وسط اهتمام وتفاؤل اختتمت الجولة الرابعة للحوار الليبى فى المغرب فى مدينة الصخيرات من أجل بتحقيق تقدم مهم فى سبيل الوصول إلى توافق بين الفرقاء الليبيين ونقشت خلال الجولة وثيقة التفاوض التى تقدم بها مبعوث الاممالمتحدة لليبيا برناردينو ليون والذى اعلن عن تفاؤلة عقب انتهاء جولة الحوار أكد أن مجلس النواب المعترف به دولياً والمؤتمر الوطنى الليبى المنتهية ولايته توصلا إلى توافق حول 80 بالمائة من مسودة اتفاق شامل لإنهاء الأزمة. وقال ليون فى بيان أصدره ان هناك بعض الملفات تتطلب من الحوار المزيد من المشاورات خلال جولات الأسبوع القادم فى جولة أخرى من الحوار واشار ليون إلى انه سيتم عقد لقاء يجمع قيادات الجماعات المسلحة بليبيا وهى المرة الأولى التى تجتمع فيها قيادات الجماعات المسلحة الليبية مباشرة وجها لوجة واشار إلى وجود صعوبات تواجه الحوار منها تواصل القتال فى عدد من مناطق البلاد بالاضافة إلى الانشطة الارهابية المتصاعدة، واتفق طرفا الحوار الليبى بالمغرب على تشكيل حكومة كفاءات وطنية ومجلس رئاسى مكون من خمسة أشخاص غير أنهما يختلفان فى ما يخص طبيعة السلطة التشريعية التى سيتم تشكيلها. ويدعو المؤتمر الوطنى إلى إنشاء سلطتين تشريعيتين بصلاحيات متساوية وهو ما يرفضة الطرف الثانى الذى يصرّ على أنه السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب وقد وزع ممثلو مجلس النواب بيانا بعد اجتماعهم مع السفراء الأجانب، وقال ممثلو المجلس المنحل إن السفراء أكدوا أنه لا خلاف على شرعية مجلس النواب المقيم فى طبرق. وصرح رئيس بعثة الحوار فى البرلمان الليبى المنحل محمد شعيب إن حوار الصخيرات حقق تقدما كبيرا حيث تم الاتفاق على الترتيبات الأمنية ومعايير تشكيل الحكومة كما اعرب محمد معزب عضو وفد الحوار فى المؤتمر الوطنى عن تفاؤلة فى أن تصل المباحثات إلى توافق شامل وقال ابو بكر بعيرة ممثل مجلس النواب الليبى المنحل انه يستبعد أسماء لشغل مناصب فى حكومة وحدة وطنية فى جولة جديدة للحوار الليبى وتركز مسودة الاتفاق للحوار على تشكيل حكومة توافق وطنية واحترام الإعلان الدستورى كما تلحظ تدابير أمنية بشأن التشكيلات المسلحة وتؤكد على ضرورة إعادة بناء وتطوير الجيش والأجهزة الأمنية. واقترح بعض المفاوضين حل المشكلة التشريعية عبر تكوين مجلس رئاسى مشترك بين المؤتمر وبرلمان طبرق فى الوقت الذى يصر وفد البرلمان المنحل على ان يكون هو الطرف الشرعى الذى يختار حكومة الوحدة الوطنية وتتوازى التطورات العسكرية فى خضم الصراع على طرابلس، مع محادثات ترعاها الأممالمتحدة، فشلت حتى الآن فى إيجاد حل سياسى توافقى بين الفرقاء الليبيين ورغم توصل الأطراف الليبية إلى مسودة تفاهمات أمنية لإنهاء الأزمة فى ليبيا إلا أن هذه التفاهمات قد اثارت انتقادات وتساؤلات عدة وتركزت الانتقادات على خلو التفاهمات من الحديث عن البرلمان المقبل وحل التشكيلات المسلحة. ويرى المراقبون ان الحوار فى الصخيرات ليس حوارًا حقيقيًا إنما تفاوضًا لانتزاع مكاسب للميليشيات المسلحة وان الحوار تغافل عن مناقشة مشاكل ليبيا الحقيقة وأهمها مشكلة انتشار الميليشيات المسلحة موجها بذلك الاتهامات للمجتمع الدولى بدعم الميليشيات وبخاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وعسكريا استطاعت ميليشيات فجر ليبيا وداعش استعادة قدرتها على القتال حيث تدخل سلاح الجو التابع للجيش الليبى ضد داعش فى اشتباكات درنة التى وقعت بين الاهالى فى منطقة شيحا غرب درنة ومسلحى تنظيم داعش مما ادى إلى خسائر مادية وبشرية فى صفوف داعش إلا أن التنظيم الإرهابى أعلن تبنية استهداف السفارة الاسبانية فى طرابلس. أما قوات فجر ليبيا فقد اقتحمت فشلوم وسط طرابلس مما اسفر عن سقوط سبعة قتلى واكثر من عشرين جريحًا، وقصف الطيران التابع لميليشيات فجر ليبيا مواقع للجيش الليبى بمنطقة العزيزية جنوبطرابلس كما نفذت فجر ليبيا حملة اعتقالات واسعة فى حى زاوية الدهمانى وسط طرابلس ردا على تزايد مؤيدى الجيش الليبى فى طرابلس وتحاول قوات الجيش الليبى التقدم إلى وسط طرابلس من الجنوب والغرب الا أنها تواجه مقاومة شديدة حيث استطاع الجيش الليبى السيطرة على الزهراء وانسحاب مسلحى فجر ليبيا واشتباكات فى العقربية جنوب الجميل كما استطاعت قوات الجيش بسط سيطرتها على جامع بن زايد. وأغار سلاح الجو للجيش الليبى على مواقع وتجمعات تنظيم أنصار الشريعة فى مدينة بنغازي، شرق ليبيا بعد تجدد الاشتباكات المسلّحة بمحورى الليثى والصابرى كما تقدمت قوات المشاة البرية لتتمركز فى مواقع متقدمة، بمحورى الليثى والصابرى، بعد صدهم لهجوم عناصر تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازى وقد شنت المقاتلات الحربيّة وطيران السرب العمودى غارات جوية مكثّفة بمحاور القتال فى مدينة بنغازى وتعد تلك العمليات هى الأعنف فى الشهور الأخيرة.