انتهى المصريون من استكمال الاستحقاق الثانى لخارطة الطريق التى اختارها الشعب عقب ثورة 30يونيو 2013، فقد اختاروا المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا جديدا لهم لمدة أربع سنوات. فقد وجه المصريون الشكر للقوات المسلحة من قادة و ضباط وصف وجنود بعد أن استطاعوا تسطير ملحمة جديدة من ملاحم الوطنية خلال أعمال تأمين الانتخابات الرئاسية، وتصدوا لمخططات الجماعات الإرهابية التى حاولت تعكير صفو العملية الانتخابية، ليخرج العرس الديمقراطى فى أبهى صوره، ويحتفل المصريون باستكمال مشوار خارطة الطريق، ويشهد المصريون والعالم بحيدة ونزاهة القوات المسلحة. كما وجه الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الشكر لقادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة على جهودهم فى تأمين الانتخابات الرئاسية، ووفائهم بعهدهم تجاه الشعب المصرى العظيم بحمايته وتأمين إرادته الوطنية بكل نزاهة وتجرد، متمسكين بالقيم والمبادى الأصيلة للعسكرية المصرية التى اظهرت للعالم الصورة الحضارية لمصر والتلاحم بين الشعب وقواته المسلحة للوصول إلى هذه اللحظة الفارقة وانتخاب رئيس يعبر عن إرادة الشعب المصرى. يأتى ذلك تزامنا مع عودة أكثر من 181 ألف ضابط وصف وجندى من رجال القوات المسلحة إلى مناطق تمركزهم بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بعد انتهاء المهام المكلفين بها لتأمين اللجان والمقار الانتخابية وحماية الأهداف والمنشأت الحيوية فى نطاق مسئولياتها. وقد عبر المواطنين عن تقديرهم العميق للدور الوطنى لرجال القوات المسلحة والشرطة الأوفياء لوطنهم وشعبهم، وتقديم كافة التيسيرات لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة للإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر. فعلى مدى ثلاثة أيام كانت القوات المسلحة والشرطة رفعت خلالها درجة الاستنفار والاستعداد إلى الدرجة القصوى خلال المرحلة الثانية من مراحل التامين، والتى سبقتها المرحلة الأولى وهى مرحلة إعداد وتدريب القوات المشاركة فى عملية التأمين والتمركز فى الأماكن القريبة من مواقع الانتشار، والتى تبعتها المرحلة الثانية وشملت انتشارالقوات على كافة اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية وذلك لتامين اللجان والناخبين، فى حياد شديد التزمت به القوات المسلحة مؤكدة أن الجيش ملك للشعب المصرى ولا يمكن أن يكون سوى حاميا لإرادة هذا الشعب العظيم. أكتوبر رصدت تفاصيل عملية التأمين غير المسبوقة للانتخابات الرئاسية والتى شهدت بها المنظمات الدولية التى قامت بمراقبة الانتخابات الرئاسية وأشادت بالحيادية التى التزمت بها القوات المسلحة خلال الانتخابات رغم أن أحد مرشحى الرئاسة كان على رأسى المؤسسة العسكرية من قبل، وهو ما يؤكد أن القوات المسلحة تدين بالولاء للشعب المصرى وليس لأحد غيره. وقد أكد مصدر عسكرى رفيع المستوى فى تصريحات خاصة لمجلة أكتوبر أن القوات التى شاركت فى تأمين الانتخابات كانت التوجيهات لها واضحة وهى «أن القوات المسلحة ليست لها علاقة بالانتخابات سوى تأمين إرادة المصريين والحفاظ على أرواح الشعب المصرى، واحترام اختياره لمن يتولى قيادة المرحلة القادمة، وتقديم المساعدة الكاملة لكبار السن والمعاقين وتأمين وصول الناخبين إلى اللجان الانتخابية» الحياد من جانبه أكد اللواء أركان حرب توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية العسكرية أن «القوات المسلحة كانت على الحياد خلال تأمين الانتخابات التى كانت بمثابة عرس ديمقراطى. وهذا هو عهدنا مع الشعب المصرى العظيم، أن تظل القوات المسلحة دائما مصدر قوته والحافظ الأمين على إرادته دون تدخل فيها. وأضاف اللواء توحيد أن قوات التدخل السريع كانت تجوب كافة محافظات الجمهورية بالتعاون مع أفراد الشرطة المدنية وتشمل قوات لوحدات الصاعقة والمظلات والمشاة مسلحة على أعلى مستوى لمواجهة كافة أعمال الشغب والعنف من قبل أى جماعة إرهابية تريد تعكير صفو العملية الانتخابية. وأشار إلى أن القوات المسلحة تقوم بتأمين اللجان العامة والفرعية، لافتا إلى وجود دوريات متنقلة ونقط تقابل بالتعاون بين القوات المسلحة والشرطة المدنية. وأوضح قائد المنطقة المركزية أن القوات الجوية كانت تقوم بطلعات جوية بالتعاون مع الشئون المعنوية ومنها طائرات مراقبة داخل وخارج اللجان الانتخابية وطائرات للتصوير الجوى كما حدث عقب ثورتى يناير ويونيه من أجل معرفة حجم الأعداد التى خرجت إلى الانتخابات الرئاسية ورصد أى محاولات لتعكير صفو العملية الانتخابية وسرعة التعامل معها. وأضاف اللواء توحيد أن إرادة المصريين هى التى حددت اسم الرئيس الجديد لهذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن. فمنذ صباح الإثنين الماضى وحتى إعلان نتائج الانتخابات تم رفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى حيث شاركت المنطقة المركزية العسكرية وعناصر الدعم من قيادات وهيئات وإدارات القوات المسلحة بقوات تقدر ب 55 ألفًا و247 مقاتلًا شاركوا فى تأمين محيط اللجان داخل محافظاتالقاهرةوالجيزةوالمنوفيةوالقليوبيةوالفيوم وبنى سويف والمنيا بإجمالى تأمين 120 لجنة عامة و3862 مركزًا انتخابيًا 5325 مقرًا انتخابيًا. كما تم تأمين نقل أوراق الانتخابات الرئاسية بعد إعلان النتائج إلى المحاكم المختصة بإمكانيات مديريات الأمن مع دعمها بدوريات الشرطة العسكرية تحت إشراف مديرى الأمن. تفهم المهام وأضاف اللواء توحيد توفيق أن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على التأكد من تفهم جميع القوات المشاركة للمهام المكلفة بها لحماية المواطنين والتصدى لكافة التهديدات التى يمكن مجابهتها خلال تأمين اللجان والمراكز الانتخابية، ووضع الخطط الخاصة بتدريب القوات اشتملت على تنفيذ إجراءات درجات الاستعداد والتجهيز الفنى والإدارى، والتدريب على تحميل الأفراد والأسلحة والمعدات والتحرك إلى مناطق العمل المخصصة، والتدريب على كيفية التصرف فى مواجهة المواقف الطارئة بالتعاون مع قوات الشرطة وعناصر الأمن فى محيط اللجان وذلك وفقا للأساليب القانونية مع الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس حفاظا على أرواح المواطنين، وذلك بالاستفادة من الخبرات السابقة التى اكتسبتها عناصر القوات المسلحة خلال الجولات الانتخابية الماضية. والتدريب على أعمال الإسعاف والإخلاء الطبى للحالات الحرجة باستخدام الإسعاف الطائر، مع اتخاذ كافة الترتيبات لمراقبة وتأمين العملية الانتخابية بكافة المحافظات باستخدام طائرات المراقبة الأمنية والتصوير الجوى وسيارات البث المباشر، وذلك لنقل صورة حية للأحداث والإبلاغ الفورى عن أى أعمال تعرقل سير العملية الانتخابية إلى مركز العمليات الرئيسى للقوات المسلحة والمراكز الفرعية بالمحافظات وبالجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. وكان قائد المنطقة المركزية العسكرية قد أكد على رجال المنطقة من العناصر المسئولة عن التأمين للجان الانتخابية « تحملو وكونوا قادرين على المهام من أجل مصر وشعبها» وقد تفقد قائد المنطقة المركزية لجان نادى السكة بمدينة نصر والمدرسة السعيدية برفقة الفريق أول صدقى صبحى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى اليوم الأول للانتخابات. وفى اليوم الثانى للانتخابات تفقد اللواء توحيد توفيق اللجان فى مدرسة شبرا الفنية التجارية بقليوب ومدرسة قليوب الثانوية العسكرية مؤكدا على أهمية الدور الذى تقوم به القوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية فى حماية الناخبين، كما التقى مع المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية، وخلال اليوم الثالث للانتخابات قام قائد المنطقة المركزية بتفقد اللجان فى مدينة 6 أكتوبر وتفقد القوات فى مدرسة النهضة كما تفقد قوات التأمين فى مدينة الإنتاج الإعلامى. اليوم الأول وخلال اليوم الأول للانتخابات26 كان 200 طفل قد تجمعوا فى الساعة الثانية عشر إلا عشر دقائق ظهرا أعلى كوبرى شعبوط بكرداسة وقبل مجمع المدارس ب 100 متر لتعطيل اللجان وقامت قوات التأمين من القوات المسلحة بالتعامل معهم وفض المظاهرة. وفى الحادية عشرة وثلث ظهرا كانت قنبلة بدائية الصنع قد انفجرت بجوار سور مدرسة أبو بكر بالفيوم إلا أنها لم تؤثر على سير العملية الانتخابية وتم تمشيط المنطقة وتأمين اللجان. وفى نفس التوقيت قام 30 فردًا من مؤيدى الجماعة المحظورة بالمنيا بإطلاق الشماريخ لإثارة الذعر بين المواطنين والحيلولة دون وصولهم إلى اللجان وقد تعاملت معهم قوات الشرطة. كما تم القبض على (محمد عابد إبراهيم محمود ) يحمل لاسلكى موتوريلا أمام مدرسة البدرشين الإعدادية وادعى أنه ضابط وتم إحالته إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية. كما قامت قوات المنطقة الغربية العسكرية بالمعاونة بتأمين 8 لجان عامة و 150 مركزًا و150 مقرًا انتخابيًا بمحافظة مطروح. وقامت قوات المنطقة الشمالية العسكرية بتأمين 61 لجنة عامة و2420 مركزًا انتخابيًا و3038 مقر انتخابى بمحافظاتالإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية. وقد قامت المنطقة الجنوبية العسكرية بالدفع بقوات قدرت ب 17 ألفًا و803 ضابطًا وصف وجندى أمنت 60 لجنة عامة و2036 مقرًا انتخابيًا و2329 مركزًا انتخابيًا بمحافظاتأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والوادى الجديد. كما تعاونت عناصر من القوات البحرية ووحدات المنطقة الشمالية العسكرية فى تأمين عدد من اللجان وتأمين حدود مصر الساحلية، كما شاركت القوات الجوية بعناصر دعم وتنظيم طلعات للتأمين والتصوير الجوى لتأمين العملية الانتخابية بجميع محافظات الجمهورية، وقامت عناصر من وحدات الصاعقة بمعاونة التشكيلات التعبوية فى تأمين اللجان والمراكز الانتخابية، كما شاركت عناصر المظلات بالعديد من المجموعات القتالية، كذلك وحدات التدخل السريع والتى تعمل كاحتياطات قريبة لدعم عناصر التأمين فى التصدى للعدائيات المختلفة، وشاركت عناصر الشرطة العسكرية عناصر الشرطة المدنية فى تنظيم العديد من الدوريات المتحركة ونقاط التأمين الثابتة فى محيط اللجان. كما شارك الجيش الثانى الميدانى فى تأمين الانتخابات بمحافظاتالإسماعيلية ودمياط وبورسعيد والدقهلية والشرقية وشمال سيناء. وقامت قوات من الجيش الثالث الميدانى بتأمين المواطنين فى محافظاتالسويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر. وبروح معنوية عالية بدأت الوحدات والتشكيلات فى العودة لاستعادة كفاءتها القتالية والفنية لتنفيذ كافة الأنشطة والالتزامات التدريبية المكلفة بها. من جانب آخر قال الأنبا مكارى يونانى بالبطرخانة القديمة عقب إدلائه بصوته فى مدرسة الكواكب التجربية لغات بمصر الجديدة « لقد أتيت اليوم لأدلى بصوتى لأن هذا واجبى وواجب كل مصرى شريف يحرص على بلده ومستقبلها، ونزولنا ونزول المصريين، لإثبات أن الإرهاب لن يثنينا عن الواجب». وأكد أن الأقباط شأنهم شأن كل الشعب المصرى لا فرق بين مسلم ومسيحى. ونفى الأب مكارى ماتردد حول أن الكنيسة قد وجهت الناخبين الأقباط لانتخاب مرشح بعينه، فكل فرد يحكم قلبه وعقله وضميره ويختار الأنسب والأصلح للوطن». وبلغت نسب التصويت خلال يومى 26 و27 مايو بالقاهرة 47%(3207750) وفى الجيزة 35.5%(1626058) وفى القليوبية 44.5%(1170095) وفى المنوفية 55%(128667). الفيوم 24.5%(406079) وفى بنى سويف32.5%(503559) وفى المنيا 27.5%(789401). وفى محافظات الصعيد بلغت نسبة المشاركة 37%.