وسط مناقشات حامية أسفرت اجتماعات السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضى، برئاسة أبو مازن عن قرار بعقد مؤتمر المجلس الوطنى الفلسطينى بمنتصف الشهر القادم مع رئيس المجلس الأردنى سليم الزعنون، دون أعضاء حماس وحركة الجهاد الإسلامى الذين قرروا مقاطعة المؤتمر، وأصبح الغرض من هذا المؤتمر فقط استبدال المطالب السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالمطالب التى يرغب فى أن يحققها أبو مازن، والذى أصبح وبدون أن يشعر ممثلا لجزء واحد فقط من الشعب الفلسطينى، كما أنه أصبح لا يتمتع بشعبية واسعة فى الأراضى الفلسطينية. وأرسل مكتب سليم الزعنون بالفعل دعوات لجميع أعضاء المجلس الوطنى فى الأراضى الفلسطينية والملاجئ، والذين يصل عددهم إلى 700 عضو، ثلثهم يجد صعوبة فى العمل لصغر سنه، وهناك 60 أخرين لقوا حتفهم، لهذا تتوقع منظمة التحرير الفلسطينية وقوع مشاكل كبيرة فى محاولات وصول أعضاء المجلس الوطنى الفلسطينى للمؤتمر، لأنهم سيكونون فى حاجة إلى موافقة حركة حماس التى رفضت المشاركة فى المجلس، وكذلك تصريح من قبل الحكومة الإسرائيلية لمغادرة قطاع غزة، وهو نفس الحال بالنسبة للأعضاء القادمين من مختلف الدول العربيه الذين يحتاجون إلى تصريح للوصول إلى رام الله لحضور المؤتمر. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حماس رفضت المشاركة فى مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تجد أنه قائم على برنامج يعكس رغبات أبو مازن، معتقدين أنه لجأ لأسلوب الخدعة فى تقديم استقالة وهمية من اللجنة التنفيذية هو وبعض أتباعه من أجل إزاحة حماس من اللجنة حتى تصبح قاصرة فقط على عضوية أتباعه ومؤيديه بحركة فتح، وأن هذا يخدم السلوك الديكتاتورى لأبو مازن فى عملية صنع القرار. يأتى هذا فى التوقيت الذى أعلن فيه محمود الزهار عضو المكتب السياسيى لحركة حماس، أن حماس ستفرض قريبًا سلطتها على الضفة الغربية، لأن الاستيلاء عليها هو جزء من خطة منظمة لإنهاء الاحتلال، زاعمًا أن هذا من أجل الوقوف بحزم أمام الاحتلال الصهيونى ومحاربته حربًا حقيقية، مؤكدًا أن حماس ستكون قادرة على قيادة حركة التحرير الوطنى الفلسطينى، متهمًا محمود عباس بأنه أعاق رغبة الفلسطينيين فى غزة ببناء ميناء بالقطاع لأسباب مادية وشخصية. وأضافت صحيفة «والا» الإسرائيلية أنه لم يتوقف نشاط حماس عند هذا الحد، بل كثرت محاولاتها لكسب علاقات جيدة مع الدول الأوروبية، بإعلانها أنها قادرة على إتباع أساليب تكتيكية وسياسة واقعية واستخدام جيشها لمواجهة إسرائيل جنبًا إلى جنب كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، مؤكدة أنها تسعى إلى أن يكون هناك مساحة للعمل السياسى، لأنها مهتمة فى الوقت الحالى أولاً وقبل كل شىء بترجمة نجاحها فى إقامة حكم ذاتى فى قطاع غزة، كما أن حماس تسعى للاستيلاء على منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الرسمى والحصرى المعترف بها دولياُ للشعب الفلسطينى، وعلى الرغم من هذا تقول حماس أنها كانت مستعدة للتوصل إلى مصالحة مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، والتواصل من أجل المطالبة بإنشاء قيادة مؤقتة جديدة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة حماس والجهاد الإسلامى كخطوة أولى نحو انتخابات جديدة لمؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. فى حين كشف نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه رغم رفض حماس المشاركه فى مؤتمر منظمة التحرير، إلا أن إجتماعها كان سيتضمن حلولا خاصة بأهل غزه ومناقشة كافة الملفات ومن ضمنها الموظفين والمعابر وغيرها من القضايا العالقة. وذكر أحد مراكز الدراسات الإسرائيلية، أن قياديين من حركة فتح أكدوا أن حماس ترفض الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الفصيلين الفلسطينيين وخاصةً تمكين حكومة الوفاق الوطنى من العمل فى القطاع وبسط سلطتها على المعابر للتمكن من القيام بمهامها ومسؤولياتها دون عوائق، كما يرون أن رفض حماس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، يفسر توجهاتها الحقيقية الرامية الى فصل قطاع غزة عن الوطن، ويأتى هذا بالتوازى مع مفاوضاتها السرية مع إسرائيل لضمان استمرار الانقسام للقيام بكل ما يحلو لها.