تهديد أمن "النيل" وتأمين موانئ "الأحمر" أبرز الأهداف "إسرائيل" تستخدم الجماعات الفوضوية لمساندتها فى زعزعة الاستقرار بجنوب السودان شرق إفريقيا.. المركز ال"احتياطى" الذى يؤمن الصهاينة بضرورة وجوده جولدمان: يهود الشتات مهمتهم تطبيع الحياة اليهودية فى أماكنهم الخارجية والكنيست والهستدروت.. أدوات لدعم الخطط الصهيونية بإفريقيا أظهرت دراسة تحت عنوان "المشروع الصهيونى فى إفريقيا"، الثوابت "النسبية" فى المشروع الصهيونى تجاه إفريقيا، وركزت على محورين: أولهما: الأهداف الاستراتيجية للكيان الصهيونى على المستوى النظرى، وثانيهما: خصوصية التعامل الإسرائيلى مع إفريقيا. وأكدت الدراسة التى أعدها أ.د. إبراهيم نصر الدين -أستاذ ورئيس قسم معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة- أن أهداف السياسة الخارجية الصهيونية فى إفريقيا تنحصر فيما يلى، أولا: الدفاع عن بقاء الكيان ووجوده وضمان أمنه، من خلال فك طوق العزلة العربية المفروضة عليه سياسيا واقتصاديا، كى يتمكن من الخروج منها إقليميا (عربيا) ليتجاوز المسرح الإقليمى إلى ما وراءه (إفريقيا) والحصول على أكبر تأييد دولى لوجوده وسياساته، والعمل على تطويق الدول العربية وبخاصة مصر لتهديد أمن مياه النيل، وتأمين موانئ البحر الأحمر، والتأثير على اقتصاديات الدول العربية وعرقلة نموها، فضلا عن السعى لخلق تيار مناهض للعرب ومؤيد للكيان الصهيونى فى إفريقيا. ثانيا: خلق مجال حيوى لطاقاته وإمكانياته الإنتاجية والفنية، لتحقيق مكاسب اقتصادية من زيادة التبادل التجارى، وخلق سوق واسعة للصادرات الصناعية الصهيونية، وضمان مورد مهم للخامات، وخلق مجالات عمل جديدة للخبرات الفائضة لدى الكيان الصهيونى. وقد قرر د. مجدى حماد -الباحث السياسى- أن الأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية الصهيونية تتمثل فى ثلاثة أهداف، هى: الأمن القومى: المتمثِّل فى ضرورة التأكيد على "تأمين الوجود"، حيث يتميز هذا الوجود بخاصتين، أنه يسعى إلى المحافظة على الشخصية النقية للدولة، وأنه وجود ديناميكى متمدد تحت ضغط الهجرة المتزايدة التى تأتى إعمالا "للوعد الإلهى" وفكرة "أرض الميعاد"، ثانيا: الشرعية السياسية، والتى تنطوى على تأمين وضمان الوجود دوليا، والاعتراف القانونى والواقعى بالوجود والأمن الصهيونى فى المنطقة العربية، ومن قبل الدول العربية، ثالثا: الهيمنة الإقليمية، حيث يعدّ الأمن والشرعية مقدمات ضرورية لا غنى عنها لتحقيق الهدف الأساسى طويل المدى للوجود الصهيونى. وهو ما يمكن تلخيصه فى الهيمنة على الإقليم باعتباره يمثِّل "المجال الحيوى” للوجود الصهيونى من ناحية، ولضمان ألا يتجاوز فى نموه وتوجهاته حدا يعرِّض المصالح الغربية لخطر أو لتهديد جديد. وتتفق الدراسة مع ما أورده "حماد" فى أن المرحلة الحالية ستشهد تركيزا من جانب دولة الكيان على تحقيق هدف "الهيمنة" على الإقليم العربى المجاور فى إطار مشروع "إسرائيل" الكبرى، ما يؤكِّد تزايد عملية التنسيق الصهيونى– الأمريكى فى المشرق العربى منذ عقد اتفاقات كامب ديفيد من جهة، وإصدار دولة الكيان فى أواخر عام 1989 خريطة لحدودها الجديدة المتصوَّرة من جهة ثانية، ثم ما أسفرت عنه حرب الخليج من تمهيد لتحقيق هذا المخطط، وذلك بحصار من جانب القوات الأمريكية لمعظم المنطقة التى حدَّدتها الخريطة الصهيونية الجديدة من جهة ثالثة، فهذه الخريطة تضم النصف الشرقى لسيناء وشمال المملكة العربية السعودية، وشمال الكويت، والعراق حتى حدوده مع إيران باستثناء الجنوب الشيعى، والشمال الكردى، وثلثى سوريا ما عدا شمالها، ومعظم الأراضى اللبنانية باستثناء شريط ساحلى فى الشمال، وكل الأراضى الأردنية، ومن الملاحظ فى هذا المقام أن القوات الأمريكية متواجدة فى النصف الشرقى لسيناء، وشمال المملكة العربية السعودية وكل الكويت وجنوب وشمال العراق، ولم يبقَ إذن لإحكام الحصار الأمريكى الصهيونى حول منطقة المخطط الصهيونى سوى شمال سوريا وشمال لبنان، ويبدو أن المخطط الإمبريالى الأمريكى الصهيونى يسير حاليا فى هذا الاتجاه! ويقول ناحوم جولد مان –رئيس المنظمة الصهيونية العالمية بين عامى 1956، 1968 فى كتابه "إسرائيل إلى أين؟"-: أن "الخطر الكبير الذى تقع فيه (إسرائيل) هو نسيان صفتها الفريدة؛ ومن المؤكد أنها لا يمكن أن تبقى إلا إذا شكّلت ظاهرة لا مثيل لها فى العالم، كما رفض أية محاولة لجمع كل يهود الشتات داخل دولة الكيان لأن لهم مهمة خارجها فى تطبيع الحياة اليهودية، ويؤكد جولدمان أن حل مشكلة العلاقة بين (إسرائيل) والدياسبورا" يبقى للشعب اليهودى مهمة فريدة لا مثيل لها فى الزمن الحاضر ولا فى الماضى". واستنتجت الدراسة من ذلك عدة حقائق: 1- الاستمرار فى تأكيد الصفة العنصرية والاستعمارية للكيان الصهيونى وللشعب اليهودى، يظهر ذلك من التأكيد على الصفة الكونية والفريدة للدولة. 2- الإصرار على انتهاك سيادة الدول الأخرى، بالزعم بأن اليهود أينما وجدوا يشكلون جزءا من الشعب اليهودى، وأن ولاءهم لدولة الكيان يتوازى مع ولائهم للدول التى يعيشون فيها، وأن الشعب اليهودى أينما وجد يشكل أمة تعمل بتوجيه من المركز (إسرائيل). 3- كما يظهر استمرار "عقدة الحصار"؛ إذ رغم رغبة القادة الصهاينة فى تجمع الشعب اليهودى فى دولة الكيان، يتضح الخوف من نتائج هذا التجميع، خوف من توجيه ضربة عسكرية لكل الشعب اليهودى المتجمع فى الكيان، وفقدان التأثير على سياسات الدول المتواجد فيها يهود الشتات، ومن فقدان مصادر التمويل الخارجية، وقد ترتب على هذه الفكرة –وبلغة العسكرية– ضرورة وجود مركز "احتياطى" تحسبا لضرب المركز الأصلى، أو مركز "تبادلى" يستخدم فى حالة ضرب المركز الأصلى، حتى يظل مركز قيادة الحركة الصهيونية مؤمَّنا فى كل الأحوال. ويبدو أن منطقة شرق إفريقيا –والتى كانت مطروحة فى السابق كوطن قومى لليهود تشكِّل المركز "الاحتياطى" أو "التبادلى" للحركة الصهيونية، ويظهر ذلك جليا من النشاط الصهيونى المكثف فى المنطقة بعون أمريكى– فى كل الظروف والمتغيرات، وهو نشاط استهدف فى جانب كبير منه تطويق العالم العربى من الجنوب، وتقليص المد الإسلامى على أطرافه. خصوصية التعامل الصهيونى مع إفريقيا أولا: عملية الربط الأيديولوجى والحركى بين الصهيونية وحركة الجامعة الإفريقية والزنجية، والتى حاكتها الصهيونية العالمية، وتظهر فى أوجه عدة، أولها: الزعم بخضوع كل من اليهود والأفارقة (الزنوج) لاضطهاد مشترك، فكلاهما ضحايا للاضطهاد وللاثنين ماضٍ مؤلم، وأنهما من ضحايا التمييز العنصرى، وبينهما بالتالى تفاهم متبادل، ويزيد من تلاقى تطلعاتهما أن لهم جذورا ممتدة فى ماضيين متشابهين جوهرا، وبالتالى فإن سياسة الكيان فى إفريقيا تعدّ تطلعا أصبح لا يتمثل فى الرغبة الصهيونية فى مساعدة الذين عانوا المآسى كالشعب اليهودى. ثانيا: إضفاء المسحة الصهيونية على حركة الجامعة الإفريقية، فمنذ أواخر القرن الماضى وبداية القرن الحالى ومع أخذ الحركة الصهيونية، وحركة الجامعة الإفريقية إطارهما التنظيمى فقد أطلق على حركة الجامعة الإفريقية اسم "الصهيونية السوداء"، وأطلق على أحد زعمائها المتصدرين لفكرة "عودة الزنوج الأمريكيين إلى وطنهم الأصلى إفريقيا" -وهو ماركوس جارفياسم- "النبى موسى الأسود"، بل أن تشبه الزنوج بين الكيان الصهيونى وإضفاء طابع دينى على حركتهم للعودة إلى إفريقيا يوضِّح هذا التأثير بالفكر الصهيونى إلى حد بعيد. ثالثا: أن عملية الربط بين الصهيونية وحركة الجامعة الإفريقية قد استهدفت مواجهة الإسلام فى إفريقيا، وضرب العلاقة بين حركة التحرر العربية والإفريقية؛ إذ صرح عديد من القيادات الدينية المسيحية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية مبكرا أن الهدف من تهجير الزنوج الأمريكيين إلى إفريقيا إنما يستهدف نشر المسيحية فيها من خلالهم، والوقوف أمام انتشار الإسلام فى القارة. وبعد الحرب العالمية الثانية فقط، أدركت دولة الكيان والقوى الاستعمارية أهمية "القيادات الوطنية" والمثقفة فى إفريقيا مع المد التحررى الذى بدت عليه الحياة السياسية الإفريقية؛ فكان اقترابها البارز فى البداية من نكروما ونيريرى وسنغور أكثر من غيرهم. وقد كان وزن هؤلاء فى حركة التحرر الإفريقية ضروريا للكيان والغرب عامة لتحجيم صلة هذه الحركة بحرية التحرر العربية. رابعا: ظهرت دولة الكيان إلى الوجود متمتعة برصيد من التعاطف المنبثق عن العوامل الدينية والثقافية، دون أن يثقل كأهلها شىء من سلبيات التعامل العدائى مع القارة الإفريقية وأهلها، على عكس العرب الذى اتُّهموا بممارسة تجارة الرقيق فى إفريقيا، وقد كانت استجابة الزعماء الإفريقيين للتعامل مع الكيان الصهيونى فى كافة المجالات سريعة وودية. فمن المعروف أن ليبيريا كانت أول دولة إفريقية تعترف بالكيان الغاصب وثالث دولة اعترفت بها فى العالم (بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتى) عام 1948. التركيز على دعم العلاقات مع جماعات إفريقية بعينها تعدّ من ثوابت السياسة الخارجية الصهيونية فى إفريقيا، والتى تتجاوز التعامل المؤقت مع أنظمة الحكم الإفريقية -بافتراض عدم استقرارها- إلى التعامل المستقر وشبه الدائم مع جماعات بعينها تتَّسم بثقل عددى وسياسى، فتساندها إذا كانت تشكِّل قاعدة للسلطة القائمة دعما للاستقرار السياسى وتوطيد الأواصر والعلاقات مع الكيان، كما تساندها إذا كانت خارج السلطة السياسية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار السياسى فى دولة معادية للكيان، ولم تغفل دولة الكيان عن أهمية الربط الأيديولوجى بين التقاليد الصهيونية وتقاليد هذه الجماعات، وعلى سبيل المثال: استمرار مساعدة الكيان الصهيونى لجماعة الدنكا فى جنوب السودان -والتى يقدِّر البعض عددها بنحو خمسة ملايين نسمة- لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى السودان وإجهاضه اقتصاديا وسياسيا، وخلق عقد للكراهية بين العرب والأفارقة، بصورة تُعيق السودان عن أداء دوره العربى والإسلامى، وحتى الإفريقى. كما ظلت دولة الكيان على تعاملها الوثيق مع جماعة الأمهرا الحاكمة فى إثيوبيا؛ سواء فى ظل هيلاسيلاسى أو منجستو دعما لسيطرة هذه الجماعة على غيرها من الجماعات –ومعظمها إسلامية-، وتعزيزا لتواجد الكيان فى منطقة حوض النيل، وفى مدخل البحر الأحمر، وقد استغلت دولة الكيان فى ذلك البعد الأيديولوجى لتقوية صلاتها بجماعة الأمهرا، وكانت أيضا مصدرا لتماسك ووحدة شعب أمهرا، خاصة عندما ركَّزت فى دعايتها على أنه "شعب الله المختار". وفى نيجيريا قامت دولة الكيان بمساعدة جماعة الايبو التى تقطن فى الإقليم الشرقى لنيجيريا (سابقا) لمواجهة الإقليم الشمالى (سابقا) المسيطر على السلطة المركزية -ويضمّ أغلبية مسلمة- حتى وصل الأمر إلى حد إعلان استقلال الإقليم الشرقى تحت اسم جمهورية بيافرا عام 1967 والتى اعترفت بها دولة الكيان تحت دعوى أنهم يشكلون قومية متميزة، كما أعلنت: الايبو هم "يهود إفريقيا". وفى جنوب إفريقيا فإن عملية الربط الأيديولوجى بين الصهيونية والقومية الأفريكانية البيضاء قد آتت أكلها فى تعزيز الروابط بين الكيان وجنوب إفريقيا. دور الاستعمار الغربى فى تمتين العلاقات الإفريقية الصهيونية أسهم الاستعمار الغربى فى تمهيد الطريق للكيان الصهيونى لإقامة علاقات واسعة مع دول إفريقيا، فأثناء استعمار هذه الدول –الأوروبية- لإفريقيا كانت تفتح المجال أمام النشاطات الصهيونية لدراسة أوضاع هذه الدول ووضع الخطط المستقبلية من أجل استمالتها إلى جانبها والتغلغل فيها، وقامت الكثير من المؤسسات والفعاليات النقابية والشعبية والحكومية الغربية بدعم جهود الدولة الصهيونية فى توجهاتها الإفريقية، وكان المعهد (الصهيونى الإفريقى)، والذى يتخذ من تل أبيب مقرا دائما له، ويعتمد فى تمويله على الدول الغربية يقوم بتوجيه العلاقات الإفريقية - الصهيونية، كذلك مهدت المساعدات والقروض العربية والأمريكية للدول الإفريقية، الطريق لإقامة علاقات طبيعية بين الكيان الصهيونى والدول الإفريقية المستقبلة لهذه المنح والقروض والمساعدات، بشرط إقامة علاقات مع الكيان الصهيونى، كما أن انضمام الكيان فى اتفاقيات خاصة مع السوق الأوروبية المشتركة، ودور الكيان فى المنظمات العامة والمتخصصة أعطاها فرصة كبيرة للمناورة والتغلغل إلى قلب القارة الأوروبية. كما لعب اللوبى اليهودى فى إفريقيا دورا رئيسا فى دعم العلاقات الإفريقية الصهيونية، ومعلوم أن أى يهودى له الحق فى الحصول على جنسية دولة الكيان والهجرة إليه والاتصالات مع يهود إفريقيا مستمرة، سواء عن طريق الكيان نفسه أو عن طريق الوكالة اليهودية. كما أشار "نصر الدين" فى دراسته على أن أهمية إفريقيا بالنسبة للكيان، دفعته لإيجاد أجهزة وقنوات خاصة لخدمة العلاقات والتوجهات الصهيونية وخططها الإفريقية، وأهم قنوات التنفيذ: (أ) وزارة الخارجية، والتى أوجدت إدارات ذات اختصاص، من أجل رعاية وتوجيه وتنفيذ السياسة الخارجية الصهيونية تجاه إفريقيا، وأهمها: الإدارة الإفريقية، ويقع على عاتقها تتبع التطورات السياسية فى الدول الإفريقية ورصد علاقاتها الخارجية، وتحليل واقع ومستقبل حركات التحرر فيها، وتوجيه البعثات الدبلوماسية الصهيونية فى إفريقيا، والاتصال الدائم مع السفارات والبعثات الدبلوماسية الإفريقية فى الكيان الصهيونى، ثم إدارات الإعلام وتتولى، رصد النشاط الإعلامى الإفريقى تجاه الكيان، وإعداد الدراسات الدعائية خدمة للكيان وتوجهاته، إضافة إلى تطوير العلاقات الإعلامية المختلفة مع الدول الإفريقية والتعاون الدولى، والعلاقات الثقافية، والإدارة الاقتصادية، ثم تأتى الإدارة الأوروبية، من أجل متابعة العلاقة مع جنوب إفريقيا، فى حين تقوم الإدارة الثقافية بتنفيذ الاتفاقات المبرمة بهذا الشأن، كما أن وزارة الخارجية الصهيونية ومن خلال سفاراتها وقنصلياتها تقوم برعاية مصالح اليهود فى هذه الدول، وإبقائهم على اتصال مع الكيان. ب الهستدروت: ويعتبر من أنشط القنوات وأهمها، وتشارك فى أعماله وتنظيماته أكثر من 94% من الطبقة العاملة الصهيونية، ويلعب دورا فى تنمية العلاقات مع إفريقيا وذلك من خلال أجهزة أنشأت داخله لهذا الغرض، فمثلا تقوم إدارة التعاون الدولى والعلاقات الدولية فى الهستدروت بالاتصال المباشر مع نقابات العمال الإفريقية، ويقوم بتقديم البعثات الدراسية والزيارات المجانية لزعماء النقابات العمالية فى إفريقيا إلى الكيان، كما ويقوم بتشجيع الهجرة الصهيونية إلى الكيان، وقام الهستدروت بإنشاء جامعة العمال فى حيفا، ومن خلال استقدام المبعوثين الأفارقة، يخلق من هؤلاء الأفارقة كوادر إفريقية لخدمة المسلكية الصهيونية. ج الكنيست: تقوم لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الصهيونى، بوضع الخطط العملية للعلاقة مع إفريقيا، وهنالك لجان كثيرة داخل الكنيست تدخل إفريقيا ضمن صلاحياتها، مثل اللجنة الاقتصادية واللجنة المالية ولجنة التعليم والثقافة، وهذه اللجان تقوم على رعاية المصالح (الصهيونية) فى إفريقيا وغيرها. د الأجهزة الأمنية والعسكرية: أوجدت المخابرات الصهيونية قنوات خاصة للاتصال مع إفريقيا، فأنشأت دائرة خاصة تهتم بالشئون الإفريقية، تقوم برصد التحركات الإفريقية وعلاقتهم مع العرب خاصة منظمة التحرير، كذلك تقوم الأجهزة العسكرية الصهيونية بتدريب كثير من الكوادر العسكرية الإفريقية فى داخل الكيان، وكثير من هؤلاء القادة العسكريون أصبحوا فيما بعد قادة فى بلدانهم. ه الفعاليات الأكاديمية: هنالك معاهد ومؤسسات عديدة فى الكيان الصهيونى تقوم بخدمة التوجهات الصهيونية فى إفريقيا، مثل معهد وايزمان للعلوم، ومؤسسة هداسا الطبية ولها فروع عديدة فى كثير من الدول الإفريقية، والجامعة العبرية، ومؤسسة جبل الكرمل الدولية. حاضر العلاقات الإفريقية الصهيونية بعد عقد اتفاقية كامب ديفيد بين جمهورية مصر العربية والكيان الصهيونى، بدأت الكثير من الدول الإفريقية، والتى قطعت علاقاتها مع الكيان إثر حرب رمضان 1973، بإعادة النظر فى هذا التوجه، وفعلا أعادت كثير من الدول الإفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان لسابق عهدها، بل أكثر حدة وتطورا، والدول الإفريقية التى أبقت على قطيعتها مع الكيان بعد كامب ديفيد أعادت علاقاتها مع الكيان بعد مؤتمر مدريد وبعد الاتفاق الفلسطينى الصهيونى، بل وبعد انهيار الاتحاد السوفييتى.