لا أرى بأسا من رفض جماعة حماس للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، فقد اجتهدت مصر بحكم مكانتها العربية والدولية التى تستعيدها تدريجيا، وبحكم خبرتها وكما درجت على تحمل مسئولياتها العربية خاصة تجاه القضية الفلسطينية التى دفعت فيها دماء خيرة شبابها على مدى أربع حروب لهذا فهى تعد طرفا أصيلا فى الصراع العربى الإسرائيلى سواء تم تهميش دورها أو تم تفعيله والاعتراف به. أما القبول أو الرفض من جانب حماس فهذا حق حمساوى بحت ، وهو أيضا عادة حمساوية حيث يرفضون فى البداية، لافتعال بطولة ثم يهرولون مرة أخرى طالبين التدخل. لكنى أعتقد أنه آن الأوان أن تتصاعد هذه المأساة الفلسطينية خاصة أن كل مشاكل الاحتلال فى العالم تقريبا تم حلها ولم تبق سوى هذه القضية المشئومة! وهى مشئومة لأنها شهدت من الخيانات والتجارة بها ما لم تشهده قضية أخرى! ثلاث سنوات الآن لم نشهد كفاحا حمساويا سوى على الأراضى المصرية ، فأين حلفاؤهم فى قطر؟ وأين حلفاؤهم فى تركيا؟ وأين أمثالهم فى داعش وبيت المقدس؟ أين استعراض القوة الذى لم يوجهوه سوى لفلسطينيين مثلهم فى فتح أو مصريين فى سيناء. من حق حماس أن ترفض المبادرة المصرية تماما لكن عليها فى المقابل أن تقدم البديل للشعب الفلسطينى الذى ابتلى بإسرائيل من ناحية وبحماس من ناحية أخرى فكان ضحية للاثنين ، وعليها أن تركز جهودها فى القضية الفلسطينية والقضية الفلسطينية فقط، وعليها أيضا أن تعلن للعالم حصيلة جهادها إن كان هناك جهاد فكم قتلت من الإسرائيليين وكم تسببت فى قتله من الفلسطينيين الأبرياء فقد قالها الزعيم الروسى خروشوف الثورية بدون قوة تحميها هى خيانة ، فأين كانت هذه القوة على حماس أن تستخدمها فى مكانها الصحيح لا أن تزج بالفلسطينيين إلى نيران الاحتلال تحت زعم مكافحة الاحتلال بينما هى تتاجر بدمائهم! من حق حماس رفض المبادرة لكن على أن يتم ذلك لصالح الشعب الفلسطينى فى غزة وليس لصالح حلفائهم فى الدوحة الذين تم كشفهم وكشف حجمهم وكم هم صغار وأنهم فى حاجة ماسة إلى عملية تجميل عاجلة، وألا يكون الضحايا الفلسطينيون فى غزة هم الثمن الرخيص الذى يدفع لتستعيد قطر هوسها بمكانة هى أبعد ما تكون عن تحقيقها. لترفض حماس لكن لتتحمل أيضا مسئوليتها بشرف!