تساؤلات كثيرة باتت تشغل الرأى العام العربى خاصة الشباب من بينها لماذا بدأ الدور الامريكى فى العراق بالحرب عليه مرة للتفتيش عن السلاح النووى وأخرى لإسقاط النظام وثالثة للحرب على الإرهاب؟ ولماذا يطالب الكونجرس الأمريكى بتقسيم العراق وهل هى دعوة لتقسيم كل العالم العربى وماذا يفهم الشباب من خلف هذا السياسة وهل سعتبرون فى المستقبل أمريكا حليفًا استراتيجيًا لأنها حاربت وقسمت العرب تحت مبرر الحرب على الارهاب – فى حوار لى مع عمرو موسى ودون الحديث عن العراق بادر هو بالتعليق على موقف الكونجرس الأمريكى قائلًا بأنها - وصفة شر – لأن تنفيذ الخطة بالشكل المطروح من شأنه إطلاق حرب أهلية وليس تهدئة الأمور إنما الى تهديد يطال كل العراقيين سواء كانوا عربا أو أكرادًا سنة أو شيعة أو أية تقسيمات أخرى لأن كلها مؤسفة للغاية، كما يرى موسى أيضًا أن تقسيم العراق يزيد الأمور اشتعالا ويهدد الدول العربية القريبة منه. إن العراق الذى ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة، فجأة تلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف. وهنا اذكر بمحاضرة لوزير الأمن الداخلى الاسرائيلى الاسبق - آمن ديختر – التى ألقاها فى 4 سبتمبر 2008 بمعهد أبحاث الأمن القومى الاسرائيلى والتى من بينها هذه السطور ولكم الحكم – الحجة بالحجة، وأن تحليلنا النهائى وخيارنا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزءًا ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية. وليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف فى العراق أكثر مما خططنا وأعددنا له. فنحن لم نكن بعيدين عن التطورات هناك منذ عام 2003، وما زال هدفنا الاستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى، لأننا سنكون أول المتضررين. [email protected]