى 6 آلاف مرشح على 600 مقعد وهؤلاء المرشحون ينتمون لأحزاب غير معروفة. وأضاف بدر الدين أن حملات التوعية هى مجرد جهود من قبل بعض النشطاء والسياسيين فتحتاج إلى دعم من قبل وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة ومؤسسات المجتمع المدنى وقادة الرأى والفكر فى مصر.