هذه دراسة مهمة حول فن المقامة فى سلسلة (فنون الأدب العربى) التى تشمل فنونًا مختلفة منها (الفن الغنائى) و(الفن القصصى) و(الفن التمثيلى) و( الفن التعليمى). وهذه السلسلة قصد منها أن تعرف القارىء ألوان الفنون الأدبية المختلفة و التى عالجها تاريخ الأدب العربى فى عصوره المختلفة. ويبدأ د.شوقى ضيف حديثه عن فن المقامة.. ويقرر أن بديع الزمان الهمذانى هو أول من أعطى كلمة (مقامة) معناها الاصطلاحى حيث تصور أحاديث تلقى فى جماعات.. وعادة مايكون هذا الحديث فى شكل قصص قصيرة يتأنق فى ألفالظها وأسلوبها.. ويتخذ لقصصه جميعا راوية واحدًا هو عيسى بن هشام .. كما يتخذ لها بطلاً واحا هو أبو الفتح الإسكندرى الذى يظهر فى شكل أديب شحاذ. ويسوق د. شوقى ضيف المقامات لدى بديع الزمان ولدى الحريرى وهما يمثلان أشهر كتاب هذه المقامات.. ثم يطوف بهذا اللون من الفن على مدى التاريخ ويذكر مقامات السيوطى.. واليازجى وغيرهما.. كما طاف بالمقامة فى الآداب العالمية مثل القاضى القادسى حميد البلخى الذى كتب ثلاثا وعشرين مقامة.. على نسق مقامات الحريرى.. وفى أوروبا يذكر د.شوقى عناصر كثيرة تشبه المقامة فى العصر الوسيط والعصر الحديث. إلا أن تأثير المقامة فى الأدب الأوربى لم تؤثر تأثيرا واسعًا فقد كان تأثيرها ولايزال ضعيفا.. لأنها لا تقوم على سند حقيقى من القصص.. فلم تتعمق آداب الأوروبيين ولم تنفذ إلى أعمالهم الأدبية كما فعلت ألف ليلة ولية حينما ترجمت فى القرن السابع عشر.