بينما بدأت وزارة الصحة فى علاج مرضى الكبد الوبائى من فيروس «سى» عن طريق العقار الأمريكى الجديد سوفالدى، بدأت منظومة الصحة فى مصر التخلص من «الإنترفيرون» وهو العقار المعالج للفيروس والذى أثار لغطًا كبيرا بين الباحثين والأطباء عن مدى فاعليته وآثاره الجانبية، فضلا عن اتهامات لوزارة الصحة بتفضيل الإنترفيرون عن غيره لدعم شركات أدوية بعينها على حساب المواطن المصرى. وأعلنت الصحة أنها قد استبدلت الإنترفيرون نهائيا بعقار أمريكى جديد «أوليسيو» سيتم صرفه مع «سوفالدي» للقضاء على الفيروس، فى الوقت الذى رفض مواطنون فى خطابات رسمية تم توجيهها للوزارة الخضوع لتجارب العقار الجديد أوليسيو وعدم صرفه أو ترك الانترفيرون حتى التأكد من صلاحية الجديد وتأثيره على فيروس سى . وأعلن الدكتور عادل العدوى وزير الصحة، بدء الحكومة فى صرف عقار أوليسيو الخاص بعلاج مرضى فيروس سى بديلًا عن الإنترفيرون ب 31 مركزًا للكبد بالجمهورية، مشيرًا إلى توفر العقار بسعر 9700 جنيه بالصيدليات والأسواق الحرة، وبمراكز الكبد ب 1825 جنيها. وقال العدوى إن إجمالى المرضى الذين يتم علاجهم بالسوفالدى حتى الآن على مستوى الجمهورية بلغ 65 ألف مريض، مشيرًا إلى أنه تم اعتماد البروتوكول الخاص بعلاج مرضى فيرس سى بسوفالدى + الأوليسيو. وأوضح أن عقار «الأوليسيو» أقل فى الآثار الجانبية عن الإنترفيرون وبنسب شفاء أعلى، وسيكون بديل قويًا لمواجهة أى عجز فى الإنترفيرون خاصة أن شركات عالمية تقوم بإنتاجه. وقال العدوى إن عقار «أوليسيو» الخاص بعلاج مرضى فيروس سى بديلاً عن الإنترفيرون سيتم دخوله للعلاج بمراكز الكبد من خلال علاج 20 ألف مريض على مرحلتين. وأكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة وجود 100 ألف عبوة من عقار أوليسيو الخاص بعلاج مرضى فيرس سى بديلا عن الإنترفيرون بمراكز الكبد لبدء العلاج وفقا للبروتوكول العلاجى الجديد، لافتًا إلى أنه تم خفض سعر عقار «أوليسيو» بمراكز الكبد التابعة لوزارة الصحة. وقال الدكتور حسام عبد الغفار إن الوزارة انتهت من تدريب مجموعات من الأطباء على البروتوكول العلاجى الجديد لمرضى فيرس سى « بسوفالدى + أوليسيوا»، مضيفًا أن البرتوكول العلاجى الجديد لمرضى فيرس سى بسوفالدى + أوليسيوا ستشمل 20 ألف مريض على مستوى الجمهورية على مرحلتين. وقال عبد الغفار إن عقار أوليسيو الجديد سيتم تناوله لمدة ثلاثة أشهر مع عقار السوفالدى بدلا من 6 أشهر. وقال الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، إنه تم استيراد 30 ألف عبوة كمرحلة أولى من عقار أوليسيو الخاص بعلاج مرضى فيرس سى بديلاً عن الإنترفيرون، واستيراد 30 ألف جرعة أخرى كمرحلة ثانية، وتم تحليلها فى هيئة الرقابة والبحوث الدوائية لضمان صلاحيتها للاستخدام. وأشار الدكتور وحيد دوس، إلى أنه سيتم علاج 10 آلاف مريض بعقار أوليسيو بمراكز الكبد ، وعلاج 10 آلاف آخرين أول يونيو المقبل بمراكز الكبد. وأوضح رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية، أنه مع توافر عقار أوليسيو وموافقة وزارة الصحة على تسجيله وتسعيره تم تغيير البروتوكول العلاجى لمرضى فيرس «سى»، لتصبح مدته ثلاثة أشهر، سواء كان علاجًا ثلاثيًا لمدة 3 أشهر، باستخدام الإنترفيرون، والريبافيرين، والسوفالدى، أو ثنائيًا باستخدام السوفالدى، والأوليسيو. وتابع رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة أن عدد مرضى فيروس سى، الذين يحصلون على عقار سوفالدى فى مصر بلغ 58 ألفًا، مشيرًا إلى أن إجمالى المرضى الذين سجلوا بياناتهم للعلاج بسوفالدى، على موقع اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بلغ 872 ألفًا و698 مريضًا حتى آخر فبراير الماضى. وأضاف أن اللجنة انتهت من تقييم ملفات 102 ألف و440 مريضًا بفيروس سى، مشيرًا إلى أن المرضى يحصلون على جرعاتهم من عقار سوفالدى بانتظام. وكشف رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة أنه سيتم إعلان نتائج علاج 1958 مريضًا بفيروس سى بعد تلقيهم العلاج بعقار سوفالدى خلال أيام، مؤكدًا أن نسب التماثل للشفاء بلغت 95%. من جانبه حذر المركز المصرى «الحق فى الدواء» من تطبيق برتوكول العقار الثنائى الجديد حيث إنه يضيف عبئا ماليًا جديدًا على خزينة الدولة وعبء على المرضى، حيث إن برنامج العلاج الجديد سيتم لشهرين وهو مطروح داخل معاهد الكبد لعدد صغير جدا من المرضى، بينما تم تسعير عقار أوليسو ب 9700 جنيه، وهذا التسعير مبالغ به جدا بالنسبة لعلاج مرضى الكبد الوبائى. وحذر المركز من الآثار الجانبية لهذا العقار، وقال محمود فؤاد مدير المركز، إنه تم توقيف تسجيل عقار «هارفونى» رغم أنه أرخص ويتم تناوله منفردا، ونسب نجاحه 96 % ولمدة شهرين فقط، وهو أول عقار مركب من مادتين فعالتين إحداهما موجودة فى سوفالدى وتم اعتماده من منظمة الصحة والدواء الأمريكية والأوروبية ونصح به المعهد الدولى لأمراض الكبد.