أصدرت الهيئة العامة للكتاب "مصر وتحديات التدخل الدولي في إفريقيا" للدكتور حمدي عبد الرحمن، ويركز الكتاب على التوغل الإسرائيلي في إفريقيا وتأثيره على العلاقات المصرية مع القارة السمراء. يذكر «عبد الرحمن» في الباب الأول أن القارة الإفريقية كانت أكثر مناطق العالم تهميشًا واستبعادًا على طول مراحل العولمة المختلفة، فقد كان التكالب الاستعماري الأوروبي على اقتسام الثروة والنفوذ في إفريقيا نقطة تحول فاصلة في التاريخ الإفريقي والعالمي. وعلى الرغم من التحولات السياسية التي شهدتها القارة منذ أواخر القرن الماضي، والتي وصفتها الدوائر الغربية بأنها تسير وفق معايير التحرر السياسي والاقتصادي بالمفهوم الغربي، ونتيجة لذلك كان هناك نظام إفريقي في الحكم يعرف بالأفروقراطية الجديدة بمعنى المحافظة على التراث للحكم الفردي الشمولي وأيًا كان الأمر فإن الحكم الاستعماري في إفريقيا كانت له جوانب سلبية وإيجابية. وفي الباب الثاني تحدث عن التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا وعلاقة إسرائيل بإفريقيا التي تكونت تبعًا لمجريات الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن إسرائيل وضعت عدة اعتبارات للإسراع في إقامة علاقات وثيقة مع الدول الإفريقية ومن هذه الاعتبارات أن فرض الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط أدى إلى خلق نظام إقليمي صراعي، بحيث إنه أضحى سمة لازمة للتفاعلات العربية الإسرائيلية – ارتباط العلاقات الإسرائيلية الإفريقية وتأثرها بالعلاقات العربية الإفريقية، مما جعل القارة الإفريقية ساحة للتنافس والصراع بين إسرائيل والدول العربية، ارتباط كل من إسرائيل والأفارقة بمتغيرات النظام الدولي، حيث تأثرت العلاقات بين هذه المجموعات بإدارة وتوجهات النظام الدولي سواء القديم أو الجديد، فإذا وضعنا في الاعتبار الحقائق الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية المميزة للقارة الإفريقية لاستطعنا تحديد أهداف الوجود الإسرائيلي في إفريقيا منها: كسر حدة العزلة الدولية التي فرضتها عليها الدول العربية – كسب تأييد الدول الإفريقية من أجل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي – العمل على تحقيق أهداف أيديولوجية توراتية خاصة بتقديم إسرائيل على إنها شعب الله المختار- السعى لتحقيق متطلبات الأمن الإسرائيلي لتأمين كيان الدولة العبرية وضمان هجرة اليهود الأفارقة إلى إسرائيل.