«بروموهات» مسلسلات رمضان لا تبشر بخير..وتؤكد أننا لم نخرج بعد من الدائرة الدرامية التى حصرنا فيها بعض المعلنين خلال السنوات العشر الأخيرة، وفرضت علينا لوناً واحداً من الدراما مع استثناءات قليلة، وهو دراما النجم الأوحد. وصحيح أن هذه النوعية قدمت لنا أعمالاً مميزة، وخاصة لنجوم مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف، لكن معظمها بات يدور فى فلك التكرار الممل، ويقدم لنا نفس النجوم بنفس الشخصيات تقريباً مع بعض التنويعات على النغمة الواحدة. ولم يسلم من تلك النمطية الدرامية حتى النجوم الشباب، فممثل مثل مصطفى شعبان مثلاً أصبح يرى نفسه وريثاً شرعياً لشخصية «الحاج متولى» التى لعبها نور الشريف فى المسلسل الشهير «عائلة الحاج متولى»، ومثل فيها مصطفى دور ابنه، ومن يومها وهو يقدم فى كل رمضان شخصية التاجر أو «المعلم» المزواج، والتى يبدو فيها أداؤه متأثراً تماماً بخليط من شخصيتى «نور» ليس فقط فى «الحاج متولى» ولكن أيضاً فى فيلم «العار». ومن «الحاج متولى» ايضاً انطلقت غادة عبدالرازق لتقدم أدوار البطولة الرمضانية، وأصبحت المعادل التليفزيونى للشخصيات التى كانت تقدمها نادية الجندى فى السينما، مع إضافة لمساتها الخاصة، ولا ينافسها فى تلك الأدوار المغرقة فى الإغراء والأداء «الفاقع» سوى الممثلة علا غانم، التى أصبح مجرد وجود اسمها على «تترات» أحد المسلسلات يرشحه لكى يحمل تحذير «للكبار فقط»، وهو ما حدث بالفعل فى مسلسل لم تشارك علا فى بطولته ولكنه كان مليئا بالإيحاءات الجنسية والإيماءات الصريحة، وهو «موجة حارة». والحقيقة أن هذا المسلسل لم يكن وحده الذى يستوجب كتابة هذا التحذير لمشاهديه، بل نافسه فى ذلك معظم مسلسلات رمضان الماضى، وهو ما استمر أيضاً فى مسلسلات رمضان هذا العام، التى يتضح من «بروموهات» الإعلان عنها مدى التراجع الذى نعانيه فى السنوات الأخيرة فى مستوى الحوار وآداب اللياقة التليفزيونية. ويبدو ذلك بشكل مفزع فى «الديالوج» الذى يدور بين عادل إمام ولبلبة، بطلى مسلسل «صاحب السعادة» حول أحد الأدوية المنشطة جنسياً ولا تمل معظم القنوات من إذاعته ليل نهار، كإعلان عن المسلسل رغم سماجته وعدم مراعاة كاتبه لسن البطلين اللذين تجاوزا السبعين عاماً! وإذا كنا جميعاً قد استبشرنا خيراً بالجهود التى تبذلها الحكومة لإعادة الانضباط الأمنى والأخلاقى إلى الشارع المصرى، والتخلص من العشوائية والقضاء على الظواهر الاجتماعية السلبية وفى مقدمتها التحرش اللفظى والجسدى، وإذا كان معظمنا قد رحب بقرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بوقف عرض فيلم «حلاوة روح» لخروجه عن الآداب العامة، فلابد أن يقوم اصحاب الأعمال الدرامية بتنقيتها من المشاهد المخجلة والألفاظ البذيئة قبل عرضها على الشاشة، إن لم يكن مراعاة لحرمة الشهر الكريم، فعلى الأقل خوفاً من تكرار أزمة «حلاوة روح» فى دراما التليفزيون التى تقتحم كل البيوت بدون استئذان.