حول تأثير نتائج الانتخابات للمصريين بالخارج على الانتخابات فى الداخل وتأثير العمليات الإرهابية على إقبال الناخبين يومى 26و27 مايو الجارى يؤكد الكاتب والمفكر السياسى كمال زاخر أن كل قطاع فى هذه الانتخابات له طبيعته فالانتخابات فى الخارج تتسم بوجود نوع من الشجن والغربة مما يؤثر على حالة المصوتين، وذلك لأنهم يعتبرون مثل هذه الانتخابات هى فرصة لإعادة الارتباط بالوطن. وطبعا هم يتأثرون بالأخبار التى تصل إليهم وبالتالى فهم أكثر حساسية لإعادة الأمن والأمان والاستقرار للبلد وهذا بالضرورة له تأثير على اختياراتهم ولهذ رأينا أن النتائج أتت بهذا الشكل المفارق لصالح السيسى والذى كان متوقعا، ولكن بالنسبة للداخل فأنا أعتقد أن النسب سوف تتأخر أو تتراجع عن نسب التصويت للمغتربين وكذلك بالنسبة لكثافة الإقبال، وذلك لوجود تيارات مختلفة فى الداخل المصرى بعضها ينادى بالمقاطعة أو بعودة النظام القديم وبعضها يؤيد حمدين صباحى أو السيسى وبالتالى فهذا كله سوف يكون له انعكاسات وتأثير على نتائج الانتخابات فى الداخل، ورغم ذلك فأنا أتصور أن السيسى سيكون الأول وحمدين الثانى ولكن ليس بنسبة فارقة كتلك التى جاءت بها نتائج تصويت المصريين فى الخارج. وعن تأثير جماعة الإخوان على سير العملية الانتخابية قال زاخر : إن الطرف الذى يفقد مصداقيته والذى أصبح الآن متأكدا أنه ذهب بلا عودة لابد أن يردد الشائعات والتى تصف العملية الانتخابية بالمسرحية لكى يبرر فشله فهم لن يعترفوا أن المجتمع المصرى يرفضهم لأنهم يفتقدون ثقافة القراءة بعيون مفتوحة وأيضا ثقافة الإقرار بالواقع والانسحاب من المشهد، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، هم فقط يؤمنون بمبدأ إما أن تكون معى أو ضدى أو عدوى،ولذلك فهم يجيدون التخوين والتكفير بشكل كبير يمتد إلى عام 1928م، وليس وليد اليوم وكل خبراتهم وثقافتهم تصب فى ذلك الاتجاه. وفى نفس السياق يقول اللواء محمد عبدالفتاح مساعد وزير الداخلية سابقا: إنه من الواضح وكما أظهرت النتائج الخاصة بتصويت المصريين فى الخارج أن الإقبال كان غير مسبوق، وهذه النتائج تؤكد حرص المصريين على المشاركة وتشير إلى إمكانية زيادة أعداد المشاركين إذا اتخذت الدولة إجراءات تساعد فى التوسع فى إقامة اللجان الانتخابية داخل السفارات والقنصليات فى دول العالم المختلفة، كما أوضحت هذه النتائج مدى تعايش المصريين المقيمين فى الخارج بآمال وآلام مصر واستشعارهم بأحاسيس الشارع المصرى، وإدراكهم أنهم مقبلون على انتخابات غير مسبوقة وبالتالى فأنا أعتقد أن ذلك سوف ينعكس على الأداء وعلى الإقبال يومى 27،26 مايو. وأضاف عبد الفتاح أن ما يحدث من فلول الإخوان من قتل للجنود البسطاء الذين لا شأن لهم بالصراع السياسى وترويج الشائعات والأكاذيب هدفه إحباط المجندين وإصابتهم بالاكتئاب النفسى ظنا منهم أنهم سوف يجعلونهم يخشون تأمين الانتخابات وهذا غير صحيح على الإطلاق فجماعة الإخوان المسلمين انكشفت تمامًا أمام الشعب المصرى الذى أتوقع أنه سيشارك بقوة غير مسبوقة وستكون النتائج مدهشة، فبالرغم من أن حمدين صباحى مناضل وسوف يصمد للنهاية إلا أن النتائج ستحسم الصراع الانتخابى لصالح السيسى، وأطالب الشعب المصرى العظيم بأن يكون يقظا ويشارك الأمن فى مسئولية مواجهة أفعال الإخوان الصبيانية الخسيسة، وعلى تلك الجماعة التى ظلت تسعى للوصول إلى الحكم طوال 84 سنة لكى تكون ركيزة لخدمة المخابرات البريطانية التى ساعدت حسن البنا فى إنشائها إلى أن استلمت أمريكا المنطقة واستلمت مخابراتها (C.I.A) ملف الإخوان، أن تدرك أنها باتت مكشوفة تماما أمام المصريين وأنهم قادرون على تصفية تلك الجماعة إذا أرادوا ذلك . أما الدكتور عثمان محمد عثمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة 6أكتوبر فيقول: بالنسبة لنتائج تصويت المصريين بالخارج تجد أن المؤشر الأول أن جميع المصريين استشعروا المخاطر التى تواجهها مصر سواء على المستوى الأمنى أو المستوى الاقتصادى، ومنذ تحرك المصريين فى 30 يونيو وهم مصرون على استكمال خارطة المستقبل التى سوف تؤكد الأمن والاستقرار والتنمية فى مصر، فالأعداد التى شاركت كانت غير مسبوقة من قبل والتى تؤكد أن المصريين استشعروا ضرورة اختيار المرشح الرئاسى القادر على قيادة سفينة الوطن فى هذه المرحلة وبالتأكيد سوف يكون لهذه النتائج انعكاسات ايجابية على انتخابات المصريين فى الداخل يومى 26 و27 مايو وأتصور بل وأتوقع أن تكون نسبة الإقبال الجماهيرى للمواطنين المشاركين فى التصويت نسبة عالية جداً، وأتصور أيضا أن أسهم المشير عبد الفتاح السيسى وثقة المصريين فيه كبيرة، لأنه أوقف مخططاً داخلياً وخارجياً دولياً وإقليمياً لتمزيق مصر والسيطرة على القرار الوطنى فى مصر وهذا الموقف له تأثير على قرار الشعب المصرى . وعن شائعات الإخوان قال عثمان إنها أمر طبيعى جداً أن يردد فصيل الجماعة الإرهابية مثل هذه الشائعات لأن مفهوم الوطن والمواطن والقرار الوطنى غائب لديهم وتعتبر هذه الأفكار غير موجودة فى فكر هذه الجماعة وبالتالى تشويه العملية الانتخابية أمر طبيعى بالنسبة إلى هذه الجماعة التى تكره استقرار الوطن، ولكن ببساطة شديدة جداً المؤشر يقلل من قيمة الانتخابات ولكن يؤكد أن الشعب اختار المرشح الأنسب والأفضل لهذه المرحلة ثم أن موقفه بعد ما تصدى لهذه المخاطر التى واجهت مصر فى 30 يونيو تؤكد زيادة رصيده لدى المصريين وأمر متوقع أن يكون الفارق بينه وبين المرشح المنافس كبيرًا جداً. وفى نفس السياق يقول الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان لابد أن نفرق بين رقمين الأول رقم ال 300 ألف مصوت وهو رقم كبير بالنسبة لكتلة التصويت التى شاركت فى الانتخابات السابقة أو التصويت على الدستور والرقم الثانى وهو كل المسجلين فى القوائم وهم من كان يجب أن يصوتوا وهم يبلغون وفق ما صرح به السيد مساعد وزير الخارجية حوالى 8ملايين، والإخوان لعبوا كثيراً على هذه المفارقة العددية، أما عن فارق التصويت بين كلا المرشحين فأقول إن الفرق شاسع بينهما، فالأستاذ حمدين صباحى حصل على نسبة أصوات قليلة وعليه فالاتجاه العام يتجه نحو المشير السيسى. وأضاف عودة الإخوان يستغلون هذا الفارق لتشويه صورة العملية الانتخابية وتقييمى لهذا الفارق أنه طبيعى جداً لأن الأستاذ صباحى لم يحصل على تأييد الكثير من القواعد الرئيسية للحزب الناصرى وجمهوره، فالحزب الناصرى نفسه وأبناء الرئيس جمال عبد الناصر والقوميين العرب أعلنوا تأييدهم للمشير السيسى. فمن جانبه أكد الكاتب والمفكر مختار نوح المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية أن أكثر محاولات الإخوان خلال يومى الاقتراع لن تتخطى القيام باشتباكات أمام اللجان والسعى لعرقلة سير الانتخابات إضافة إلى ارتكابهم بعض الخروقات داخل اللجان لإفشال عملية التصويت وحذر نوح فى الوقت نفسه من قيام ميليشيات الإرهابية باختراق اللجان الانتخابية بالمناطق الأقل تأمينا فى المحافظات الأخرى لبث الرعب فى قلوب المصريين. مشيرًا إلى أنه لن يحدث أكثر مما يحدث الآن من أعمال عنف وجرائم خاصة فى ظل الأحكام بالإعدام التى صدرت ضدهم مؤخرًا وتواجد الرقابة الأوروبية على الانتخابات فهذه الخطوة ستكون عائقًا أمام الإخوان فى ارتكاب الأعمال الإرهابية. فى حين حذر البرلمانى السابق حمدى الفخرانى من قيام بعض المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية ببعض العمليات التفجيرية داخل اللجان قبل الانتخابات بيوم أو يومين لتخويف الناخبين من النزول للإدلاء بأصواتهم خشية وقوع أعمال تفجيرية أخرى وخاصة شريحة السيدات والتى تمثل 50% من نسبة الناخبين، كما حذر الفخرانى من القيام بأعمال عنف وقتل أمام اللجان، مطالبا الجميع بتوخى الحذر وتشديد الإجراءات الأمنية حول اللجان الانتخابية وإلقاء القبض على أى شخص يشتبه به حول اللجان.