تتطلع الشعوب العربية إلى مستقبل أفضل وزمن عربى جديد ينطلق من عمل جماعى للحكومات بوقف الحروب ودفن كل معاقل الإرهاب والإرهابيين – فى اليمن – سوريا – ليبيا – العراق، وقد حظى الوضع فى اليمن باهتمام غير مسبوق لإخماد هذا الجحيم الذى يحاول النيل من أمن واستقرار دول الجوار وتشريد أبناء اليمن فى كل مكان، ولأول مرة تنجح المجموعة العربية فى مجلس الأمن فى الوصول إلى قرار لمحاصرة الأزمة دون استخدام الفيتو بعد انتشار ظاهرة الحوثى والرئيس السابق على عبد الله صالح فى سباق تدمير اليمن، إن صدور قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع ضد الرموز التى أشعلت الحرب فى اليمن يعد فصلا جديدا للخلاص من الإرهاب – لكن السؤال الأكبر هو – اليمن إلى أين؟ وهل يمكن حل الأزمة خلال أسابيع كما أعلن وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين عن حوار للحل السلمى – إن كل السيناريوهات المطروحة تتحدث عن حلول سياسية بعد أضعاف القوة العسكرية للحوثى وحليفه صالح والتخلص من كل الشخصيات التى كانت سببا فى الصراع وتشكيل حكومة قادرة على العمل داخل اليمن تعد لإنهاء آثار الحرب اقتصاديا وسياسيا والإعداد لدستور وإجراء انتخابات رئاسية فى مرحلة لاحقة – وفى المقابل أيضًا هناك من يتحدث عن إطالة أمد الصراع عبر حرب برية يقودها الحوثى – لكن القرار الذى صدر من مجلس الأمن قد يؤدى إلى محاصرة الأزمة قبل تحولها إلى حرب إقليمية غير محدودة وقد يكون بداية لمرحلة عربية جديدة تعمل على إنهاء الأزمات فى العواصم المشتعلة خاصة فى سوريا وليبيا ومن ثم الذهاب إلى مرحلة جديدة قادرة على حماية الأمن والاستقرار وتأمين حاجة الشعوب الاقتصادية وإعادة الإعمار – لكن الوصول إلى هذه المرحلة شاق وصعب فى ظل استغلال عواصم صناعة القرار الدولى الوضع الراهن فى المنطقة وربطه بتحقيق مكاسب تخدم مصالحها، إذن فالحلول متاحة وتبقى الأزمة فى تداخل الحسابات والأطماع الغربية التى ظهرت على حقيقتها بعد مطالبات مستمرة بحقوق الإنسان والحريات فى الوقت الذى تبنى فيه مصالحها على أشلاء الشعوب العربية، وعليه أتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة وعيًا عربيًا وعملًا جماعيًا ينهى هذه المأساة ويحمى أمن واستقرار كل الدول العربية.