«جراحة تجميلية» لمعهد القلب.. كانت هى النتيجة التى أسعدت المرضى بعد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى وإصداره تعليمات لرئيس الوزراء بتطوير المعهد العريق بعد أن لمس المهندس محلب بنفسه حجم الإهمال وتقصير بعض الأطباء واهتمامهم بعياداتهم الخارجية، معترفا بوجود فساد فى عمليات «الدعامات» فيما توجه فريق من الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة إلى المعهد وتم الاتفاق المبدئى على تطوير مبنى العيادات الخارجية وكذلك مبنى الاستقبال والطوارئ.ويعانى معهد القلب القومى الذى أنشأ فى عام1964 وكان يضم 75 سريرا فقط لعلاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية ووحدة عناية مركزة جراحة تضم 6 أسرة لرعاية المرضى بعد العمليات الجراحية، وكذلك عناية مركزة قلب بها 6 أسرة لرعاية مرضى القلب المترددين على المعهدٍا حيث إنه ووفقا لتصريحات المسئولين بالمعهد فإنه لم يشهد أى توسع منذ إنشائه على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن 1.6 مليون مصرى يصابون بأمراض القلب سنويا, ويتوفى منهم320 ألف مريض سنويا, وأن200 ألف من تلاميذ المدارس يعانون من حمى روماتيزمية تؤثر على قلوبهم، و300 ألف مريض يجرون عمليات قسطرة سنويا. كان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب انتقد عددًا من السلوكيات والظواهر داخل المعهد القومى للقلب كالمبانى المتهالكة واطقم الحمامات القديمة بالإضافة إلى تكدس المرضى بالعيادات الخارجية لافتا إلى إنه حصل على تقارير عن فساد الصمامات، والأطباء الذين يحولون المرضى على عياداتهم. «أكتوبر» ألتقت عددًا من المرضى، يقول محمد عباس إنه ظل ينتظر لأكثر من عام كامل على قوائم الانتظار من أجل إجراء عملية جراحية بالقلب لعدم وجود اطباء استشاريين وأسرة كافية بالمعهد إلى ان انتهى به الحال لإجراء العملية على يد أحد الأطباء المساعدين ولكنه فوجئ بعد العملية بإصابته بخلل فى وظائف الكلى وتدهور حالته الصحية يوما بعد الآخر. واشتكى يحيى محمد من أنه ينتظر منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الواحدة ظهرا من أجل الوصول لطبيب استشارى بالمعهد يتمكن من تشخيص حالة شقيقته وذلك بعد إجرائه كافة التحاليل والفحوصات اللازمة. وتطالب فاطمة إبراهيم المسئولين بوزارة الصحة بإنشاء معهد متخصص فى أمراض القلب بعدة محافظات اخرى لتخفيف الضغط على معهد القلب القومى بالقاهرة ولضمان تقديم افضل مستوى خدمة للمواطنين والقضاء على أزمة قوائم الانتظار. فرق تفتيش ومن جانبه، أكد د. عادل عدوى وزير الصحة أن فرق التفتيش بالوزارة انتقلت إلى المعهد للكشف عن آليات تقديم الخدمة للمرضى، مضيفا أنه وجه وكلاء الوزارة فى القاهرةوالمحافظات بالانتقال إلى المستشفيات العامة والمركزية للتأكد من تطبيق معايير مراقبة الأداء الموضوعة. وأشار وزير الصحة إلى أنه تم عمل حصر شامل وتقييم لأداء فريق جراحة القلب بالمعهد لتعظيم الاستفادة من غرف العمليات والقضاء على قوائم الانتظار، مؤكدًا أنه تم وضع أولويات للحالات الحرجة، وأنه سيتم إجراء تقييم شامل بطريقة علمية لمستويات تقديم الخدمة ونتائج العمليات الجراحية مع وضع ذلك فى الحسبان فى برامج العلاج بمعهد القلب. وأكد الوزير نقل الأطباء المقصرين ومن كان تقييمهم فى عام 2014 أقل من 50% إلى العلمين وسوهاج وقنا الجديدة ومطروح والأقصر والقبارى وناصر العام، مشيرا إلى أنه أجرى تقييما شاملا لأداء غرف العمليات والعناية المركزة وفرق العاملين. وأكد د. حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، أن زيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لمعهد القلب لم تكن مفاجئة، موضحا أن زيارات رئيس الوزراء للمستشفيات ستتكرر. وأضاف عبد الغفار أن د. عادل العدوى، وزير الصحة، تلقى قرارا من رئيس مجلس الوزراء بالعمل على إدارة وزارة الصحة من خلال المستشفيات.لذلك قام الوزير بنقل مكتبه إلى مقر المعهد القومى للقلب بإمبابة، حيث فاجأ المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ود. عادل عدوى وزير الصحة العاملين بالمعهد القومى للقلب بصحبة فرق التفتيش بالوزارة وذلك لمتابعة الخدمات التى تقدم للمرضى. وأضاف عبد الغفار أنه بناء على تكليف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى توجه فريق من الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة الأسبوع الماضى عقب زيارة رئيس الوزراء إلى المعهد القومى للقلب حيث التقى د. عادل عدوى وزير الصحة بمقر مكتبه المؤقت بالمعهد وتم استعراض تكليفات السيد الرئيس ثم قاموا بصحبة الوزير بجولة ميدانية شملت جميع مبانى المعهد وتم الاتفاق المبدئى على تطوير مبنى العيادات الخارجية وكذلك مبنى الاستقبال والطوارئ وذلك خلال الفترة الزمنية التى حددها السيد الرئيس. من جهته اعترف د. محمد المراغى نائب مدير المعهد القومى للقلب بأن قوائم الانتظار بالمعهد وصلت لأكثر من 6 أشهر فى الفترة الأخيرة بسبب قبول حالات القلب من جميع المحافظات، مضيفا أن نسبة إشغال أسرة الرعاية فى المعهد بلغت100% يوميا موضحًا أن المعهد لم يتم التوسع فيه منذ إنشائه فى عام 1964 مشيرًا إلى أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو إنشاء معهد بالوجه القبلى وآخر فى الوجه البحرى وذلك لتخفيف العبء عن المعهد القومى بالقاهرة. زيادة المرضى وأكد د. عادل البنا طبيب قلب ومدير معهد القلب السابق أن مرضى القلب فى زيادة مستمرة عند المصريين حيث يتزايد عددهم سنويا بمقدار مليون و600 ألف مريض سنويا يحتاجون جميعا إلى علاج وخدمة سريعة وكفاءة عالية من أجل انقاذ من نستطيع انقاذه إلا أن تحقيق هذا يحتاج إمكانيات تفوق امكانيات أى دولة لذا فإننا نتمنى وجود مشاركة مجتمعية من المجتمع المدنى حتى يحصل المواطن المصرى على افضل خدمة طبية ممكنة، لافتا إلى أن معهد القلب يسعى إلى تقديم الخدمة للمريض على أكمل وجه خاصة لغير القادرين إلا أننا نواجه مشاكل عديدة أهمها زيادة أعداد المرضى والتى تصل إلى 260 مريضًا يعانى 160 منهم على الأقل من ازمات قلبية ويحتاجون إلى سرعة العلاج وطبيب كفء ومكان للعلاج لسرعة انقاذهم خاصة أن نسبة الوفاة عند الاصابة بأزمة قلبية تصل إلى 25%. وأضاف البنا أنه رغم الخدمات الطبية التى يقدمها المعهد إلا انه هناك العديد من المشكلات التى تواجه حيث نعانى من نقص فى أسرة قسم الاستقبال لأننا لا نمتلك سوى 10 أسرة وتبرعت بعض هيئات المجتمع المدنى ب 35 سريرًا أخرى فى الوقت الذى يستقبل المستشفى يوميا حوالى 260 مريضًا كما كنا نعانى من نقص فى أعداد الأطباء فى قسم الاستقبال لحين تدارك الأمر وتوزيع الأطباء الموجودين للعمل بنظام المناوبة للتحايل على الأزمة.