فى ظل الحرب التى تخوضها الدولة ضد الإرهاب الذى ارتفعت وتيرة عملياته فى سيناء واستهدف بعض الشخصيات العامة فى القاهرة تضيق الدولة الخناق على المجموعات الإرهابية أيا كانت مسمياتها «أنصار بيت المقدس» أو «أجناد مصر» فى سيناء أو بعض الحركات المسلحة التى تتبنى عمليات استهداف وقتل أفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاة وتخريب المنشآت الحكومية والتى تطلق على نفسها أسماء «العقاب الثورى» أو «المقاومة الشعبية فى الجيزة» أو «حركة إعدام» وغيرها من المسميات وجميعها تتبع جماعة الإخوان المسلمين والتى تتلون بأى شكل لتمارس العنف فى الشوارع وتطرح نفسها على المشهد السياسى من خلال هذه الحركات إخوانية المنشأ.هذه الجماعات الإرهابية الممولة من الداخل والخارج لارتكاب عملياتها الإرهابية وتتلقى دعما ماديا ولوجستيا وتشارك عناصر إرهابية من الخارج هى الخطر الذى يجب مواجهته بحسم وهو تلك المجموعات الشبابية والتى لم تصل إلى سن ال 16 سنة، فهذه المجموعات هى الأكثر انضماما إلى الجماعات الإرهابية، وهى الأكثر خطورة من التنظيمات الإرهابية المسلحة فى سيناء، لأن هذه المجموعات هى التى تتصدر المواجهات مع القوات الأمنية وهى الأكثر اندفاعا فى ارتكاب الأعمال التخريبية واستهداف العناصر الأمنية فى المظاهرات، والمشاهد لمظاهرات الإخوان والاشتباكات مع القوات الأمنية نجد أن غالبيتها من هؤلاء المراهقين، الذين يتم استخدامهم كفئران تجارب لارتكاب الأعمال الإرهابية وإثارة الفوضى فى الشارع. ويعد هؤلاء الأشبال بمثابة قنبلة موقوتة وتشكل خطورة حقيقية على المصريين ما لم تتم مواجهتهم وتصحيح أفكارهم وإلا ستشهد مصر خلال الأيام القادمة موجة من الجرائم وعمليات التصفية البشعة. وعن كيفية انضمام هؤلاء الأطفال إلى جماعة الإخوان الإرهابية والتيار الإسلامى يأتى فى المقام الأول نجاح هذه الجماعات الإرهابية فى استقطاب هؤلاء الأطفال من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، فهم يقضون يومهم بالكامل على صفحات التواصل الاجتماعى ويتم الترويج لهذه الجماعات الإرهابية باسم الدين وأنهم يدافعون عن الإسلام من العلمانية ويقومون باختلاق الأدلة والبراهين على صحة كلامهم، وكذلك استقطاع بعض المقاطع من برامج التوك شو لبعض المثقفين والإعلاميين والسياسيين لإثبات أنهم يشنون حربا على الإسلام، ونظرا لحماسة هؤلاء الشباب صغار السن ولأنهم فى مرحلة المراهقة فهم يندفعون بكل قوة للانضمام لهذه الجماعات ظنا منهم بأنهم يقومون بدروهم فى الدفاع عن الإسلام. وتأكيدا على هذا فإن جميع الحركات التى تتبنى عمليات العنف فى مصر تخرج من «مواقع التواصل الاجتماعى» وتطلق على نفسها مسميات مختلفة ولكل منها طريقة فى العمل. وقد رصدت «أكتوبر» عددا من الحركات التى تخرج بين الحين والآخر لتتبنى عمليات معينة ومنها من يلقى اهتماما إعلاميا ويتبنى بعض العمليات الكبيرة وهو ما يدل على أن هذه المجموعات مجرد أطفال لايعرفون عمل المحترفين من أبناء التنظيمات الإرهابية ومنها من يختفى حتى لا يتم القبض عليه من قبل الأمن. تتصدر هذه الحركات «المقاومة الشعبية فى الجيزة» بعد أن تبنت اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات واللافت أن الحركة لديها حساب على موقع التواصل الاجتماعى«فيس بوك» وتعلن من خلاله بالصور عملياتها العدائية ضد الشرطة والجيش والقضاة ولم تستطع القوات الأمنية القبض على أحد من عناصر وقامت بإغلاق حسابها فقد والتى أعادت الحركة فتحه من جديد. وتبنت الحركة عددا من العمليات منها حرق أقسام الشرطة فى الهرم وأكتوبر والطالبية وحرق محولات الكهرباء وأغلب عملياتها تنفذ فجرا بتكتيك ثابت تقريبا وهو إلقاء عبوات المولوتوف الحارقة داخل سيارات الشرطة ثم الهرب. حركة باطل وهى إحدى الحركات التى اتخذت من الشارع مقرا لها وهى تركز اهتمامها على العناصر صغيرة السن حيث كشف مصدر قريب من الحركة أن معظم أعضائها من طلاب المدارس الثانوية القريبة من جامعة الأزهر فى منطقة مدينة نصر وينفذون مخطط الفوضى على أكمل وجه لأنهم لا يعقلون ما يفعلونه لصغر سنهم وهم يظنون أنهم بهذا العنف ينصرون الإسلام ولايدركون أنهم لا ينصرون إلا بعض القيادات الإخوانية التى ترفض ترك السلطة دون دماء. جدير بالذكر أن هناك اتفاقا حدث بين حركة «باطل» وحركة أخرى تسمى «طلاب 18» وتبنوا على أثر الاتفاق العديد من الأعمال العنيفة التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة وقد وصل معجبوها على فيس بوك إلى ما يقترب من 60 ألفا وأهم ما يلفت النظر إليهم هو محاولة تشبههم ب «البلاك بلوك» من حيث الزى الأسود الذى يرتدونه دائما. والفكرة الأساسية التى يجتمع تحت لوائها هؤلاء الشباب هى الانضمام لجميع التظاهرات والمسيرات الكبيرة بهدف تقديم الدعم العددى لهذه التظاهرات من ناحية ومن ناحية أخرى تستغلهم العناصر الإرهابية الكبيرة الموجودة داخل المسيرات وتدفع بهم فى مقدمة المظاهرات للتضحية بهم فى حالة حدوث هجوم على المظاهرات وذلك وفقا لما قاله سامح عيد أحد المنشقين عن جماعة الإخوان والذى أوضح أنه من السمات الراسخة للفكر الإخوانى هو استغلال الشباب الصغار للدخول فى مبارزات عنيفة وحماية القادة الكبار وهو نفس النهج السياسى الذى تتخذه الجماعة منذ 30 يونيو وإلى الآن. وهى حركة عبارة عن مجموعة من الشباب الصغار أعلنوا عن تدشينها بهدف تنفيذ حكم الإعدام على كل من تسول له نفسه أن يطارد الجماعة، وأقسموا أنه لن يهدأ لهم بال حتى يعود مرسى وشرعيته المزعومة وقالت الحركة على الصفحة الرسمية فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الهدف الأول هو رجال الشرطة لأنهم يستهدفوننا فى الأساس وهذا إعمالا بمبدأ «ولكم فى القصاص حياة» والهدف الأسمى هو عودة الشرعية المسلوبة، على حد تعبيرهم. تنظيم «داهف» على غرار «داعش» وتم الإعلان عنه من قبل مجموعة من الشباب المجهولين فى الهرم وفيصل وأنشأوا صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث أكدوا أنهم يسعون إلى إقامة دولة الإسلام على نفس النهج «الداعشى» وأعلنت الصفحة أن إقامة دولة الإسلام فى مصر تعتمد على نهجين الأول هو منهج إصلاحى عن طريق نصح الناس فى المسيرات التى يتم تنظيمها كوسيلة لنشر أفكارهم أما النهج الثانى فهو ما وصفوه ب الجهاد ضد البلطجية والداخلية. أحفاد الصحابة وهى حركة ظهرت منذ فترة قريبة يطلق عليها اسم أحفاد سيد قطب بدأ ظهورها فى الجامعة ثم انتشرت وتوغلت حتى خرجت للشارع واستخدم المنتمون لها أسلوبا خاصا فى الظهور أو التواجد فى الشارع وهو الهتاف أولا ثم النار ثانيا وهو ما حدث بالفعل داخل جامعة القاهرة فى المظاهرات الأخيرة للإخوان حيث تم إشعال الشماريخ عقب المظاهرة مباشرة. هذا فضلا عن التقرير الذى أعدته إحدى الجهات السيادية حيث رصد عددا من الأنشطة لبعض الجماعت المسلحة التابعة لجماعة الإخوان ومنها «بلاك بلوك» «والعقاب الثورى» وحركة «مولوتوف» حيث رصد التقرير تواصل أعضاء هذه الجماعات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتنسيق بينهما من خلال حسابات وهمية للتخطيط لنشر حالة الفوضى فى البلاد. وأشار التقرير إلى أن هذه الجمعات تطالب الشباب بالانضمام اليها وتبنى أفكارها حيث يقوم أعضاء هذه الجماعت بالتسلل لصفحات طلاب الجامعات المصرية والثانوية العامة واختيار من لهم أفكار عدائية ضد الوطن أو القوات المسلحة والشرطة وهو ما يظهر من خلال منشوراتهم على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك». وأضاف التقرير أن هذه الجماعات تنسق فيما بينها لارتداء قطعة قماش حمراء صغيرة فى الكتف اليمين ليتعرفوا على بعضهم فى التجمعات والمظاهرات لإحداث حالة الفوضى والانفلات الأمنى وترويع المواطنين واستهداف المنشآت المدنية الخدمية ومحولات الكهرباء لإثارة سخط المواطنين ضد النظام وخلق حالة من عدم الرضا. العقاب الثورى وأوضح التقرير أن حركة العقاب الثورى تأسست لاستهداف وقتل أفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاة وتخريب المنشآت الحكومية كما أوضحت الحركة فى البيان التأسيسى لها على موقع التواصل الاجتماعى الذى ظهر فيه عدد من الأشخاص الملثمين يلقون البيان معلنة عن مسئوليتها عن تفجير 56 عبوة ناسفة ونصب 123 كمينا لقوات الأمن والاشتباك مع القوات بالأسلحة الرشاشة فى عدة محافظات..أما حركة مولوتوف فقد تشكلت بعد ثورة 30 يونيو مباشرة من مجموعات صغيرة لا تخرج فى المسيرات فقط بل تقوم هذه المجموعات المكونة من 15 – 30 فردا باصطياد الآليات المتحركة فى طريقها والاعتماد على عنصر المفاجأة وحرقها. استهوت حركة حازمون بعض الشباب واندمج فيها جزء شباب الأولتراس وتسعى الحركة الى تشكيل كيان إسلامى جديد يضم الشباب الإسلامى الذى يسعى للعمل بحرية بعيدا عن الحسابات السياسية مستلهما فكرة «6 إبريل» وكان من أبرز المنضمين للحركة المنشقون عن «6 ابريل» والذين أطلقوا على انفسهم اسم «أحرار 6أبريل» بقيادة «عبد الرحمن عز» والذى كان الذراع اليمنى للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وكانت تسعى الحركة لضم الشباب الصغار فى السن على خلفية لم شمل التيار الإسلامى من خلال الشباب. واتخذت حركة حازمون عدة مسميات وكان غالبيتها من الشباب ومن أبرزها «لازم حازم» و «أنصارالشريعة» وهى إحدى الحركات السلفية الجهادية ومؤسسها يدعى السيد عطا محمد مرسى ومقيم بمحافظة الشرقية وتم القبض عليه بتهمة إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تدعى «كتائب أنصار الشريعة فى أرض الكنانة» وتستهدف رجال الشرطة والجيش. نسبة إلى الشيخ حازم والتى اسسها عدد من أنصاره الشباب على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وحركة صامدون وهى تتبع الشيخ حازم أيضا وأسسها محمد سعادة القيادى بحازمون وصاحب فكرة «اعتصام المترو». سيناريوهات المواجهة وهى كلها حركات انبثقت عن جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديهم امثال انصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والقائمون على هذه الحركات يتمتعون بالقدرة على ضم غير المتدينين التى تجمع فى داخلها ما بين بعد دينى يرغب فى تطبيق الشريعة وآخر يطالب بتغيير سريع بعد الثورة. مواجهة هذه المجموعات صغيرة السن تعد أولوية قصوى فى ظل الحرب التى أعلنتها الدولة ضد الإرهاب، فهذه المجموعات هى التى تستغل فى المواجهة الأمنية وهى التى يتم دفعها لارتكاب أعمال تخريبية فى الشارع وإثارة الفوضى والانفلات الأمنى ويندفعون بكل حماس فى مظاهرات العنف، فهذه المجموعات تعد الأرضية لشغل القوات الأمنية بمواجهتهم فى الشوارع وتفرغ الجماعات المسلحة المنظمة لارتكاب الجرائم الإرهابية الكبرى، وقد كشف عن خطورة هذه المجموعات الشبابية أمين عام الحزب الإسلامى محمد أبو سمرة وهو يحظى بقبول كبير بين شباب التيار الإسلامى عندما صرح قبل أيام من القبض عليه بأن 50 % من الشباب المنتمى للتيار الإسلامى وعلى رأسهم المؤيدون ل «حازم صلاح أبو إسماعيل» وشباب التنظيمات الجهادية مؤمنون بفكر تنظيم «داعش» الإرهابى وينتظرون اللحظة المناسبة للإنضمام له. وتوقع أبو سمرة أن تشهد مصر الفترة المقبلة تحركا واسعا من الشباب على الأرض وأن هذا التحرك سيكون لصالح تنظيم «داعش» حيث ستتوالى المبايعات له. من جانبه، قال إسلام الكتاتنى الباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى إن هؤلاء الأطفال ليسوا إخوانا، موضحا أن تصنيفات الإخوان أربعة محب ومنتسب ومنتظم وأخ عامل والأخير هو المعترف به رسميا إلى جانب المنتسب، أما هؤلاء الأطفال فيندرجون تحت قسم الأنشطة الطلابية للجماعة وهم درجات تبدأ من الأشبال والثانوى والجامعة. وأضاف أن هذه المجموعات فى سن تكوين الشخصية أو المراهقة وأن هؤلاء مادة خام من السهل التحكم بها خاصة من الناحية الفكرية. وأشار الكتاتنى إلى أن الحماس الذى يتمتع به هؤلاء الأطفال يعود لصغر سنهم، فمن الطبيعى أن يثأر حماس هؤلاء وأن يتم استغلالهم فى المظاهرات والمواجهات مع الأمن دون أن تعطى لهم معلومات غير نصرة الدين. وأوضح الباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى أن مظاهرات الإخوان تتكون من تشكيلة من هؤلاء الأطفال والخلايا العنقودية والمتعاطفين والمأجورين، لافتا إلى أن هذه الخلايا العنقودية هى المسئولة عن إحداث الفوضى وإلقاء القنابل فى الشوارع. مستغلين فى ذلك صغار السن من المشاركين فى التظاهرات. وتابع الكتاتنى: قائلا «لازم نواجه العيال دى علشان بكرة هيكونوا أرضا خصبة لتكوين جماعات إرهابية منظمة فى ظل حالة الكراهية التى يتم زرعها فى نفوس هؤلاء الأطفال وتكوين شخصية أكثر نقمة على النظام من المجموعات الأخرى». وأكد إسلام الكتاتنى أن السوشيال ميديا تعد من أهم أسباب انضمام هؤلاء الأطفال لجماعات العنف من خلال استقطابهم على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». وشدد الكتاتنى على ضرورة وضع خطة استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، خاصة أن الإرهاب يعد أداة من أدوات الفوضى الخلاقة فى الشرق الأوسط، مطالبا القيادة السياسية بالاهتمام بالجانب الفكرى فى المعركة مع الإرهاب لأن المعركة الفكرية هى السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب. بدوره، أكد سامح عيد المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أن حالة الاستقطاب خلال الفترات الماضية بين النظام وجماعة الاخوان والتيار الإسلامى بشكل عام جعلت هناك حالة من الكراهية فى البلاد. وأضاف عيد أن الصغار من أبناء هذا التيار هم الأكثر قابلية للتعبئة النفسية وتحميلهم بطاقة كراهية كبيرة، مؤكدا أن الدليل على خطورة هذا الجيل أنه هو الذى دفع الفاتورة، من جهته، أكد العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى أن ظاهرة توريط الأطفال والشباب فى الأعمال الإرهابية تعد من أخطر الظواهر التى تشهدها الآن ميادين ومناطق الأحداث الملتهبة فى البلاد. وأوضح عكاشة أن خطورة الظاهرة تكمن فى الحالة العمرية لهذا الجيل، فهو جيل فى سن المراهقة ومحمل بحالة انتقامية ضد النظام والزعم بأنها حرب على الاسلام. وشدد الخبير الأمنى على ضرورة أن تقوم مؤسسات المجتمع المدنى والخيرية بدورها وأن تقدم شيئا لوطنها يعتد به وتعمل على احتواء هؤلاء الشباب بدلا من إطلاق التصريحات الرنانة. كما طالب الدولة بضرورة توفير حياة كريمة لهؤلاء الشباب وفرص عمل وتوفير تعليم لهذه المجموعات لأن غالبيتها محرومة من التعليم. وتابع عكاشة، أن الظاهرة أصبحت عامة، ولابد أن تكون الدولة أكثر وعيا فى معالجة الأمور وتوفير مناخ مناسب لهذه المجموعات خاصة فى تلك المرحلة العمرية. وأشار عكاشة إلى أهمية أن تتم مخاطبة هذا الجيل مخاطبة دينية صحيحة.