تثير شروط طرح رصيف «100» بميناء الإسكندرية علامات استفهام ودهشة واستغراب معا!! ومن هذه الشروط أن يشارك خط ملاحى عالمى. وهذا الشرط فى حد ذاته حق يراد به باطل لأن حاويات الوارد والصادر تعتمد على التجارة الخارجية التى يتم التعامل فيها بالتصدير والاستيراد. والخط الملاحى سيأتى لمحطة الحاويات فى كل الأحوال سواء بارادته أو مضطرا لأنه لا سبيل أمام الخطوط الملاحية العالمية إلا التعامل مع محطات الحاويات الوطنية. أما تجارة الترانزيت فيمكن للخط الملاحى أن ينزل بضاعته فى أى ميناء ولا يوجد الزام على الخط الملاحى العالمى فى التعامل فى محطة حاويات بعينها. وتجارة الترانزيت تحتاج إلى مشغل ملاحى عالمى بالفعل وحاويات الترانزيت نسبة التشغيل فيها لا تتجاوز 5% فى محطات الحاويات الوطنية. وتتنافس الخطوط الملاحية العالمية مع حركة التجارة الخارجية فى تقديم أفضل المزايا اللوجستية فى نقل البضائع فى أسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة. لقد تقدم لمشروع رصيف «100» 9 شركات منها 5 عالمية و4 وطنية. وأتصور أن فرض خطوط ملاحية عالمية فى المشروع يضر اقتصاديا وبحريا بمصر لأن ذلك سيجعل شركات الحاويات الوطنية تحت إبط هذه الشركات العالمية. كما أنها ستتحالف مع بعضها من أجل تقليص وتهميش نسبة مشاركة الشركة الوطنية فى رأس المال حتى تكون لها اليد الطولى والسيطرة الكاملة على الشركة المصرية وفقا لحوزتها النسبة الغالبة من رأس المال وبالتالى هيمنتها الكلية على كل مقدراتنا. والغريب والمدهش أن الخطوط الملاحية العالمية ستأتى طوعا أو كرها لمحطات الحاويات الوطنية وليس العكس صحيحا. والتساؤل لماذا نغامر باقتصادنا ومصلحتنا التجارية وأمننا القومى فيما لا طائل ولا فائدة من ورائه؟ إن هناك أيادى شريرة تريد أن تخَّرب شركات الحاويات الوطنية كما حدث مع شركات التوكيلات الملاحية التى أغلقت أبوابها وتتسول مرتبات العاملين فيها لأنها لاتدر أى دخل بعد أن كانت أرباحها تتجاوز نصف المليار جنيه فى التسعينات من القرن الماضى ومازلنا نذكر أن الخط الأول لمترو الانفاق تمت تغطية نفقاته بالكامل من شركات التوكيلات الملاحية لقد تردد أن شروط طرح الرصيف «100» قد وضعت خصيصا لإحدى الشركات الملاحية العالمية دون مراعاة للبعد الاقتصادى والاجتماعى والأمنى لمصر. إننا نناشد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء تعديل شروط طرح الرصيف «100» بميناء الإسكندرية لترسيته على إحدى شركات الحاويات الوطنية لأنها أولى وأحق وأفضل اقتصاديا وتجاريا ولا يعقل أن تأتى شركة عالمية تستنزف عملتنا الصعبة وتخرجها ونحن فى أمسَّ الحاجة لها فى الداخل. كما أن علينا أن نتخلص من عقدة «الخواجة ينى» تحت زعم الخبرة العالمية لأن بلدنا زاخر بخبراته ورجاله. إن الخوف كل الخوف أن يتم إغلاق شركات الحاويات الوطنية وإفلاسها وتخريبها مع سبق الاصرار والترصد كما حدث مع التوكيلات سابقا. وبعد ذلك نندم ونلعن حظنا ونبكى على اللبن المسكوب. إن شركات الحاويات الوطنية تحقق أرباحا صافية تصل إلى المليار جنيه سنويا ومنها شركة إسكندرية تحقق وحدها نصف مليار جنيه فضلا عن تشريد عمالها وإغلاقها بالضبة والمفتاح.