رفض د. إبراهيم نصر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أية أفكار تدعو للتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين، واصفا من يروَّج لهذه الأفكار ب «المجرم»، الذى تجب محاكمته، لأن جماعة الإخوان المسلمين صنيعة استعمارية، وأنه من تكتيكهم المعتاد هو التصالح مع النظام والتوغل بداخله بغية إسقاطه، والصعود إلى سدة الحكم. وخير دليل على أن «الجماعة» تعمل بهذا التكتيك، وأنها كانت على وفاق مع نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانت تتعاون معه ولها ممثلون فى البرلمان، لكنهم تمكنوا من إسقاط النظام لاحقا وانقلبوا عليه، وان هذا ما حدث أيضا مع الرئيس الراحل أنور السادات، الذى أعادهم للمشهد السياسى منتصف السبعينيات، ثم انتهى الأمر باغتياله. وأضاف أن العلاقات العربية - الإفريقية ليست على ما يرام، وأن هناك فجوة كبيرة فى العلاقات الثقافية والاجتماعية، ولا يزال كثير من الأفارقة ينظرون إلى العرب رغم أنهم يمثلون 33% من سكان القارة السمراء على أنهم مستعمرون، وليس للغة العربية مكان فى المؤتمرات والمناسبات الإفريقية، نتيجة لغياب الدور العربى تتوسع دول مثل إثيوبيا فى إفريقيا بدعم من الصين وغيرها. ولفت د. نصر الدين إلى أنه بالعودة إلى بداية القرن المنصرم نكتشف أن القوى الاستعمارية وتحديدا بريطانيا استحدثت فكرة «العميل والبديل»، وأنشأت أول حركة ذات توجه دينى وهى الحركة الصهيونية 1898، ثم كانت رابطة «أخوان الأفريقانرز» فى جنوب أفريقيا فى 1918 وهى حركة مسيحية بروتستانتية، ثم بعدها بنحو 10 سنوات كان إنشاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر 1928، حتى لا يقول أحد إن الإرهاب ظاهرة خاصة بالإسلام أو المسلمين. وكشف أنه من يقرا وثائق الحركات الثلاث يجدها متطابقة، سواء من حيث الحديث عن اللا وطن أو «الجيتو» بأشكاله المختلفة، ونجد مثلا أن اليهود يقولون إنهم شعب الله المختار، ووفقا لحركة الأفريقانرز، فإن الأفريقانرزى هو سيد الشعوب، وبحسب جماعة الإخوان المسلمون، الإخوان هم سادة العالم تبعا لفكرة «أستاذية العالم»، وحتى على مستوى الحركة نجد بين الحركات الثلاث قاسما مشتركا يتمثل فى السيطرة على النقابات والصحافة والإعلام، والاستئثار بجوانب العمل الخيري. من جانبه، أكد الدكتور صلاح قنصوه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإرهاب أصبح موضوع الساعة خاصة تأثيره على العلاقات العربية الأفريقية، التى تعانى حالة من الفتور على الرغم من توافر عوامل قوتها سواء من ناحية التقارب الجغرافى أو التفاعل الطويل فى مختلف المجالات. وقال د. قنصوه إنه على الرغم من كل هذه العوامل، فإن هناك مشكلة ترتبط بالمدركات السلبية للأفارقة عن العرب، وكذا للعرب عن الأفارقة، وزاد من تأثير هذه المدركات السلبية حرص القوى الاستعمارية على استغلالها لإضعاف، بل ربما تقطيع أواصر العلاقات العربية– الأفريقية، وذلك بخلق حالة من الرفض الأفريقى وربما الكراهية لكل ما هو عربى، وذلك بالاستعانة بخبرات تاريخية. وأضاف أنه من هذه الخبرات السلبية الترويج للحديث عن التوسع العربى فى القارة الإفريقية وتجارة الرقيق والحديث عن أفريقيا جنوب الصحراء وشمال أفريقيا، وأخيرا، ظاهرة الإرهاب، فالعلاقات العربية– الأفريقية رغم توافر أسس قوية، فإنها تعانى حساسيات بالغة الأهمية خاصة عندما يقع الصراع أو الخلاف بين طرفين أحدهما أفريقى والآخر أفريقى عربى مثل الصراع بين اريتريا واليمن أو جنوب وشمال السودان.