«قد تكون طرابلس هى المحطة الأولى لتطهير ليبيا من الإرهاب الذى اجتاح ليبيا فى الفترة الماضية خاصة فى ظل محاولات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى فرض شروط للوفاق الوطنى بين الفرقاء الليبيين، فبعد أن توعد الفريق حفتر بتطهير بلاده من الإرهاب ورفض المفاوضات مع الميليشيات المسلحة بعد رفض الأممالمتحدة تسليح الجيش الليبى تقوم الآن بتهديد حكومة طبرق بسحب الشرعية؛ الأمر الذى اعتبره المحللون تشجيعا للإرهاب فى ليبيا.. سعيا لاستعادة طرابلس الأسيرة فى يد ميليشيات فجر ليبيا بدأت الأسبوع الماضى العمليات العسكرية للقضاء على المسلحين بليبيا بقيادة الفريق خليفة حفتر ففى منطقة ترهونة شرق العاصمة طرابلس أغارت طائرات حربية تابعة للجيش الليبى على موقعين لمليشيات فجر ليبيا واستهدفت مخزنًا للسلاح لقوات فجر ليبيا، كما أعلن الجيش الليبى عن إحراز تقدم غرب طرابلس كما أعلن الجيش الليبى عن إسقاط طائرة تابعة لميليشيات فجر ليبيا من طراز ميج 23 فى منطقة الرجبان جنوب غرب ليبيا بعد أن قصفت مطار الزنتان. كذلك أعلنت رئاسة الأركان التابعة لمجلس النواب قيامها بعملية عسكرية بالعاصمة طرابلس بمنطقة العزيزية أدت إلى مقتل 9 من أبرز قوات فجر ليبيا منهم رئيس المجلس العسكرى بوسليم صلاح البركى والقائد الميدانى لكتيبه الطاجين المازق وكان أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى قد أعلن عن سيطرة الجيش الليبى على الطريق بين منطقتى سطيف وصافى وسبها بليبيا ومقتل 200 إرهابى فى معارك جنوبطرابلس بالإضافة إلى مقتل ستة من كبار قادة الميليشيات المسلحة ويرى المراقبون أن سيطرة الجيش الليبى على ذلك الطريق هو بمثابة قطع طريق الإمدادات أمام الميليشيات المسلحة بين الجنوبوطرابلس و بداية محاصرة تلك الميليشيات تمهيدا للقضاء عليها وقد اعتبر المبعوث الدولى إلى ليبيا برناردينو ليون أن التوصل إلى اتفاق بين طرفى النزاع فى ليبيا لا يزال بعيدا فى ظل استمرار إطلاق النيران، كما ظهرت بوادر أزمة بين قيادات الجيش الليبى وواشنطن بسبب مقتل 8 مدنيين قرب طرابلس. وأعلن الجيش الليبى اتهام الولاياتالمتحدة بتقديم الدعم للميليشيات الإرهابية واستنكر فى بيان لرئاسة الأركان العامة للجيش تغريدة السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز والذى اتهمت فيها الجيش الليبى باستهداف مدنيين و صرحت قيادة الجيش الليبى بأن غارات الجيش لم ينتج عنها قتلى مؤكدا أن ميليشيات فجر ليبيا هى من قتلت ثمانية أشخاص فى هجوم على منزل عقيد بالجيش الليبى فى ترهونة. ومن طرابلس إلى بنغازى حيث تتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش الوطنى وقوات مجلس شورى ثوار بنغازى المتحالفة مع مسلحى تنظيم أنصار الشريعة فى منطقتى بوعطنى والليثى حيث يتحصن مسلحون إسلاميون منذ فترة طويلة. كما نجح الجيش الليبى فى قتل أهم قادة الميليشيات المتطرفة فى بنغازى محمد العريبى المعروف ببوكا فى اشتباكات جنوب غرب بنغازى ويعد هذا التقدم لقوات الجيش وقدرته على استهداف قيادات الصف الأول من المتطرفين والميليشيات تطورا غير مسبوق خاصة بعد مقتل عدد من العناصر الإرهابية فى طرابلس قبل يومين عند بداية حملة أعلنتها الحكومة المعترف بها لتحرير المدينة وتعوَّل الحكومة الليبة على جامعة الدول العربية فيما يخص تسليح الجيش الليبى لمواجهه الإرهاب فى الفترة القادمة وكانت الحكومة الليبية التى تتخذ من شرق ليبيا مقراً لها أعلنت عن استعدادها لاستعادة طرابلس رغم حضور الجانبين محادثات سلام تجرى برعاية الأممالمتحدة فى المغرب. مؤامرة دولية ورغم النجاحات التى يحققها الجيش الليبى فى مواجهه إرهاب الجماعات المسلحة فى ليبيا انتقد المبعوث الأممى برناردينو ليون شن الجيش الليبى لهجمات عسكرية قبيل بدء الجولة الثانية من الحوار الوطنى بمدينة الصخيرات بالمغرب وهدد حكومة الثنى بأن العمليات العسكرية تضع حكومته خارج إطار الشرعية الدولية، كما حذر حكومة الثنى من إمكانية أن يتخذ المجتمع الدولى إجراءات ضده فى حال استمرت العمليات البرية بالقرب من طرابلس وقال إن أفصل الحلول للوضع فى ليبيا هو تشكيل حكومة وطنية. وفى نفس السياق دعا الاتحاد الأوروبى لتشكيل حكومة وحدة وطنية والذى اعتبرها خطوة أولى لوضع خارطة طريق للتحول الديمقراطى وشدد الاتحاد الأوروبى على ضرورة وقف إطلاق النار غير المشروط مؤكدا على الدعم التام للفرقاء الليبيين فى حال التوصل لاتفاق من شانه إنهاء حالة الصراع. وكانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا قد رحبوا باستئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين فى وقت تواصلت فيهم المحادثات فى الصخيرات بالمغرب للاتفاق حول وقف القتال وتشكيل حكومة وطنية وهو الأمر الذى اعتبره السياسيون الليبيون نسفا لجهود الحكومة الليبية المعترف بها دوليا لاستعادة طرابلس وأن إصدار مثل هذه البيانات يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة واتهم المراقبون الغرب بدعمه لتواجد الإخوان فى السلطة وان البيانات التى تدين حكومة الثنى نتيجة تقدم الجيش الليبى لحسم المعركة ما هى إلا خطة معدة مسبقا لتمكين الإخوان من السلطة مرة أخرى رغم أن إنهاء وجودهم فى السلطة جاء فى إطار ديمقراطى ويرى المراقبون أنه لابد من وجود حل سياسى إلى جانب الحل العسكرى. رفض رسمى وشعبى وبطريقته عبَّر مجلس النواب فى طبرق عن رفض الأسلوب الذى تحاول الأممالمتحدة فرضه على ليبيا حيث رفض مجلس النواب عقيلة صالح استقبال مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون فى مطار طبرق واستقبل ليون لدى وصوله النائب الثانى لرئيس مجلس النواب حميد حومة ووزير الخارجية محمد الدايرى وعلى المستوى الشعبى عبَّر الشعب الليبى عن دعمه لمجلس النواب و للجيش الليبى ورفضه لحكومة وفاق وطنى بتنظيم تظاهرات حاشدة تزامنا مع وصول المبعوث الأممى إلى المدينة. وجدير بالذكر أن الحل الأممى المقترح هو تكوين حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس ومجلس رئاسى مكون من شخصيات مستقلة لا تنتمى لأى حزب وتحظى بقبول الشارع الليبى على أن تتكون العضوية الأساسية للمجلس الرئاسى من رئيس ونائبيْه بالإضافة إلى تشكيل مجلس أعلى للدولة مستلهم من مؤسسات مشابهة موجودة فى عدد من البلدان بالإضافة إلى هيئة صياغة الدستور ويضم أيضا مجلس الأمن القومى ومجلس البلديات حيث سيتم تشكيل الهيئتين الأخيرتين المقترحتين خلال المرحلة الثانية للمباحثات.