توافد المئات بل الآلاف علي مقام ومسجد السيدة المشيرة الطاهرة رئيسة الديوان السيدة زينب رضي الله عنها إحياء لذكري مولدها. مقلدين في ذلك أجدادهم حين استقبولها في أول قدوم لها إلي مصر بعد مأساتها وفجيعتها في كربلاء بفقد سيدنا الحسين رضي الله عنه ووجدت في المصريين حضناً دافئاً واستقبالاً وحباً جارفاً لآل بيت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. وتحول مقرها الموجود به المقام والمسجد الآن إلي ديوان المظاليم حيث تستقبل كل من له مظلمة سواء من الحاكم أو من أحد الأشخاص لتحكم بين الناس بالحق. وكان الجميع يلتزم تنفيذ ما تحكم به. حتي بعد انتقالها للرفيق الأعلي لم ينس المصريون ذلك "الديوان" فكانوا يلجون إليه يعرضون علي صاحبته ما يشكون منه سواء بالجلوس أمام مقامها ومناجاتها أو كتابة الشكاوي وكأن ضريحها "صندوق بريد" يقوم بتوصيل الشكاوي إلي المسئولين كما يحدث هذا أيضاً مع عدد من آل البيت كالسيدة نفيسة وغيرها وفي الظروف الراهنة التي تعيشها مصر عقب ثورة يناير وما تبعها من تداعيات سياسية واجتماعية وجد بعض المصريين أنفسهم مدفوعين للجوء إلي مقر رئيسة الديوان لعلهم يجدون في كنفها وساحتها الأمن والأمان الذي افتقدوه طوال الفترة السابقة. أماكن خدمة وقد تحول ميدان وساحة السيدة زينب إلي ملتقي شعبي كبير قصده المحبون من كل أنحاء مصر وهناك من غير المصريين. ونصبت سرادقات الذكر والتواشيح والقصائد النبوية في معظم الشوارع المحيطة. وكل طريقة صوفية لها مكان "خدمة" تستقبل فيه أبناءها ومحبيها وتقدم لهم كل ما يحتاجونه. كما تحول ليل المنطقة إلي نهار بفعل الأنوار الكثيفة والحشود الضخمة التي التي تحدث ظروف الانفلات لأمني وجاءت لإحياء مولد السيدة المشيرة. ولم يخل المكان من التواجد النسائي الكبير والذي ملأ مقر الضريح في المكان المخصص للسيدات فضلاً عن ازدحامهن في ضريح الشيخ عتريس المجاور لمقام السيدة زينب. حيث تكثر الدعوات عنده لتفريج كرب الفتيات اللائي تأخرن في الزواج. فها هو حمدان قاعود جاء من أقصي الجنوب ينشد الأمان والراحة النفسية في جوار السيدة زينب ويقول: سنوياً أحرص علي الحضور في مولد السيدة زينب وكذا سيدنا الحسين. ورغم المشقة التي نعانيها في سفرنا من أسوان إلي هنا إلا أن كل شيء يهون من أجل آل البيت. حراس مصر يلتقط خيط الحديث رفيقة محمد الساكت مؤكداً أن المصريين جميعاً اليوم بحاجة ماسة للجوء إلي التقرب إلي الله أكثر حتي يشعروا بالأمان الذي افتقدوه. فآل بيت رسول الله يبثون الأمن والأمان والاطمئنان بيننا. وليس كما يتصور البعض من أنهم يحتاجون إلينا بل نحن الذين نحتاج إليهم دوماً. يتفق معهما الصيدلي أحمد البحيري فيقول: نحرص علي الحضور من الشرقية لكل مولد آل البيت والأولياء الصالحين فعندهم نجد الأمن والسكينة ولولا وجودهم لتحولت مصر إلي ساحة للحروب الأهلية. فمصر محروسة من الله تعالي بوجود آل البيت فيها. يؤيده في الرأي سيد الغروري رجل عمال فيقول: بفضل الله أحرص علي المشاركة في مولد السيدة زينب وسيدنا الحسين سنوياً. ورغم أنني لا أستطيع ترك أعمالي في الصالحية الجديدة إلا أنني أواظب علي موالد آل البيت وإن لم أستطع فأحد أبنائي يأتي مكاني. مصدر السكينة نفس الكلام يؤكده المهندس مصطفي شيبوب قائلاً: نحرص علي الحضور كمجموعة من الإسكندرية في الليلة الختامية للاحتفال بمولد السيدة زينب حتي وسط الأحداث التي عاشتها مصر عقب الثورة كنا نأتي لنشهد ونعيش السكينة والطمأنينة في جوارها. فالله امتن علي مصرنا الغالية بالأمن والأمان وعلي المصريين بالسكينة والتواد رغم كل ما يقع من جرائم بسبب حبهم لآل البيت الكرام. فهم سُنِّيو المذهب.. شيعيِّو الهوي.. يحبون آل البيت والصحابة الكرام لكن دون تشدد وتعصب غلاة الشيعة. ولا تقتصر الزيارة علي الرجال دون النساء فها هي الحاجة توحيدة شبل تقول: كيف نتأخر عن السيدة الرئيسة في يوم مولدها؟ إننا نحرص علي التواجد بصفة دائمة في كل موالد آل البيت والأولياء ونكون في مجموعات نسائية نأتي من الإسكندرية لمدة ليلة واحدة ونرجع.