إننا أمام مؤامرة دولية لإحياء معاهدة «سايكس بيكو» من جديد تستهدف تقسيم الدول العربية وتفتيتها دويلات صغيرة - لا حول لها ولاقوة - وإعادة رسم خارطة المنطقة.. وحتى لا نبعد بعيدًا يجب ألا ننسى أن نربط بين ما يحدث فى العراق منذ الغزو الأمريكى عام 2003 وحتى الآن وبين هذه المؤامرة الخسيسة. اليوم.. العراق تفكك.. وإقليم كردستان يستعد للانفصال.. والحرب الأهلية تهدد العراق.. وداعش تحتل كركوك والموصل وتكاد تفصل الشمال العراقى وتتجه نحو بغداد والجنوب وتصدر جواز سفر خاصًا بها.. «يانهار اسود» وإذا نظرنا إلى سوريا نجد أنها على وشك الدمار والتقسيم ويتأكد استحالة عودتها إلى سابق عهدها نهايك عن انفصال الجنوب السودانى عن السودان والاضطرابات فى ليبيا و.. و... نفس المصير كان معدًا لمصر والدول العربية لولا قيام ثورة 30 يونيو المجيدة وإسقاطها «للإخوان» العميل الأمريكى المنفذ لهذا المخطط.. وإذا كنا قد أسقطنا الإخوان العميل الأمريكى فإنه يجب أن نعرف أن أمريكا ستبحث عن عميل آخر أو خائن آخر وما أكثر الخونة والعملاء الذين يبيعون أنفسهم مقابل «حفنة دولارات» أمثال «داعش» وتركيا وقطر وغيرها. وما يهمنى من ذلك أن يعى كل مصرى هذا المخطط وهذه المؤامرة ويدرك أن بلاده كانت ذاهبة فى سكة «اللى يروح مايرجعش» وكان مخططًا لها أن تقسم إلى أقاليم ما بين متأسلمة ومسيحية ونوبية وغيرها.. «يانهار أسود» حيث كان المخطط الأمريكى يستهدف استقطاع مساحات كبيرة من شمال سيناء وضمها إلى غزة لإقامة الإمارة الفلسطينية الإسلامية للقضاء على القضية الفلسطينية تمامًا ونهائيًا واستقطاع حلايب وشلاتين وضمها إلى السودان.. وتحطيم الحدود الغربية وفتح أرضنا على الأراضى الليبية.. وكل هذا بالاتفاق بين أمريكا والإخوان وبتمويل قطرى وتركى.. وهذا الكلام ليس من عندى ولكن هو ما اعترفت به «هيلارى كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق فى كتابها الأخير. لقد أسقطت ثورة 30 يونيو هذا المخطط وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى جدد الأمل فى إفشال هذا المخطط وتفويت الفرصة على أعداء الأمة العربية.. الشعب المصرى الذى يظهر معدنه الأصيل فى المحن والشدائد ويقف وقفة «رجل واحد» أن يتحمل قرار خفض دعم الطاقة وما تلاها من موجة غلاء حتى يتعافى الاقتصاد المصرى.