" الخطاب الدينى المسيحى أيضًا يحتاج إلى تجديد.. هذا ما اتفقت عليه القيادات الكنسية من الطوائف المسيحية الثلاث المنتمية للكنائس المصرية «الأرثوذوكس والكاثوليك والبروتستانت».. كما اتفق الجميع على أهمية وضوح منهج العمل والرؤية لهذا التجديد. " القس د. إكرام لمعى أحد قيادات الكنيسة البروتستانتية واستاذ مقارنة الأديان بكليات اللاهوت وصف دعوة القيادة السياسية إلى تجديد الخطاب الدينى بأنها دعوة جيدة جداً خصوصاً عندما تأتى من رأس الدولة، مشيراً إلى انه يجب على كل المؤسسات الدينيه فى الدولة ان تبدأ دراسة كيفية تجديد هذا الخطاب. واضاف لمعى ان الرئيس فى خطابة لم يقل فقط تجديد الخطاب الدينى ولكنه قال نحن نحتاج إلى ثورة دينيه، وهو يقصد بذلك ثورة «تجديدية» للخطاب الدينى، وتفسيرى لهذا الكلام انه لن يحدث تجديد للخطاب الدينى الا إذا تعاملنا مع النص الدينى بطريقة مختلفة. مراحل التجديد ومن أجل هذا فإنه لتجديد الخطاب الدينى – والكلام مازال للقس لمعى يجب أن نتناول النص الدينى الموحى به على 3 مراحل، الاولى يمكن ان نطلق عليها «رحلة إلى النص» بمعنى أن نرجع إلى الظروف التى أنزل فيها هذا النص، وتساوى أسباب النزول فى الإسلام، والخلفية التاريخية فى المسيحية، ثم بعد ذلك نأتى للمرحلة الثانية وهى دراسة لغة النص والدروس المستفادة منه، وهذه الدروس تنقسم إلى قسمين الأول خاص بالبشر الذين كانوا يعيشون اثناء نزول النص والبيئه المحيطه بهم، والقسم الثانى لكل البشر فى كل العصور والاجيال وتعتبر مبادئ عامة وهى التى يطلق عليها فى الاسلام «مقاصد الشريعة» وفى المسيحية «مبادئ عامة فوق الزمان والمكان»، اما المرحلة الثالثة والاخيرة وهى كيفية تطبيق مقاصد الشريعة أو المبادئ العامة فى الحضارة التى نعيشها والزمن الذى نعاصره. وشدد لمعى انه لن يحدث تجديد سواء فى الفكر الدينى أو الخطاب الدينى الا من خلال التناول الحديث للنص، واضاف هذا فقط هو ما يستطيع ان يقف امام كل الدعاوى التى تعيدنا للعصور السابقة وترغمنا على تفسير النص كما فسره الاقدمون. وناشد لمعى المؤسسات الدينيه المسيحية والاسلاميه الانتقال من الحرف إلى المعنى والمقصد والهدف من وراء الحرف، وليس تطبيق الحرف بدون تجديد الفكر ومراعاة الزمن المعاصر والظروف التى تحيط به.. وأضاف لمعى قائلًا إنه بلا شك فإن الخطاب الدينى المسيحى يحتاج إلى تجديد، لأننا مازلنا نطبق تفسيرات قديمة رغم اختلاف العصر والمكان، والدليل على ذلك ان هناك اختلافا فى تفسير نصوص للكتاب المقدس بين الطوائف المسيحية بعضها وبعض، وأحيانا يصل الاختلاف إلى داخل الطائفة الواحدة، وهذا ينم على تأثير الزمان والمكان فى تفسير الكتاب المقدس، وبما اننا نعيش متغيرات متسارعة على المستويين المحلى والعالمى، فبالتالى نحتاج إلى تفسير يناسب العصر ويعالج مشاكله.. وأكد لمعى انه على المستوى العام فإننا نحتاج إلى خطاب دينى متسامح مع الاخر، ومتعاون معه لبناء الوطن والوقوف صفاً واحداً ضد كل من يسىء تفسير الآيات الدينية بما يؤدى إلى العنف وكراهية الآخر. قبول الآخر من جهته وصف الأب رفيق جريش المتحدث الاعلامى بأسم الكنيسة الكاثوليكيه دعوة الرئيس السيسى بأنها دعوة محترمة، واضاف هذه الدعوة سبق وطلبها المثقفون والمفكرون من قبل وحتى الرئيس نفسه طلبها العام الماضى فى احتفال «حفظة القرآن»، ويبدو ان التجديد كان بطيئاً، لذلك اعاد التأكيد على تجديد الطلب وهو امر جيد. وأكد جريش إلى ان الخطاب الدينى على الجانب المسيحى يجب عليه ان يتجدد، ويبتعد عن التعصب والانغلاق سواء فى اتجاه الطوائف الأخرى داخل المسيحية او تجاه الإسلام. واضاف جريش على ان أهم خطوة فى عملية تجديد الخطاب الدينى سواء المسيحى أو الإسلامى هو التحدث باللغة التى يفهمها الشباب اليوم للتواصل معهم، مشدداً على انه يجب الا يكون الخطاب الدينى إقصائيًا، وان يكون خطابًا لقبول الأخر واحترام آرائه. مشيرًا إلى ان الخطاب الدينى هو احد الحلول للقضاء على مشكله الالحاد التى ظهرت مؤخراً، ولكنه اضاف انه ليس كل الحلول.. وكشف القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى أن الكنيسة حددت فى كل قداس يومى قراءات خاصة من الكتاب المقدس تدور حول فضيلة معينه مثل المحبة والوفاء والاخلاص والقناعة وغيرها من الفضائل، مشدداً على انه يجب على كل واعظ يعتلى منبر الكنيسه بدءاً من الاب البطريرك مرورا بالأساقفة والكهنة إلى الشمامسة أن يكون الخطاب الدينى(العظة) الذى يلقيه فى اطار الفضيلة التى حددتها القراءات الكنسية فى هذا اليوم ولا يخرج عن هذا الاطار. المنبر الكنسى واكد صليب على ان المنبر الكنسى هو للتعليم الدينى المسيحى فقط وليس لغيره، وشدد على انه حتى الاعلانات التى تحدد مواعيد الخدمة فى الكنيسة او اى انشطه اخرى لا تلقى من المنبر الكنسى وانما تعلق خارج الكنيسه، فلا يمكن أن يستخدم منبر الكنيسه الا فى الاطار الدينى الذى تحدده القراءات الكنسيه يومياً من خلال كتاب «القطمارس» الموجود فى جميع الكنائس الارثوذكسية المصرية داخل وخارج مصر. وشدد صليب على ضرورة ان يتم إلقاء النصوص الدينيه بطريقة تتماشى مع الثقافات الحاضرة والعصر الذى نعيشه بحيث يرتبط الانسان المسيحى ليس فقط بنصوص محفوظة من الكتاب المقدس، ولكن تترجم عمليا فى حياته العمليه مثل الامانه والاخلاص وحب الوطن والتسامح والمحبة لجميع الناس وقبول الآخر.