الصحة: «المسؤولية الطبية» دخل حيز التنفيذ.. ولن ننتظر ال6 أشهر الخاصة بالتفعيل    جدول مواقيت الصلاة في محافظات مصر غداً الأحد 11 مايو 2025    رئيس الوزراء يشهد افتتاح محطة الصب السائل بميناء غرب بورسعيد    محافظ أسيوط يتفقد تطوير مدخل قرية بنى قرة ونقل موقف السرفيس لتحقيق سيولة مرورية    قانون الإيجار القديم... التوازن الضروري بين العدالة الاجتماعية والحقوق الاقتصادية    الهند: وقف إطلاق النار مع باكستان يبدأ الخامسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي    مقتل 3 مدنيين وإصابة العشرات في قصف مدفعى لميليشيا الدعم السريع على الفاشر    مصدر يكشف ليلا كورة.. تبريرات زيزو للانقطاع عن التدريب وتأشيرة السفر لأمريكا    "الشناوي وسيحا وشوبير وحمزة".. يلا كورة يكشف تطورات ملف حراسة مرمى الأهلي    حريق شون كتان الغربية.. نفوق 8 رؤوس ماشية و17 مصابا وخسائر أولية 70 مليون جنبه    الطقس غدا.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 درجة    تأجيل محاكمة 9 متهمين بالانضمام لجماعة إرهابية ل24 يونيو    "بسبب ماس كهربائى" مصرع وإصابة ثلاثة أشخاص إثر نشوب حريق داخل حوش مواشى فى أسيوط    وفود دولية رفيعة المستوى من منظمة (D-8) تزور المتحف القومي للحضارة المصرية    أول تعليق ل أحمد داوود بعد تكريمه في مهرجان المركز الكاثوليكي.. ماذا قال؟    عوض تاج الدين: الدعم الرئاسي أحدث طفرة واضحة للمنظومة الصحية    قرار تأديب القضاة بالسير في إجراءات المحاكمة لا يعتبر اتهام أو إحالة    «الإحصاء»: 1.3% معدل التضخم الشهري خلال أبريل 2025    وصول جثمان زوجة محمد مصطفى شردى لمسجد الشرطة    مهرجان SITFY-POLAND للمونودراما يعلن أسماء لجنة تحكيم دورته 2    بريطانيا.. فوز «الإصلاح» تغيير فى المشهد السياسى    مديرية أمن القاهرة تنظم حملة تبرع بالدم بمشاركة عدد من رجال الشرطة    بيتر وجيه مساعدا لوزير الصحة لشئون الطب العلاجى    طريقة عمل الكيكة بالليمون، طعم مميز ووصفة سريعة التحضير    «لوفتهانزا» الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب    السجن المشدد 10 سنوات لعجوز بتهمة التعدى على شقيقين معاقين بسوهاج    صحة غزة: أكثر من 10 آلاف شهيد وجريح منذ استئناف حرب الإبادة    جيروساليم بوست: ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة    أبرز ما تناولته الصحف العالمية عن التصعيد الإسرائيلي في غزة    شئون البيئة: التحول للصناعة الخضراء ضرورة لتعزيز التنافسية وتقليل الأعباء البيئية    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    فيلم سيكو سيكو يواصل تصدر الإيرادات    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    رئيس صحة النواب: مخصصات الصحة في موازنة 2026 الكبرى في تاريخ مصر    وزير الخارجية يترأس الاجتماع الوزاري الرابع للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان    محافظ أسوان: توريد 170 ألف طن من القمح بالصوامع والشون حتى الآن    رئيس الوزراء العراقي يوجه بإعادة 500 متدرب عراقي من باكستان    تنظيم ندوة «صورة الطفل في الدراما المصرية» بالمجلس الأعلى للثقافة    هيئة التأمين الصحي الشامل توقع اتفاقًا مع جامعة قناة السويس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الكلام وحده لايكفي !?    تعرف على مواعيد مباريات الزمالك المقبلة في الدوري المصري.. البداية أمام بيراميدز    المحكمة الدستورية تؤكد: شروط رأس المال والتأمين للشركات السياحية مشروعة    تحرير 16 محضرا لمخالفات تموينية في كفرالشيخ    المتحف المصري الكبير يستقبل فخامة رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية    أنشأ محطة بث تليفزيوني.. سقوط عصابة القنوات المشفرة في المنوفية    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    اليوم.. انطلاق الجولة 35 ببطولة دوري المحترفين    استثمارات 159 مليون دولار.. رئيس الوزراء يتفقد محطة دحرجة السيارات RORO    «الصحة» تعلن تدريب أكثر من 5 آلاف ممرض وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات    خبر في الجول - زيزو يحضر جلسة التحقيق في الزمالك    الرمادي يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بيراميدز    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    حاجة الأمة إلى رجل الدولة    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية السبت 10 مايو 2025    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    حبس لص المساكن بالخليفة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حازمون.. الخطر المسكوت عنه
نشر في أكتوبر يوم 30 - 11 - 2014

استهوت حركة «حازمون» العديد من الشباب واندمج فيها جزء من وايت نايتس «ألتراس زملكاوى» وتسعى الحركة إلى تشكيل كيان إسلامى جديد يضم الشباب الإسلامي الذى يسعى للعمل بحرية بعيدا عن الحسابات السياسية مستلهما فكرة «6 إبريل» وغيرها من الحركات التى أثرت فى صنع السياسة المصرية بعد الثورة دون أن يكون لها كيان تنظيمى واضح ، وكان من أبرز المنضمين للحركة المنشقون عن حركة 6 إبريل الذين أطلقوا على أنفسهم «أحرار 6 إبريل» تشبها بحركة أحرار بقيادة «عبد الرحمن عز» والذى كان يعد الذراع اليمنى للشيخ حازم وقاد كل التظاهرات والفاعليات التى دعا إليها أبو إسماعيل سواء أمام مدينة الإنتاج الإعلامى أو مقر حزب الوفد وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الاعتداء على مقر الحزب.
كما وقف خلف حركة أحرار أو حازمون عدد كبير من شباب الإخوان للعمل على لم شمل التيار الإسلامى لمساندة المعزول محمد مرسى سياسيا بعدما انخفضت أسهم الجماعة فى الشارع وكثرت أخطاؤه وازداد حجم التظاهرات المناهضة لحكم الجماعة والدفاع عنها وأسفرت فى العديد من المواجهات عن مصرع العشرات من شباب المصريين ومن أبرزهم الصحفى «الحسينى أبو ضيف» والاعتداء على النشطاء السياسيين وغيره من النشطاء، إلا أن استمرار حبس عز وعرفة بقرار من النائب العام جعل الحركة تنقلب على الإخوان وعلى مرسى ودب خلاف عنيف بينهم وبين طلاب الإخوان الذين حاولوا التضامن معهم فى جامعه القاهرة ووصل الخلاف إلى حد هتاف شباب حركة أحرار «قول لكل الإخوانجية حق إخوتنا مش هفية»، قول لكل الإخوانجية حق إخواتنا مفيش سلمية يا إخوان يا مسلمين بعتوا كل المصريين، يا إخوان يا مسلمين فين النخوة فين الدين، يا رئيس الجمهورية الأحرار مش بلطجية نائب عام ملاكى إخوان بعت دم اخوتنا بكام» .
أداء حازمون والحركات المنبثقة منها كان يتنوع ويختلف فى الشارع، فهتافاتهم تسير دائما فى الاتجاه إلى فرض الشريعة الإسلامية دستورا للبلاد ويظهر فى تلك الهتافات الدمج الواضح بين الهتافات الإسلامية التى كان يرددها السلفيون فى الوقفات الاحتجاجية والمليونيات التى كانوا ينظمونها ضد أى قرار يدّعون أنه قرار مخالف للشريعة الإسلامية، وبين ألحان وأغانى مجموعات الألتراس التى كانوا يرددونها فى المدرجات مصبوغة بالأناشيد الإسلامية بعد أن تم تبديل كلماتها.
«الأكثر خطورة»
اتخذت حازمون والشباب المنضوى بها عدة مسميات ولكنها فى الأصل تتبع الشيخ حازم ومن أبرزها «لازم حازم» والتى أسسها الشيخ جمال صابر منسق حملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، أنصار الشريعة وهى إحدى الحركات السلفية الجهادية ومؤسسها يدعى السيد عطا محمد مرسى ومقيم بمحافظة الشرقية وتم القبض عليه بتهمة إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تدعى «كتائب أنصار الشريعة فى أرض الكنانة» وتستهدف رجال الشرطة والجيش، «أسد الميدان» نسبة إلى الشيخ حازم والتى أسسها عدد من أنصاره على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وحركة أحرار والتى أسسها الناشط المنشق عن 6 ابريل عبد الرحمن عز والهارب فى تركيا بعد أن ترك حركة أحرار 6 ابريل لباقى المنشقين وفضل تسميتها أحرار فقط، «وصامدون» والتى أسسها محمد سعادة القيادى بحازمون وصاحب فكرة «اعتصام المترو» كلها حركات انبثقت عن أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل، إن القائمين على هذه الحركات والقريبين منها يتمتعون بالقدرة على ضم غير المتدينين التى تجمع فى داخلها ما بين بعد دينى يرغب فى تطبيق الشريعة وآخر يطالب بتغيير سريع بعد الثورة فانضم اليها العديد من الحركات غير الإسلامية أمثال الوايت نايتس، فكافة الأعمال الإرهابية التى ترتكب فى الشارع الآن تعود فى الأصل إلى الخطر المسكوت عنه وهم التيار السلفى والجهادى المتشدد فى مصر بالتنسيق مع جماعة الإخوان عبر حشد الجماعة المظاهرات فى الشارع واستفزاز القوات الأمنية ودفعهم للمواجهات مع الفتيات وشباب الإخوان من الحركات الطلابية وغيرهم والتلويح بالاعتداء على المتظاهرين ، فى حين ترتكب هذه المجموعات الأعمال الإرهابية المرعبة، والأخطر من ذلك ما ترتكبه السلفية الجهادية من أعمال إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء وقد ظهر ذلك فى دعوة الجبهة للتظاهرات 28 نوفمبر محرضة ضد قوات الجيش فى سيناء عبر موقعها على التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فيما أسمته «معركة الهوية» حيث طالبت بالخروج فيما أسمته بركان الغضب، وطالب البيان بأن تخرج مصر كلها وكل من تضامن مع انتفاضة الشباب المسلم فى أولى فعالياتها فى مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة العظيم 28 نوفمبر كل فى مسجده ومنطقته طلبا لنصر الله واستعدادا للخروج العظيم من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية، حسبما جاء فى البيان .
«السلفيون»
جماعة الإخوان كانت تعول كثيرا على هذه الحركات السلفية فى دعم قرارات الرئيس المعزول محمد مرسى وذلك نظرا لكونها الأكثر قدرة على مواجهة التيارات غير الإسلامية، والآن تعمل على استغلال هذه الحركات فى تفجير الأوضاع وإرباك المشهد السياسى والأمنى فى مصر .
وظهر ذلك جليا أثناء تنظيم مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية فى ميدان التحرير عام 2012 عندما أعلنت الجبهة السلفية بكافة أجنحتها وحركة «حازمون» عن تنظيم مليونية تطبيق الشريعة فى الدستور ودعم الإعلان الدستورى للمعزول محمد مرسى يوم الجمعة بميدان التحرير. ودعت الحركة كافة التيارات الإسلامية للحشد فى كافة ميادين مصر وميدان التحرير للوقوف ضد المدنيين المتظاهرين ضد قرارات الرئيس. مشددة على ضرورة أن تتضافر الجهود الإسلامية الوقوف أمام محاولات القوى المدنية للعبث بالشريعة فى الدستور المزمع تأسيسه فضلا عن إعلان تأييد كل التيارات الإسلامية لقرارات الرئيس محمد مرسى التى وصفها بالثورية التى جاءت لتحقيق مطالب الثوار والقصاص لشهداء ومصابى الثورة، والحشد الهائل الذى دفعت به الحركة خلال أحداث 30 يونيو قبل وبعد إزاحة المعزول عن الحكم أثناء اعتصامى رابعة والنهضة .
وقد كشفت وزارة الداخلية على لسان المتحدث الرسمى باسمها اللواء عبد الفتاح عثمان عن ضبط خلية إرهابية تخطط للتخريب يوم 28، تم مراقبة أسلوب التحركات التى يقومون بها منذ فترة وقادتها وبعض المساجد التى يترددون عليها ويتخذون منها أوكارا لوضع المنشورات والأدوات التى يستخدمونها فى هذا التنظيم وكان زعيم هذا التنظيم منتميا لحركة «حازمون» وبعض أعضائها ينتمى إلى الجماعة المحظورة أو الجبهة السلفية، وتم ضبط الأدوات من أجهزة الكترونية وفلاشات وغيرها ممن كانوا يستخدمونها لأغراضهم التحريضية.
حركة حازمون أو أحرار أو أيا كان المسمى جميعها حركات شديدة الخطورة على المجتمع وجميعها تسلك الطريق المتشدد فى الدين، فهم كانوا أو على الأقل شباب هذه الحركات على خلاف مع جماعة الإخوان أثناء توليها الحكم وذلك لإيمانهم بأن جماعة الإخوان تجلس مع الليبراليين والعلمانيين ولا تريد تطبيق الشريعة الإسلامية وكان من الأولى للجماعة أن تصفى هذه الأحزاب الليبرالية وتحبس قيادتها بدلا من التفاوض معها وأن يتم تطبيق الشريعة الإسلامية من وجه نظرهم، ويؤكدون أن الشيخ حازم كان سيفعل ذلك حال نجاحه فى الانتخابات الرئاسية لولا الغدر به واستبعاد أوراق ترشحه ولا يزالون يحلمون بهذه الأهداف ويسعون إلى تحقيقها بكافة السبل وآخرها الدعوة إلى انتفاضة الشباب المسلم أو الثورة الإسلامية وخروج الشيخ حازم أبو إسماعيل وتولى المنصب وتصفية كل المعارضين لهم وتطبيق الشريعة وأن تصبح مصر دولة إسلامية شبيهة بما يحدث الآن فى العراق وما قام به تنظيم داعش فى العراق وظهور أبو بكر البغدادى وإعلان الدولة الإسلامية فى الشام والعراق.
الفكر القطبى
من جانبه أكد إسلام الكتاتنى الباحث فى الحركات الإسلامية أن التيار السلفى باختلاف تنوعاته هو بالفعل الأكثر تشددًا عن جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الجماعة يمكن التعامل معها سياسيًا أكثر منها دينيًا أما السلفيون فليس لديهم سعة أفق ولا مرونة حتى فيما يتعلق بالنواحى الفقهية.
وأوضح الكتاتنى أن السلفيين أقرب إلى الفكر القطبى والتكفيرى، فهذا الفكر يتناسب مع عقليتهم وأن كان بعضهم لا يجنح للعنف إلا أنه بمرور الوقت نشأت الفرق المتشددة دينيًا وفكريًا.
وأوضح الباحث فى الحركات الإسلامية أن الحركات السلفية متعددة ومتنوعة إلا أنها تنتمى إلى مدرسة واحدة وهى مدرسة سيد قطب وبغض النظر عن المسميات سواء حازمون أو أحرار أو جبهة سلفية فهم يميلون جميعًا إلى العنف والذى يؤدى فى النهاية إلى التكفير.
موضحًا أن المدرسة السلفية مرجعيتها ابن تيمية وأن هناك بعض الآراء التى تؤكد أن هذا الفكر هو الأكثر جنوحًا إلى العنف والتكفير.
وبالتالى فليس بغريب أن تدعو الجبهات السلفية إلى رفع المصاحف والسلاح خلال تظاهرات 28 نوفمبر كما هو ليس بغريب أن يتبنى التيار السلفى منهج التغيير بالقوة الذى انتهجته الجماعة الإسلامية فى السبعينيات.
وأكد الكتاتنى أن جماعة الإخوان كانت تتمتع بالمرونة إلا أن قيادتها فى الفترة الأخيرة تبنت الفكر القطبى، كما أن الشباب الحالى أصبح يتبنى الفكر القطبى وهو ما أدى إلى ظهور مثل هذه المجموعات الإرهابية التى ترتكب أعمال عنف فى الشارع وظهور مجموعات عنقودية كلها تتجه إلى إفرازات المدرسة القطبية خاصة وأن لدى هذه الجماعات قناعة بأن الحكم سلب منهم.
مشيرًا إلى أنه من السهل جدًا اللعب بعقول هذه المجموعات الشبابية باسم الإسلام وانتفاضة الشباب المسلم والثورة الإسلامية على الرغم من أن هناك تجربة فاشلة وهى فترة حكم جماعة الإخوان والسلفيين أيضًا لأنهم كانوا شركاء الإخوان فى الحكم فالتجربة كانت فاشلة وظهرت على حقيقتها بأنها مطامع شخصية وليست دينية أو إسلامية.
وأكد الكتاتنى أن هذه الأحداث لن تتوقف لأنها ليست مطلبًا وإنما هى فكر ينتهجه هؤلاء الشباب والتيارات الدينية، مشددًا على ضرورة مواجهتها بالفكر وليس بالاعتماد على الحل الأمنى فقط والذى يولد المزيد من العنف.
مؤكدًا أن المعركة ستستمر طويلًا مطالبًا بوضع خطة استراتيجية لمواجهة هذه الأفكار والتى تتطلب إصلاحًا بالتعليم ونجاحًا اقتصاديًا والإهتمام بالأزهر الشريف وتحقيق عدالة اجتماعية فى المجتمع، مشيرًا إلى أن كل هذه الإصلاحات ستقضى على هذا التطرف والإرهاب والأفكار المغلوطة.
المذهب الوهابى
وقال اللواء محمد ربيع الخبير الأمنى إن وسائل الإعلام ومعظم أجهزة الدولة تلتفت وتركز على التنظيم الإرهابى والمسمى بجماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن هذا التنظيم الإخوانى يؤمن بالبيعة إلا أن هناك بعض التيارات الأخرى لا تقل خطورة عن التنظيم الإرهابى وهو التيار السلفى وعلى رأسها السلفية الجهادية مؤكدًا أن السلفية الجهادية هى فرع من فروع ما يسمى بالتيار السلفى المتشدد والمرتبط فى الأصل ارتباطًا وثيقًا بالمذهب الوهابى الذى هو صناعة ضابط المخابرات الإنجليزى والذى تتداول كتيباته فى المكتبات حيث تم تجميد محمد بن عبد الوهاب لوجوده كشخصية جافة بدوية تميل إلى الغلو والتشدد وحب الظهور والغرور.
وأضاف فى مذكراته أنه قيل لمحمد بن عبد الوهاب إن محمد بن عبد الله قد مات وأنه لا فرق بينكما فأنت من سترفع دين الحق وتناولت المذكرات أنه دفع دفعًا إلى التشدد والتضييق.
وقيل له قاتل كل من لا ينتمى إلى مذهبك وأنه من صحيح الدين وقواعد يجب أن تأخذ بها حتى هزمه الجيش المصرى بأسطوله البحرى العريق ووأد فتنة المذهب الوهابى الذى ضيق على الناس وكرههم فى الاقتراب إلى الدين ووصف من لا يلتحى ب «الامرد» أى أقرب ما يكون إلى المخنث والشاذ وشدد لبس الجلباب وأن من لا يلبس الجلباب فقد خرج عن السنة والجماعة وعلى هذا النهج وهو الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر والاهتمام بالشكل على حساب المضمون ضاربين بعرض الحائط بالمبدأ الرئيسى لروح الدين وهو أن الدعوة إلى الله باللين.
وأضاف أن هذه المجموعات اتخذت من القتل والذبح وبقر البطون منهجًا ما لا يفعله إلا مجرم مجنون ووجدنا هذا النهج المتشدد فى مناهج السلفية أو ما يسمى بالتيار السلفى وهو التيار الذى يميل إلى العنف يدعى أن تنظيم الإخوان مفرط ويأخذ بمبدأ المواءمة ويعملون من أجل الوصول إلى السلطة وأما التيارات السلفية فتنتهج العنف ابتدءً وانتهاءً مشيرًا إلى أن هذه التيارات تسير على منهح مذهبهم الوحيد ابن تيمية فى مطلع كتاباته عن الفقه والذى كان متشددًا فيه ثم قبل وفاته رجع عن هذا التيار المتشدد وكتب كتاب الروح ودعا إلى التمسك بروح الدين.
واشار الخبير الأمنى إلى أن فاعليات التيار السلفى تشهد على عنفهم وهذا ما رأيناه اثناء محاصرة مؤسسات الدولة مثل مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا ومشيخة الأزهر والعباسية وأراقوا المزيد من الدماء أثناء مظاهراتهم وفاعلياتهم.
انحراف عن الدعوة
من جانبه قال الدكتور عبد المقصود الباشا استاذ ورئيس قسم التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر إن الشيخ صلاح أبو إسماعيل رحمه الله والد حازم أبو إسماعيل كان معروفًا بنشاطه الدعوى والدينى وكان من أفضل علماء الأزهر «متسائلًا» لا أعرف لماذا اتخذ ابنه هذا الاتجاه المتشدد فى الدعوة.
وأضاف الباشا أن هذه الحركات المتشددة بزعامة حازم أبو إسماعيل انحرفت عن الدعوة والنشاط الدينى واتخذت من التشدد والعنف طريقًا تسلكه.
وأضاف الباشا أنه يجب أن تخضع هذه الجامعات لنقاش فكرى ليس مكانه المنابر والمساجد موضحًا أن المناقشات الفكرية والعقائدية مع هؤلاء يجب أن تكون فى منتديات خاصة وقاعات مؤكدًا أن الدعوة تهدف فى الأصل إلى الأمن الإجماعى والهدوء وليس إلى التخريب.
وطالب عبد المقصود الباشا وسائل الإعلام بفتح المجال لعلماء الأزهر الشريف، مشددًا على أن مصر قلب العالم والأزهر الشريف قلب مصر فالأزهر هو الإسلام متسائلًا من حارب الصليبين؟ مصر والأزهر.. من حارب المغول؟ مصر والأزهر من الذى حارب الإنجليز؟ مصر والأزهر، مؤكدًا أن الأزهر هو الحياة فى مصر وإن كان بعض أهله خرج عن نطاقه فالأزهر حجة عليه وليس حجة له.
وتابع: قائلًا «أنا ضد وصف مسلمين متطرفين فلا يوجد مسلم متطرف وإنما هو خرج عن نطاقه الفكرى داعيًا إياهم إلى العودة إلى قواعد الإسلام داعيًا أيضًا إلى مناظرات فكرية، فهم مسلمون يحتاجون إلى تنوير فكرى وهذا هو دور الأزهر فى مواجهة هذه الأفكار المغلوطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.