عندما تفقد الهوية تصبح (غصين) بلا جذور تربطك بالأرض وليس لك فروع تتطاول إلى السماء وعندما لا تملك أرضًا ولا سماء فأنت لا تدرك لوجودك معنى (محدداً) وتألف العدم حتى تتبدد وتفارق الوجود ولا تتجدد.. عندها يدركك (ألفناء) مادة وروحًا.. فأنت و(العدم) سواء.. (خواء) فى الهواء.. وتصبح أمام معارفك وأصدقائك ذكرى تستحق الاعتذار والنسيان.. أما من صنعوك فهم أول من ضحوا بك وكشفوك لتصبح عبرة وتصبح أجهزتهم الاستخباراتية أكثر فتكاً وأمهر بحثاً.. فأنت أيها الجزار المقنع الداعشى الهوى «محمد الموازى» نموذج حى لفن صناعة آلة للقتل تجميع غربى بهوية عربية.. وعن أمثالك قال الخبير الألمانى فى شئون الأمن والإرهاب «بول بيفر» فى حديث لتليفزيون دوتشه فيليه الألمانى «إن المهاجرين هم أول من ينجرفون نحو التطرف»، ويؤكد بيفر أنه بتحليل رسائل البريد الإلكترونية للسفاح الموازى تأكد أنه أصبح متطرفاً بعد احتجازه من قبل السلطات البريطانية فى المطار وتم اتهامه بوجود صلات تربطه بمنظمات إرهابية، ويضيف أن «المشكلة التى تواجهنا أن هناك بعض الأجهزة والأفراد التابعين لأجهزة الأمن القومى قد تلجأ لاستخدام وسائل استفزازية ومتطرفة ويكون الضحايا أشخاصًا غير قادرين على الاندماج مع مجتمعهم» وقد تأكد ذلك مع السفاح الموازى الذى ينحدر من أسرة ميسورة الحال فقد ولد بالكويت وهاجرت أسرته للحياة فى بريطانيا وأكمل الموازى دراسته الجامعية فى مجال الكمبيوتر ورغم ذلك لم ينجح فى الاندماج مع مجتمعه. وبسبب ارتباط الموازى بالمجتمع البريطانى فقد تعرضت أجهزة المخابرات والسلطات الأمنية البريطانية لانتقادات قاسية واتهامها بتعمد التساهل فى أدائها الذى أدى لهروب الموازى سفاح داعش من بريطانيا رغم علمهم بتوجهاته المتطرفة كذلك لم يتم منعه من السفر إلى سوريا لينضم لجماعته الإرهابية. كما أكدت العديد من وسائل الإعلام البريطانية أنه كان معروفاً لدى أجهزة الأمن انضمام الموازى لخلية إرهابية نفذت هجمات لندن عام 2005، وقد عرضت صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية وثائق المحكمة والتى ذكر فيها تساؤلات تتعلق بكيفية تجنب الموازى للمراقبة وألفرار خارج البلاد عام 2013 مستخدما أوراق مزورة وظهوره بعد مرور عام بسوريا ليصبح أحد أكبر الإرهابيين المطلوبين عالمياً فى إشارة واضحة لتورط الأجهزة الأمنية فى تهريبه. وأكدت الصحيفة أيضاً أن أعضاء شبكة الموازى صدر ضدهم قرار بخضوعهم للرقابة الأمنية منذ عام 2011 حتى جاءت حكومة كاميرون التى لم تلتزم بهذه الرقابة. وقد طالبت «ايفنت كوبر» وزيرة الداخلية فى حكومة الظل بإجراء مراجعة شاملة لقرار تخفيف قوانين مكافحة الإرهاب الصادر عن حكومة كاميرون ودورها فى تسهيل هروب الموازى، وهنا تطرح كوبر سؤالاً أظننا نعلم إجابته مسبقاً «نريد أن نعرف إذا كان قرار وزيرة الداخلية تريز ماى قد تجاهل كل تحذيراتنا وأضعف سلطات مكافحة الإرهاب وأسهم فى هروب الموازى وانضمامه لتنظيم الدولة الإرهابى؟» .. فلا تعليق!!