بدموع الحسرة.. «ديلما» تستقبل ملوك ورؤساء العالم فى نهائى المونديال

«يسدل الستار اليوم - الأحد - على مونديال كأس العالم فى نسخته ال 20 وسط دموع 200 مليون برازيلى أطاحت ألمانيا بطموحاتهم وأحلامهم بالحصول على الكأس الذهبية والتربع على عرش الساحرة المستديرة.. (ديلما روسيف) رئيسة البرازيل الأكثر حزنًا وحسرة ليس فقط لفقدان الكأس، ولكن لأن هذا المونديال كان بمثابة طوق النجاة لإنقاذها من الغضب الشعبى المطالب قبل انطلاق البطولة بعدم تنظيم المونديال، نظرًا للأموال التى أنفقت على الاستعدادات وأرهقت ميزانية الدولة فى الوقت الذى يعانى فيه غالبية الشعب البرازيلى من الفقر والجوع!
وعلى الرغم من محاولات (ديلما روسيف) إقناع شعبها بمردود مادى وصل 3 مليار يورو، إلا أن خيبة أمل المنتخب البرازيلى زادت من التظاهرات الفئوية التى تطالب بتسريح الفريق ورحيل (ديلما)». «ديلما روسيف» التى سبق وأعلنت رفضها حضور المباراة الختامية بسبب قيام البعض بسبها والهجوم عليها خلال المباراة الافتتاحية.. عدلت عن قرارها دبلوماسيا بسبب الاهتمام غير المسبوق من رؤساء وملوك العالم الذين سوف يحضرون اليوم المباراة النهائية بين الأرجنتين وألمانيا منهم الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» والرئيس الصينى «شى جين» وملكة هولندا، ورئيس الأرجنتين ورئيس الهند وملك إسبانيا والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» التى احتفلت من قبل بفوز فريقها فى بداية المونديال على البرتغال وفعلتها مرة ثانية بعد الفوز على مستضيف البطولة البرازيل بهذه النتيجة التاريخية (7-1).
وقررت حضور المباراة النهائية لمساندة منتخب بلادها، حيث يتنافس على اللقب المنتخب الألمانى بنجومه «مولر» هداف المونديال و«خضيرة» أفضل اللاعبين فى مباراة الدور قبل النهائى و«كلوزة» الذى تربع على عرش هدافى العالم الذين أحرزوا أهداف فى المونديالات السابقة برصيد (16 هدف) متفوقًا على البرازيلى «رونالدو» (15 هدف) ليقتحم بهذا «كلوزة» موسوعة جينز للأرقام القياسية.. بجانب «نوير» افضل حراس المرمى حتى هذه اللحظة و«مسعود أوزيل» وغيرهم.
أما «يواخيم لوف» المدير الفنى لألمانيا أكد أنه يتطلع بشغف لمباراة فريقه فى نهائى البطولة أمام الأرجنتين، وأنه متفائل باللعب على ملعب استاد «ماراكانا» لأنه سبق وفاز على نفس الملعب على المنتخب الفرنسى بهدف مقابل لا شىء ضمن منافسات دور الثمانية.. الاتحاد الألمانى وعد بصرف 300 ألف يورو لكل لاعب فى حالة الفوز بالكأس.
منتخب الأرجنتين صعد للمباراة النهائية بشق الأنفس بعد ماراثون طويل حسمته ضربات الجزاء الترجيحية أمام هولندا سيئة الحظ دائمًا فى كأس العالم على مدار تاريخها ليظل الصراع على عرش الكرة العالمية محصورًا بين الكرة الأوروبية ممثلة فى ألمانيا والكرة اللاتينية ممثلة فى الأرجنتين الذى يضم بين صفوفه أفضل لاعب فى العالم (ميسى) الحاصل على الكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية، و(رودريجيز) و(دىماريا) و(أجويرو) وغيرهم من النجوم.
الفائز بكأس العالم يحصل على 35 مليون دولار وصاحب المركز الثانى 25 مليون دولار والثالث الذى يتنافس عليه هولندا والبرازيل حفاظًا على ماء الوجه يحصل على
15 مليون دولار.
بلاتر: شكرًا.. برازيل
محاولًا تلطيف الأجواء بينه وبين الجماهير البرازيلية التى شنت هجومًا عنيفًا عليه وعلى رئيسة الدولة «ديلما روسيف» عقب الهزيمة من ألمانيا.. وجه السويسرى «جوزيف بلاتر» رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» الشكر إلى الشعب البرازيلى على استضافة هذا المونديال الرائع والمثير (على حد تعبيره) والذى امتزجت فيه كرة القدم مع المهرجانات الشعبية البرازيلية التى زادت من البهجة والمتعة رغم بعض المظاهرات التى شهدتها بعض المدن الرافضة للمونديال إلا أنها لم تؤثر على المناخ العام للبطولة التى نجحت بشهادة الجميع وبفضل جهود «ديلما روسيف» رئيسة البرازيل وحكومتها واللجنة المنظمة العليا وعلق بلاتر قائلًا: قلت عند المباراة الافتتاحية إن كرة القدم ستلقى الاهتمام المنشود فى هذا البلد لأننا أدركنا أن شعب البرازيل هو قلب اللعبة فى المباريات والشوارع مشاركًا فعالًا فى المدرجات والمهرجانات أكثر من المظاهرات المطلبية والفئوية!
ورغم فقدان الكأس إلا أننى واثق أن الشعب البرازيلى يعلم أنها كرة القدم وأنهم سوف يتقبلون الوضع بالروح الرياضية المعهودة لهم.
مونديال له مذاق مميز
اتفق خبراء كرة القدم فى العالم على تميز مونديال البرازيل على ال 19 نسخة السابقة حتى بعد ابتعاد البرازيل عن المباراة النهائية.
مورينيو: فى كرة القدم الكثير من الأمور تتعلق بالمذاق والمتعة ولم أشاهد بطولة لكأس العالم بمثل هذا التميز خاصة فى الدور الأول وهذا شىء مثير، حيث كانت الاستراتيجيات والمناورات التكتيكية والسرعة واللعب الهجومى ووفرة التهديف.
بيكنباور: كان مشهد غريب، بالنسبة للدور الافتتاحى غالبًا ما تلعب الفرق بحرص شديد وكانت دهشتى الخروج المبكر لإسبانيا والبرتغال وانجلترا وإيطاليا، ورغم سعادتى بوصول منتخب بلادى ألمانيا للمباراة النهائية إلا أننى كنت أتمنى وصول البرازيل صاحبة الأرض والجماهير، ولكن ألمانيا فريق مستقر منذ 6 سنوات.
أما كوستاريكا الحصان الأسود للمونديال بجانب بلجيكا التى سبق وحصلت على هذا اللقب من قبل، وفاجأنى المنتخب السويسرى بأدائه المتوازن.. وتميز حراس المرمى فى العديد من المنتخبات، خاصة ألمانيا وكوستاريكا، وكانت هناك العديد من الفرق التى تجيد صناعة المفاجأة فى مواقف معينة مثل التفوق فى الضربات الحرة بمثل الطريقة الجميلة التى يجيدها ميسى.
وطريقة مصيدة التسلل كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر للعديد من الفرق، وكانت من أسوأ أخطاء المنتخب البرازيلى أمام ألمانيا بخلاف الأخطاء الدفاعية الأخرى واعتمادهم على اللاعب الواحد مثل «نيمار» الذى أفقد غيابه توازن الفريق.. والبدلاء صنعوا الفارق فى العديد من المواقف مثلما تفوق المدرب الهولندى «لويس فان جال» الذى استعان ببعض المواهب الجديدة، ولكن أعجبت كثيرا بأداء هداف كولومبيا «رود ريجيز».
أكبر عشر هزائم موندالية
كتبت البرازيل تاريخًا جديدًا فى عالم كرة القدم، ولكن هذه المرة كتبت بالعار فى أكبر هزائم المونديال عبر تاريخه وتاريخ كرة القدم البرازيلية بعد أن تلقت شباكها سباعية ألمانية خاطفة للعقول والأذهان، خاصة أنها وسط جماهيرها العاشقة لكرة القدم وعلى أكبر ملاعبها.. انضمت بذلك البرازيل لأكبر عشر هزائم موندالية..
? فازت المجر على كوريا (9/صفر) فى مونديال 1954 بسويسرا.
? فازت يوغسلافيا على زائير (9/صفر) فى مونديال 1974 بألمانيا.
? فازت المجر على ألمانيا (8/3) فى مونديال 1954.
? فازت النمسا على سويسرا (7/5) فى مونديال 1954.
فازت ألمانيا الغربية على تركيا (7/2) فى مونديال 1954.
? فازت ألمانيا على السعودية (8/صفر) مونديال 2002 باليابان.
? فازت تركيا على كوريا (7/صفر) فى مونديال 1954.
? فازت أورجواى على اسكتلندا (7/صفر) فى مونديال 1954.
? فازت الأرجنتين على بيرو (6/صفر) فى مونديال 1978 بالأرجنتين.
? فازت ألمانيا الغربية على المكسيك (6/صفر) فى مونديال 1978 بالأرجنتين.
«لويز» يعتذر لجماهيره
أكثر لاعبى المنتخب البرازيلى حزنًا على الهزيمة القاسية من المنتخب الألمانى وضياع حلم كأس العالم اللاعب «ديفيد لويز» الذى حرص على الاعتذار لجماهيره قائلًا: كنت أتمنى إسعاد جماهيرى الذين تحملوا الكثير من المشاكل ونسوا مطالبهم من الدولة من أجل هذه الكأس.. وأتمنى أن يتقبلوا اعتذارى أنا وزملائى متعهدًا فى المستقبل أن نعيد إليهم البهجة والسعادة.
البرازيل تدين الفيفا
وجه المسئولون عن كرة القدم فى البرازيل اللوم إلى اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولى على الهزيمة غير المتوقعة من المنتخب الألمانى بدعوى أن غياب مدافع البرازيل «تياجو سيلفا» عن المباراة كان له مردود سلبى على الفريق لأنه رمانة ميزان خط الدفاع وأكثرهم خبرة وغيابه أثر على باقى زملائه، خاصة أن الاتحاد البرازيلى تقدم بطلب إلى اللجنة التأديبية قبل مباراة ألمانيا لرفع العقوبة عن اللاعب حتى يستطيع المشاركة فى المباراة.
«سيلفا» تلقى البطاقة الصفراء الثانية عقب التحامه مع «ديفيد أوسيينا» حارس مرمى كولومبيا فى دور الثمانية.
أمريكى يشجع ألمانيا
وافق الألمانى «كلينسمان» المدير الفنى لمنتخب أمريكا على بقاء لاعب الفريق «جيرمين جونز» فى البرازيل لمشاهدة ومساندة المنتخب الألمانى فى المباراة النهائية نظرًا لتعلقه بهذا الفريق.. يذكر أن «جونز» ولد وتربى فى ألمانيا حتى سن العاشرة من عمره.