«أجواء احتفالية تغلفها النفحات الإيمانية ومكرمات أهل الخير وحركة دؤوبة فى البيع والشراء....الحمص والحلويات والكتب الدينية والسبح ولعب الأطفال، وأيضا الصلاة والتواشيح والذكر والتغنى بسيرة الأنبياء وأهل البيت والصالحين، الوجوه السمراء الطيبة المبتسمة المرحبة بكل من يمر تدعوه لشرب الشاى أو الماء المعطر بالورد وربما تجذبك يد حانية نحو سرادق ما لتناول الغداء أو الحصول على شربات المولد، ليس هذا فحسب فالاحتفال بمولد السيدة زينب الكبرى لايزال يمكن يقال عنه الكثير والكثير». وفى قلب المقام الطاهر للكريمة زينب الكبرى بنت رسول الله ? التى لقبّها محبوها بالطاهرة اجتمع المحبون فى ليلتها الكبيرة يؤدوون الصلوات ويذكرون أسماء الله الحسنى ويستمعون إلى التواشيح والابتهالات الدينية وما يتلى من آيات رب العالمين، بصعوبة بالغة اخترقت الحشود حتى وصلنا للشيخ على الجمال إمام مسجد الطاهرة السيدة زينب (رضى الله عنها) فيقول: بالنسبة للسيدة زينب رضى الله عنها قدمت إلى مصر سنة 61 هجريا استقبلها مسلمة بن مخلد وإلى مصر، وقدمت إلى مصر بسبب أنها لما ذهبت إلى المدينة بعد حادثة كربلاء تعاطف كل أهل المدينة مع أهل البيت الكرام فأبلغ بذلك عمرو ابن سعيد والى المدينة من قبل زيد ابن معاوية أخبره بتعاطف أهل المدينة وانضمامهم حول السيدة زينب رضى الله عنها فخاف على حكمه وقال له خيّرها إلى أى البلاد تختار فاختارت السيدة زينب رضى الله عنها مصر، وقد دعت إلى مصر ثلاث دعوات حيث قالت: آويتمونا آل مصر آواكم الله، أيدتمونا آل مصر أيدكم الله، نصرتمونا آل مصر نصركم الله، هذه الدعوات هى سبب البركات والنفحات على اهل مصر، وبعد أن جلست فى هذا المكان بكت لما تذكرت سيدنا الحسين وأبكت الحاضرين ثم تلت قول الله تعالى (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)، هذا المكان كما ذكر صاحب كتاب الزينبيات وهو من القرن الثانى الهجرى فى تحديد أن السيدة زينب رضى الله عنها توفت فى مصر وهذا الكتاب هو الفصل فى تحديد أن السيدة زينب الكبرى دفنت فى مصر وتوفيت فى هذا المكان وكان اسمه الحمراء القصوى، وذكر المقريزى أن الحمراء القصوى هو هذا المكان الذى فيه المسجد الآن، وقديما كان هناك قنطرة تسمى قنطرة السباع وكان يوجد عليها بعض الأشياء المنحوتة وكان يمر الخليفة هناك، وطبعا تم إلغاء هذه القنطرة وهدم هذا الخليج وصار المكان كما هو اليوم. وقد عاشت السيدة زينب فى مصر أحد عشر شهرًا ثم انتقلت إلى جوار ربها. وعن حكم الاحتفال بالمولد الزينبى قال على الله : إن الإمام السيوطى رحمه الله ألف كتابا حول الاحتفال بالنبى ?، وذكر أن مراسم الاحتفال به كانت تلاوة القرآن الكريم وقراءة الأذكار والتسابيح والصلاة على الرسول ? والأناشيد الدينية وما يدخل فى مضمونها مالم يخالف الشرع، أما ما يحدث من مخالفات خارج نطاق المسجد من الخدمات أومن الرواد والزائرين فهم مسئولون عن ذلك أمام ربهم، فاحتفالنا هدفه رفع الهمة وتقوية الإرادة والعزيمة والتأسى بمكارم وفضائل آل بيت النبوة، ونحن نسمع عن فضل السيدة الطاهرة و صبرها وجلدها وعبادتها فنتذكر قولها: فكم لله من لطف خفى .. يشق خفاه على فهم الذكى وكم يسر أتى من بعد عسر .. ففرج كربة القلب الشجى وكم أمر تساء به صباحا.. فتأتيك المسرة بالعشى وإذا ضاقت بك الأحوال يوما .. فثق بالواحد الفرد العلى. فهذ الكلام الطيب يمنحنا وازع ايمانى، فنحن بحاجة إلى ذلك الأمر خاصة فى هذه الأيام وهذه الظروف، وأيضا إلى أن تأتلف الأمة وتتحد على المحبة، فالاحتفال بالمولد ليس فيه سياسة ولابد أن ننأى بأنفسنا بعيدًا عنها ولا نتحزب بأى حزب أو تيار أو فصيل، ولا نتشيّع ولا نساعد على التشيّع لأن الفرق بين المحبة لآل البيت والتشيع ..شعرة، ولابد أن نحتفل بميلاد الصالحين وبالخص آل بيت النبى ..?. أما الأستاذ شعراوى محمد من رواد المسجد ويعمل فى توثيق النهج الصوفى فيؤكد أن الرسول ? قال: «أوصيكم الله فى أهل بيتى وكررها ثلاث مرات، ويضيف شعراوى:هناك الآلاف يأتون إلى هذا المقام لا لشىء إلا حبا فى آل البيت والاحتفال بالذكر والصلاة وترتيل القرآن الكريم الذى يتلوه فضيلة القارىء الشيخ حلمى الجمّال عقب صلاة المغرب والعشاء.