جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للشباب للمشاركة بقوة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، خلال لقائه نخبة من الشباب فى أسبوع شباب الجامعات المصرية العاشر بجامعة قناة السويس لتؤكد رؤية الرئيس وتأكيده أنه ليس لديه سوى الشباب ليعتمد عليهم فى انتخاب برلمان فى صالح البلاد، موضحًا أن نحو 60 مليون مصرى تحت سن الأربعين وهذا العدد عامل مهم ولديه القدرة على تحديد نتيجة الانتخابات. هذا الأمر أكد عليه أيضا العديد من الخبراء بأن الشباب هم «كلمة السر» فى البرلمان القادم.. وفى سياق التحقيق التالى المزيد من التفاصيل حول الدور الذى يمكن أن يلعبه الشباب فى هذه الانتخابات.وفى نفس الإطار دعا المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة فى حكومة تسيير الأعمال شباب مصر للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وتقييم المرشحين بشكل جيد لحسن اختيار من يمثل الشعب المصرى تحت قبة البرلمان. وأوضح عبد العزيز أن نحو 38 مليون صوت انتخابى بمصر يمثلهم الشباب مؤكدا على دور الشباب فى الانتخابات القادمة وقدرتهم على صنع الفارق واختيار نظرائهم من الشباب ممن سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة أما الدكتور أحمد حجازى خبير علم الاجتماع السياسى فأوضح أن نسبة الشباب فى مصر بالفئة العمرية 18-29 وصلت الى 7.23% من السكان أى حوالى 20 مليون نسمة وهو ما جعل دورهم هو الأبرز خلال السنوات القليلة الماضية سواء من خلال القيام بالثورتين أو من خلال المشاركة الفعالة فى كافة القطاعات الإنتاجية السياسية والخدمية. ويشير إلى أن الفترة القادمة ستظل كلمة السر فيها للشباب من خلال نفس الدور الجاد فى المجتمع، إضافة إلى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة. ويضيف حجازى أن الشباب قوة تصويتية فاعلة خاصة بعد أن استقر الوطن وسار بخطى ثابتة نحو التقدم وإزالة كافة الخلافات السياسية بشكل كبير وواضح ليعمل الجميع لخدمة مصر وتقدمها وهو ما جعل كافة التيارات الشبابية على وفاق سياسى بشكل واضح هذا إلى جانب أن النسبة الكبيرة من الشباب جعلت لهم دورا فى المشاركة السياسية كمرشحين على مقاعد البرلمان القادم وهناك نسبة عالية ممن تقدموا بأوراق ترشحهم فى البرلمان لاتتجاوز أعمارهم الأربعين عاما ومنهم من تخطى الثلاثين عاما. مشيرا إلى أهمية دور الشباب فى المرحلة الانتخابية المقبلة باعتبارها مرحلة مهمة وفاصلة فى تاريخ مصر، مشيرا إلى أنه يجب أن يقوم الشباب بالدور المطلوب منهم على الوجه الأكمل لتحقيق الرقى والازدهار، وطالب الشباب بضرورة المشاركة فى بناء المستقبل من خلال بذل قصارى جهدهم فى توعية البسطاء من أبناء المجتمع المحيط بهم للمشاركة الإيجابية والفعالية فى العملية الانتخابية واختيار الشخص المناسب وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية. آليات للقيادة وأضاف الدكتور أحمد حجازى أن الانتخابات البرلمانية والمشاركة الحزبية فى الحياه السياسية آليات يتطلع الشباب من خلالها للقيادة وتحمل المسئولية والمساهمة فى البناء الوطنى وقيادة النهضة التنموية وتحقيق الاستقرار السياسى والمحافظة على وحدة البلاد وتماسك النسيج الاجتماعى فى هذه المرحلة والعمل على تغيير البيئة الحزبية وحمل لواء التجديد والتغيير من خلال تقديم نفسه لتحمل المسئولية وفقاً للنظم واللوائح والقيم والمبادئ وإقامة العدل وممارسة الشورى بشفافية والالتزام بالمؤسسية والتفاعل الإيجابى ونبذ القبلية والجهوية داخل الأحزاب ولابد للشباب من تقديم نموذج للشباب الواعى والمتطلع للأفضل فى الممارسة السياسية والسلوك الانتخابى القويم بدرجة عالية من الوعى والإدراك ومخاطبة كل فئات المجتمع بصدق وشفافية ودرجة عالية من المهنية التى تدرك الأبعاد النفسية والموروثات والتقاليد ومتطلبات الخطاب الإعلامى والسياسى لكل فئة ومرحلة. ويقول حجازى إن الدور الأكبر للشباب يأتى فى قيادة الحملات الواسعة والشاملة للتوعية بالعملية الانتخابية وكيفية التصويت وسط الشرائح وفئات المجتمع المختلفة والتثقيف الذاتى والتدريب والتأهيل وبناء القدرات فى مختلف المجالات المتعلقة بالعملية الانتخابية وبث الوعى وتحصين المجتمع من الأعداء الحقيقيين لنزاهة وحرية وعدالة العملية الانتخابية وهم الذين يتشككون فى الممارسة الديمقراطية أو يبثون الشائعات التى تقدح فى نزاهة الانتخابات وبالتالى التشكيك فى نتائجها وإثارة الفتن لعرقلة العملية الانتخابية عندما لا تتوافر لديهم المؤشرات التى توفر لهم الحد الأدنى من مصالحهم. أجندة موحدة من جانبه طالب أحمد فودة أمين شباب حزب السادات الديمقراطى باستكمال جلسات مبادرة أمناء شباب الأحزاب، والتى بدأت فى الوفد أولى جلساتها ثم عقدت اجتماعها الثانى بمقر حزب مستقبل وطن. وأضاف فودة أنه يجب الاتفاق على أجندة موحدة لشباب الأحزاب للوصول إلى دور حقيقى ملموس للشباب فى جميع المجالات والتخصصات. وقال أحمد فودة إن هذه اللقاءات تستهدف الاتفاق على آليات تفعيل دور الشباب فى المرحلة المقبلة، فضلا عن مناقشة عدة موضوعات تم الاتفاق عليها خلال الجلسات السابقة منها بحث التنسيق بين الأحزاب خلال الانتخابات البرلمانية القادمة للدفع بعدد من المرشحين الشباب. كما أشار إلى أن دور الشباب الجاد سيعمل على حماية مكتسبات الوطن والتنسيق فى المستقبل للخروج بآليات تجميع الأحزاب وإقرار أجندة عامة لمستقبل الوطن، مشيرًا إلى أنه من الضرورى العمل على تأهيل الشباب سياسيا. وشدد فودة على أهمية العمل لإيجاد أرضية مشتركة بين شباب الأحزاب خاصة فى مرحلة بناء الوطن وهو ما يستدعى وجود رؤى شبابية للقضايا المختلفة ليتم طرحها والسعى لتنفيذها. وأكد محمد بدران رئيس السادات الديمقراطى، أن استجابة الحزب للمبادرة التى دعا إليها أمناء شباب الأحزاب تأتى انطلاقا من إيمانه بأهمية التواصل الفكرى مع جميع شباب الأحزاب المصرية من أجل بناء قاعدة شبابية عريضة مهيأة فكريا وسياسيًا. وأشار بدران إلى أن الحزب وجه دعوة لجميع أمناء شباب الأحزاب المصرية، ومن أبرز الحضور «حزب الحركة الوطنية، حزب المصريين الأحرار، الوفد، التجمع، المحافظين، المستقبل، العدل، الغد». وقال إبراهيم الشهابى رئيس مجلس أمناء شباب حزب الجيل، إن الشباب هم المنوط بهم حماية مكتسبات الوطن والتخطيط للمستقبل، الأمر الذى دعا شباب الأحزاب للالتفاف حول إيجاد آليات تدعم الشباب فى المجتمع بشكل عام لإخراج أجندة وطنية عامة. وأشار الشهابى إلى أنه بالرغم من التباين الأيديولوجى بين الأحزاب، لكن الاجتماع استطاع توحيد أمناء شباب الأحزاب لتحديد أولويات حركة الشباب على المستوى السياسى. وقال المهندس محمد شوقى، أمين الشباب بحزب «مستقبل وطن»، إن الحزب يصر على التواجد ومنافسة أحزاب قوية، مؤكدا أن الحزب بكل أماناته مستمر فى دعم أى شاب مصرى يطلب مساعدته. وطالب شوقى كافة أحزاب مصر بدعم «مستقبل وطن» ليس فى الانتخابات البرلمانية فقط بل فى الفكرة والإدارة والوجود. وأكد محمد فريد أمين شباب حزب المصريين الأحرار أن الحزب توصل الى تصور مشترك للمنافسة على مقاعد البرلمان القادم من خلال الدفع بعدد من الوجوه الشابة ذات الخبرة فى العمل السياسى. وطالب محمد فريد بوضع أجندة واحدة تجمع شباب الأحزاب بغض النظر عن الاختلافات والمنافسة بين الأحزاب وأوضح أن وجود أجندة موحدة تساعد الأحزاب على تحقيق أهدافها بسهولة، مشددا على ضرورة استكمال سلسلة الاجتماعات بين أمناء الشباب فى الفترة المقبلة. ويضيف عبد الله حسن عضو الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر سابقا والمحلل السياسى أن الأحزاب سوف تعتمد على الشباب بشكل كبير خلال المرحلة القادمة خاصة بعد فرض الشباب نفسه على الساحة السباسية المصرية بمشاركته الفعالة ومنذ ثورة 25 يناير و30 يونيو، مشيرًا إلى أن تلك المشاركة سوف تظهر بصورة أوضح خلال الانتخابات البرلمانية القادمة سواء من خلال الكتل التصويتية التى يمثلها الشباب أو المقاعد التى من المقرر أن يتنافس عليها عدد كبير من الشباب مع آخرين، مؤكدا أن حزب المؤتمر قد أجرى دورات تدريبية لمجموعة من الشباب فى إطار الاستعداد للانتخابات البرلمانية من دوائر فى محافظات الصعيد، وتم إجراء مقابلات بينهم وبين شخصيات ذات خبرة فى العمل الانتخابى. ويقول إن الكثير من الأحزاب أعلنت عن نيتها فى الاعتماد على وجوه شابة تستطيع المنافسة وبعض الأحزاب أعلن الاعتماد على الشباب بنسبة 50 % فى حين قلت النسبة لدى بعض الأحزاب وزادت فى أخرى وفى كل الأحوال لا يمكن إنكار دور الشباب خلال تلك المرحلة فهم مستقبل مصر الواعد متوقعا أن نسبة الشباب فى البرلمان القادم ستكون كبيرة بل ستكون مفاجأة. من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن دور الشباب فى الحياة السياسية المصرية بل فى الشرق الأوسط لايمكن تجاهله كمحرك فعال للأحداث والمشاركة الجادة والفاعلة وسوف يستمر هذا الدور خلال الفترة القادمة خاصة فى الانتخابات البرلمانية القادمة سواء من خلال المشاركة الفعالة فى عمليات التصويت والمراقبة أو من خلال الترشح على مقاعد البرلمان. ويشير ربيع إلى أن فرص الشباب فى الانتخابات ليست سهلة كما يتصور البعض لأنهم فى حاجة إلى دعم من العائلات والقبائل وكذلك دعم مادى كبير للتمكن من المنافسة، لافتا إلى أن فرصهم ستقل فى المنافسة على مقاعد البرلمان حال عدم توافر الإمكانيات السابق ذكرها، وأن الاعتماد على أسماء الأحزاب فقط غير كاف بالمرة، لأن الانتخابات فى أغلب الدوائر خاصة على الفردى لا يتم النظر إلى اسم الحزب أو حتى المرشح لكن التوجيه فى التصويت من خلال القبلية والتعصب للعائلات هو الحاسم.