«ليبيا ساحة قتال.. ربما هو التعبير الأنسب لما تعيشه ليبيا فى تلك القترة الحرجة من تاريخها فبعد رفض الأممالمتحدة رفع حظر التسليح عن الجيش الليبى والذى أدار ظهره لأية محاولة تقوم بها الأممالمتحدة ردا على تعنتها ومحاولتها فرض رأيها بالقوة على الشعب الليبى، حيث بدأ الجيش الليبى عملياته العسكرية فى جميع أنحاء ليبيا لتطهيرها من الإرهاب فى الوقت الذى يحاول فيه الدول الأوروبية الحفاظ على مصالحها متمثلة فى النفط متجاهلة انتشار الإرهاب فى ليبيا وموت المدنيين». فتشهد العمليات العسكرية فى طرابلس معقل الميليشيات المسلحة تقدما ملحوظا وانتصارات متتالية خاصة بعد توارد أنباء عن هروب قادة الميليشيات إلى تركيا وعلى رأسهم عبد الحكيم بلحاج ووسام بن حميد بعد اعترافهم بخسارة مواقع فى طرابلس وكان الجيش الليبى قد واجه ميليشيات فجر ليبيا التى تسيطر على العاصمة وحيث عاشت طرابلس حالة من الاستنفار بعد إعلان الجيش الليبى خوض معركة «عملية الحسم النهائية» لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة بطرابلس وفى المقابل دعت الميليشيات عناصرها للتجمع استعدادا للمعركة وتعد تلك المرحلة هى الثانية، أما الأولى فأسفرت عن نجاح الجيش الليبى فى استعادة العزيزية جنوب العاصمة. وأكد مصدر عسكرى ليبى أن مقاتلات حربية استهدفت مواقع لفجر ليبيا على أطراف طرابلس فيما قصف مسلحو فجر ليبيا منطقة العزيزية بصواريخ غراد لمنع تقدم الجيش باتجاه كوبرى الزهراء استطاع الجيش الليبى بسط سيطرته على منطقة العزيزية جنوبى العاصمة طرابلس بعد اشتباكات مع ميليشيات فجر ليبيا التى اضطرت إلى التراجع إلى مشارف العاصمة ويرى المراقبون أن العزيزية مدخل الجيش الليبى لطرابلس. وكانت رئاسة أركان الجيش الليبى أصدرت بيانا أعلنت فيه منطقة العزيزية والمناطق المجاورة لها منطقة عسكرية، وذلك بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العزيزية وشن طيران الجيش الليبى غارات جوية استهدفت مواقع لقوات فجر ليبيا بالقرب من مطار طرابلس كما وقعت معارك عنيفة بمنطقة جنزور قرب طرابلس مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وفى بيان أصدره مجلس النواب أدان فيه العملية ودعا فى بيانه الشعب الليبى إلى وحدة الصف لمواجهة الإرهاب وطالب المجتمع الدولى بضم ليبيا للتحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، من جهة أخرى طالبت الوطنية لحقوق الإنسان الأممالمتحدة بملاحقة قادة فجر ليبيا خاصة بعد القصف العشوائى لأحياء مكتظة بالسكان ببرك الشاطىء وورشفانة والزنتان والرجبان. وفى المقابل قامت قوات فجر ليبيا متمثلة فى قوات الكتيبة 166 ولواء المحجوب عملية اقتحام واسعة لمدينة سرت معقل قوات داعش. ومن جهة أخرى شهدت مدينة مصراتة مظاهرات حاشدة تحت شعار حسم معركة سرت مع داعش والازلام ومعركة الغرب مع جيش القبائل وطالبوا بتقديم الدعم الكامل للثوار ضد بقايا النظام السابق، كما دعوا المجتمع الدولى للتدخل لوضع حد لقصف طيران حفتر لمنازل المدنيين على حد زعمهم. أما بنغازى فتشهد هدوء نسبيا بعد مواجهات مسلحة بين قوات الجيش الليبى وميليشيات أنصار الشريعة وعلى الرغم من تراجع حدة القتال فى مدينة بنغازى شرق ليبيا فإن ظهور الألغام لتهدد حياة سكان بنغازى خاصة فى الأماكن التى شهدت اشتباكات خاصة حى الصابرى حيث تحول إلى حقل ألغام كبير يروح ضحيته أبرياء يوميا ويرى المراقبون أن مهمة الجيش الليبى صعبة فيما يخص إزالة الألغام نظرا لأن القسم الأكبر منها مزروع داخل المنازل. وفى تطور لأداء الحكومة الليبية قال رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثنى وزير الخارجية عمر السنكى واصف أداء السنكى بأنه لا يصلح كوزير للداخلية وأنه قد تم منح السنكى فرصة لمدة ستة أشهر لتأسيس وزارة الداخلية إلا أنه فشل فى تحقيق ذلك هذا، بالإضافة إلى تجاوزاته، حيث قام بتعيين أشخاص بما يخالف القانون. وعلى صعيد المساعى العربية أعلنت جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربى عن تنظيمها مؤتمرا دوليا حول ليبيا لدراسة سبل للخروج من الأزمة، وذلك فى الفترة من 29 إلى 31 مايو المقبل بمدينة صفاقس التونسية وفى بيانها بخصوص ذلك المؤتمر حذرت الجمعية من أن المعطيات المتوفرة تنذر بزلزال إقليمى ومن المنتظر أن يبحث المحللون بالمؤتمر آليات تجاوز الأزمة الليبية ودور الإدارة الإقليمية والدولية فى المساعدة على إعادة البناء ومدى جدية الأطراف الإقليمية والدولية فى تغليب لغة الحوار بدلا من حمل السلاح و التقاتل.