للمرة الثانية اجتمعت لجنة الصلح التي شكلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف برئاسة الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان لإتمام مساعي الصلح بين أبناء قبيلتي «دابود» النوبية و «بني هلال» العربية برعاية الأزهر الشريف وإشراف اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان ولكن هذه المرة لإسدال الستار نهائيا علي الفتنة القبلية التي أدت إلى مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات في المحافظة وبعد العديد من الجلسات والمداولات والمشاورات. أسدل الستار علي هذه القضية تزامنا مع بداية شهر رمضان الكريم وذكري ثورة 30 يونيو المجيدة وكللت جهود أجهزة الدولة وعلي رأسها وزارة الداخلية والأزهر الشريف في تهدئة الأجواء بعد قبول الطرفين الجلوس علي طاولة المفاوضات عقب أحداث الأسبوع الماضي التي تجددت فيها الاشتباكات من جديد وراح علي إثرها شابين أبرياء لا ينتميان لأي من القبيلتين والتي كان بسببها ستدخل المحافظة في دوامة جديدة من المعارك الدموية إلا أن حكمة العقلاء من أبناء القبيلتين كانت أسرع من خطوات الشيطان بعد أن وقعوا علي اتفاق المصالحة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل سيكون هذا الاتفاق وهذا الصلح هو الأخير في قضية بني هلال والدابودية بأسوان ؟ وللإجابة عن هذا السؤال تحدث أطراف الأزمة ل أكتوبر. التسامح بداية يؤكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف علي ضرورة التحلي بالتسامح وأن ينسي الجميع آلام الماضي مشيرا إلي أنه أوصي القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة بتنبني مبادرة لم الشمل بين طرفي النزاع بتوجيه دعوات إفطار جماعي لأفراد كلا القبيلتين وتبادل الزيارات ويؤكد أيضا علي ضرورة عقد ندوات توجه من خلالها الدعوات لنبذ الخلافات والفتن وكسر حدة الاحتقان والعمل بشكل عاجل على عودة المهجرين من منازلهم علي إثر هذه القضية بعد ارتضاء الصلح ولضمان عودة الخلافات يناشد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الشباب بأن يستمعوا إلي الكبار وإلي أصوات العقل مؤكدا أن الصلح سيصب في مصلحة شباب القبيلتين لأن العنف لا يخلف إلا عنفًا. عقلاء الهلالية ويؤكد الشيخ أحمد عبد الصمد المتحدث باسم قبيلة بني هلال في لجنة الصلح أن عقلاء قبيلته رحبت بالصلح مع قبيلة الدابودية إلا أنه وجه مناشدة للمعارضين للصلح من كلا الطرفين قائلا : لا تعارضوا.. لأن المعارضة في مثل هذه الأمور ستؤدي إلي الخراب وستدخلنا في دوامة القتل والتناحر مشيرا إلي أن لكل فعل رد فعل أخطر منه وتعهد أحمد عبد الصمد بأنه وأعضاء لجنة الصلح من أبناء بني هلال وهم «حمدي حجاج – وعمرو محفوظ –ونوبي بلمون – ومحمد بلمون –وسعد الدين والحاج رجب « بمقاومة الشر والتصدي لمحاولات الفتن والوقيعة بين الطرفين والاستمرار في العمل كأعضاء لجنة حتي بعد إتمام الصلح مشيرا أن أبناء بني هلال اتخذوا قرار الصلح بالتراضي وبالإجماع رغم المعارضين له لأننا علي قناعة بأن «درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع « كما نفي عبد الصمد الاتهامات التي وجهها المشككين والمحرضين للعقيد جودت عبد الجبار أحد أبناء بنى هلال الذي اتهموه بإمداد القبيلة بالسلاح مشيرا إلي أن هذا الرجل كان له دور بارز ومؤثر في الصلح جنبا إلي جنب مع عقلاء بني هلال وأشار عبد الصمد إلى وجود تواصل مستمر بينه وبين أشقائه الدابودية والتنسيق سويا علي عمل زيارات واستغلال نفحات الشهر الفضيل في التواد والتراحم. من ناحية أخري انتقد ممثل قبيلة الهلايلة الشيخ أحمد عبد الصمد الحادث الأخير الذى راح علي إثره ضحية أحد أبناء «الكوبانية» ووصفه بالمسىء في حق بني هلال حتي لو كان هذا القتل الخطأ رد فعل بعد رفض ابناء قبيلة دابود التصالح بالكفن مشيرا إلى أن هذه الحادثة الأخيرة كانت دافعا قويا لإعلان بني هلال قبولهم الصلح باسم المحبة والمودة ووجه الشيخ احمد عبد الصمد باسمه واسم أبناء بني هلال الاعتذار لأبناء الكوبانية نتيجة قتل أحد أبنائهم بالخطأ مشيرا إلى أن بنى هلال ستنفذ أي مطلب يرضي أسرة الضحية حتي ولوتمسكوا بالقصاص مشيرا إلى أن ذلك حقهم كما أشاد ممثل قبيلة بني هلال الشيخ احمد عبد الصمد بدور أولياء الدم في الصلح مشيرا إلي أنهم أيدوا الصلح وباركوه رغم الشياطين والمحرضين وأوضح أن هذا الصلح أراح قلوب أمهات القبيلتين وأشعرهم بالطمأنينة علي أبنائهم وقال إن الأجواء فى المنطقة عادت إلي طبيعتها وأصبح أبناء بنى هلال والدابودية أسرة واحدة وفى النهاية وجه الشيخ أحمد عبد الصمد ممثل قبيلة بنى هلال الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وفضيلة الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهروالقيادات السياسية والتنفيذية بالمحافظة علي حرصهم لإتمام الصلح وقال: أتمني أن تكمل الحكومة جميلها بالتدخل المباشر بالنظر إلى مشاكل شباب القبيلتين والاهتمام بهم عن طريق توفير فرص عمل وإمدادهم بالمشروعات الصغيرة بدلا من البطالة وإبعادهم عن بؤر المخدرات التى كان لها أثر فى تهورهم. أعتذار الدابودية وفي المقابل تقدم عارف صيام ممثل قبيلة الدابودية بالاعتذار للمجتمع المصري لما حدث في تلك الواقعة الأليمة التي كانت مدبرة بأيادي خارجية وقال صيام: الهلايل والدابوديه جيران والنبي عليه الصلاة والسلام أوصانا علي سابع جار داعيا الله «أن لا يري حبيب أو عدو ما رأيناه» مشيرا إلي أن لجنة الصلح لديها قناعة بأن الصلح لا يأتي في يوم وليلة وأن المفاوضات واجهتها كثير من العقبات والآراء المعارضة إلا أن أعضاءها كانوا لا ينظرون للمهاترات حتي وصلنا لهذا الصلح المرضي لكل الأطرف كما أشاد عارف صيام بدور أولياء الدم وتفهمهم للموقف وحرصهم علي عدم إراقة الدماء وقبولهم شروط الصلح بنفس راضية وبقناعة وطالب صيام بضرورة توخي الحذر والعمل المتواصل لكل أعضاء اللجنة وأن يعمل الكبار من أجل إقناع الشباب بأن الصلح خير موضحا أن تواجد النقط الأمنية بالمنطقة أمر مهم لحفظ الأمن والتصدي لعبث الشباب وألاعيب الصغار وطالب عارف صيام ممثل قبيلة الدابودية الحكومة بضرورة الإفراج عن كل المحبوسين ممن ليس عليهم أي أدلة ومن راحوا ظلما في هذه القضية كما ناشد النائب العام بأن يصدر قرارًا بنقل محبس المتهمين بالقرب من أسرهم لتجنبهم مشقة السفر إلي محافظة قنا وأنهي صيام تصريحه ل أكتوبر بتوجيه الشكر لكل من ساهم بكلمة وجهد من أجل الصلح كما دعا جميع الأطراف بالتفاؤل قائلا « التفاؤل حسن ظن بالله والتشاؤم سوء ظن بالله».