وأوضح أن مناسك الحج عرَّفها الله سبحانه وتعالى لنبيّه إبراهيم وذلك على جبل عرفات الذى سمى بهذا الاسم نسبة إلى ذلك وأن الله عّرف إبراهيم عليه مناسك الحج، لافتا إلى أن أيام التشريق التى نعيشها من اليوم أعظم أيام السنة، فيها يصوم الحجيج الذين لا هدى لهم.. فيقول تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ?چ (البقرة: 196) فهذه الأيام الثلاثة هى أيام التشريق، وكذلك فهى أيام ذبح، حيث يذبح فيها الحجاج الهدى، وكذلك يضحى المسلمون فى العالم كله وذلك موافقة منهم وتشبيها بما يفعله الحجيج. وتابع الشيخ وصفى أن هذه الأيام يكون فيها من أعمال الحج المبيت بمنى وفيها رمى الجمرات والطعام من هديه ويبيت الحجاج فى ذكر الله وتلبية له.. وهذه الأيام تبدأ من اليوم الثانى للعيد، وهناك من يتعجل فيبيت يومين فقط فيها وهناك من يتأخر إلى الثلاثة، وكان النبى y يرمى الجمرات فى أيام التشريق، حتى نزول الشمس، سبع حصايات لكل جمرة ويكبَّر مع كل حصاة تكبيرة، وكان يقف عند الجمرة الأولى وعند الوسطى ببطن الوادى ويطيل الوقوف، لكن فى الجمرة الكبرى كان ينصرف ولا يقف عندها. وأوضح أن الأولى للحجيج أن يبيتوا بمنى لأنه واجب كما أكد النبى y لقوله «خذوا عنى مناسكم».. ويرى الجمهور أنه إذا لم يبت الحاج بمنى فإن عليه دم «ذبح» لأنه ترك واجبًا من واجبات الحج ويستثنى من هؤلاء أصحاب الأعذار كرجال المرور والأطباء والقائمين على سقاية الناس.. فقد رخَّص النبى y لعمه العباس أن يبيت بمكة من أجل سقاية الحجيج.. ورخَّص النبى y أيضا لرعاة الإبل فى البيات وأن يرموا يوم النحر ويجمعوا رمى يومين بعد النحر، لأنهم أصحاب أعذار. وشدد على أنه إذا أراد الحجيج الرحيل فعليهم أن يطوفوا طواف الوداع، لأن النبى y أمر الناس بأن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف به، إلا أن النبى خفف عن المرأة. وذكر الشيخ وصفى أن الحجر الأسود فى الكعبة كان أشد بياضا من الثلج فسوَّدته خطايا بنى آدم ومن فضائله أن من مسح الحجر الأسود والركن اليمانى يحط الذنوب حطا.. وقال النبى y فى فضائله «لولا ما مس الحجر من أجناس جاهلية .. ما مسه ذو عاهة إلا شفى منها».. ومن فضائله أنه الشىء الوحيد من الجنة على الأرض وأنه يشهد لكل من استلمه يوم القيامة بحق، أما الركن اليمانى فإنه ومقام إبراهيم عليه السلام يقوتتان من الجنة لكن الله طمث نورهما.. ولو لم يطمث نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب، ويستحب للحجيج شرب ماء زمزم فإنه فيه شفاء ومن شربه لشىء أو دعا بشىء أعطاه الله إياه.. ويجوز للحجيج أن يأخذوا ماء زمزم إلى بلادهم فإنه لا تزال خصوصيته فيه ومن فضائله أن غسِّل قلب النبى y بماء زمزم وأنه شفاء من كل داء. وأضاف أنه على الحجيج إذا ما انتهوا من قضاء حجهم يستحب لهم أن يزوروا مسجد رسول الله وأن يصلوا فيه.. فيأتى الحاج إلى قبر النبى أمامه يستشعر جلال هذا الموقف ثم يسلم عليه بالنبوة قائلا: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته جزاك الله عن أمتك خيرًا».. ثم يسلمِّ على أبى بكر ثم يسلمِّ على عمر ويستحب زيارة مسجد قباء. ويقول الدكتور حمدى طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن أيام التشريق هى الأيام الثلاثة التى تتبع يوم الوقوف بعرفة، وهى أيام أكل وشرب وذكر الله، لذا حرَّم فيها الصيام بالنسبة للحاج وغير الحاج. وبالنسبة للحاج فهذه الأيام فيها نحر للذبائح فى منى وأيام رمى للجمرات الثلاث (الكبرى - الوسطى الصغرى) ويجب على المسلم أن يكثر فيها من ذكر الله وتسبيحه وحمده لقوله تعالى چ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? چ الحج: 28 تلك الأيام التى شرعها لنا الإسلام وكانت فى ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام ومن جاء بعده من الأنبياء حتى جاء رسول الله yووضَّح لنا كيف يكون حال المسلم فيها. وفيها يطوف الحاج بالبيت الحرام ويسعى ويبيت ليلة فى منى، ويقول تعالى جل شأنه فى كتابه «ومن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه».. وهذا من وسطية الإسلام ورحمة الله بعباده، وقال عنها رب العزة أيضا فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام» وهو عند النزول إلى المزدلفة، ناصحا بتجنب المعاصى فى هذه الأيام المباركة لأنه كما تتضاعف فيها الحسنات للمحسنين تتضاعف فيها السيئات لمن عصى ربه.