بعد تزايد نسبة الإصابة بفيروس شلل الأطفال عالمياً فى السنوات الأخيرة، خاصة فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط واكتشاف حالات مصابة فى سوريا والعراق وغيرها ، قررت وزارة الصحة شن حملة قومية للتطعيم ضد شلل الأطفال ، انتهت هذه الحملة فى الأسبوع قبل الماضى ومن المقرر بدء حملات أخرى فى أكتوبر المقبل. وشملت الحملة تطعيم أكثر من 14مليون طفل من سن يوم إلى 5 سنوات، لرفع مناعتهم ومنع عودة الوباء إلى مصر مرة أخرى، حيث كانت آخر حالة إصابة عام 2004 ، وذلك حسب ما ذكر الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان ، مشيرا إلى تطعيم كل الأطفال حتى السن المحددة سواء المصريين أو الأجانب المقيمين ، وأوضح أنه تم تجهيز 17 مليون طعم للحملة بتكلفة 35 مليون جنيه، وذلك فى حين أن آخر حملة تطعيم قومية أطلقتها الوزارة كانت خلال شهرى نوفمبر وديسمبر الماضى، وتم خلالها تطعيم حوالى 14 مليون طفل. وكانت آخر الحملات فى مارس الماضى بمحافظة شمال سيناء، وذلك عقب ظهور عينات بيئية تحمل الفيروس بمدينة رفح الفلسطينية وقطاع غزة. ومن جانبه أوضحت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر الدكتورة ماري أوت بأن الوكالة عملت لسنوات عديدة للمساعدة في القضاء على شلل الأطفال في مصر ، حتى تم إعلان مصر خالية منه فى عام 2006 ، مضيفه «سنواصل العمل إلى جانب الشعب المصري لمنع وباء شلل الأطفال من العودة إلى مصر». وفى هذا الإطار، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن شلل الأطفال مرض فيروسى شديد العدوى يغزو الجهاز العصبى وهو كفيل بإحداث الشلل التام فى ساعات قليلة، ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر فى الأمعاء، وتتمثّل أعراض المرض الأولية فى الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم فى الأطراف، مشيرا الى عدم وجود دواء وعلاج له ولكن يمكن الوقاية منه فقط من خلال التطعيمات الخاصة به. ويشير الدكتور مصطفى المحمدى مدير مركز التطعيمات بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات إلى أن الغرض من هذه الحملة منع انتقاله من الدول التى بها اصابات، خاصة أن هذا الفيروس لا يعرف حدود ومن السهل انتقاله. وشدد على أن هذا التطعيم من التطعيمات الإجبارية التى تعطيها وزارة الصحة ، وتبدأ الجرعات عند الولادة ثم عند شهرين ثم أربعة أشهر و 6أشهر ثم عند تسعة أشهر وجرعة أخرى عند تمام السنة الأولى وعند اكتماله عام ونصف ، وذلك بالإضافة إلى الحملات القومية مثل هذه الحملة ، موضحاً أن نسبة الحماية تصل إلى 90% بعد أول جرعتين ومع تكرار الحملات والجرعات تكاد تصل الحماية إلى 100% ، والدليل على ذلك عدم وجود حالات لدينا حتى الآن منذ إعلان مصر خالية من شلل الأطفال . وينصح المحمدى الأمهات بعدم تناول أطفالهم جرعة هذه الحملة إذا لم يمر شهر على الجرعة السابقة ، لأنه إذا أخذها لن تؤدى مفعولها . وأضاف أنه على الأمهات غسل أيديهن جيداً بعد التعامل مع براز الطفل فمن خلاله ينتقل إلى الفيروس إلى الفم ويصاب الشخص بالمرض . وعن التطعيمات يوضح المحمدى أن الوزارة توفر التطعيمات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، ويتم فحصها وتحليلها للتأكد من سلامتها، ويتم الحفاظ عليها فى ثلاجات تبريد خاصة،ثم يتم توزيعها على المديريات والإدارات والوحدات الصحية على مستوى الجمهورية.