كنت ومازلت أجزم بأن الموالد الشعبية في مصر لا علاقة لموعد إقامتها بتاريخ ميلاد أو وفاة الشيخ أو الولي الذي يسمي المولد باسمه وان هذه الموالد منذ قديم الأزل قام بتنظيمها مجموعة من الناس بهدف الاسترزاق في المقام الأول تساندهم مجموعة من أصحاب حلقات الذكر بمختلف الأسماء والنوعيات هذه الموالد تسير وتقام علي أسس جغرافية. أي تبدأ الموالد من شمال مصر. مروراً بالقري والنجوع حتي تصل إلي القاهرة ليقام فيها أهم ثلاثة موالد مولد السيدة زينب رضي الله عنها ومولد سيدنا الحسين ثم مولد علي زين العابدين ثم تنتقل تلك الموالد بتجهيزاتها إلي جنوب مصر حتي مقام سيدنا أبوالحجاج القناوي ثم مولد سيدنا أبوالحسن الشاذلي بوادي حميثره في آخر أطراف مصر علي بعد 160 كيلو تقريباً من مرسي علم وقريبة من مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر أري ويري غيري ان خريطة الموالد في المقام الأول خريطة جغرافية لا علاقة لا بتواريخ ميلاد أو وفاة أسيادنا المشايخ ومن ثم بحث الأمريكيون عن موعد تكون فيها ركبان الموالد في طريقها من القاهرة إلي الصعيد وأقاموا مولداً جديداً اسمه مولد الجامعة الأمريكية. في هذا المولد نشط المنظمون لجعله مولداً حقيقياً دون ولي أو شيخ حلقات ذكر. دراويش مراجيح. قرفة وحلبة وارجوزات عربيات للنشان وضرب البمب وكان مولداً حقيقياً لا ينقصه سوي شيخ ومقام وزفة وقيل ان الجامعة الأمريكية التي نظمت المولد في مقرها الجديد بالتجمع الخامس حضره عدد من الشخصيات العامة والسياسية وحرصت رئيسة الجامعة ليزا أندرسون علي الحضور في فعاليات المولد وتنقلت بين أرجائه وفي النهاية قررت الجامعة الأمريكية التبرع بعوائد المولد البالغة مائتي ألف جنيه "200 ألف جنيه" لوزارتي السياحة والثقافة لدعم المنشآت السياحية وتطوير المسارح القديمة .. مولد وصاحبه غائب .. مدد.. مدد من غير عدد وإلي الأبد.