النصب باسم الجهات السيادية، وانتحال صفة وأسماء أشخاص من العاملين فى تلك الجهات للحصول على معلومات أو على أموال أو محاولة لجلب الإعلانات لبعض الصحف التى لا يراها القارئ، بات خطرًا يستوجب اتخاذ اجراءات حاسمة ورادعة لمواجهة هؤلاء من قبل الجهات الرقابية، فلم تكن قضية أيمن حاتم عبدالنور الذى انتحل صفة ضابط بالقوات المسلحة للحصول على معلومات، هى الأولى .. ولن تكون الأخيرة فى ظل ضعف التشريعات القانونية، التى لم تستوجب أحكاما رادعة فى معاقبة هؤلاء، أكتوبر حصلت على تسجيل صوتى لحوار دار بين أحد أصحاب الشركات وشخص ادعى أنه وكيل أول وزارة للمكتب الفنى لوزير المالية، طالبه فيها بالمشاركة فى حملة إعلانية بإحدى الصحف. ونحن نؤكد أن هذا التسجيل وأرقام الهاتف التى تم الاتصال منها، وكافة البيانات نضعها أمام جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية حال طلبها وقد احتفظنا باسم الشركة لدى المجلة على أن نقدم كافة البيانات لجهات التحقيق. جاء نص المكالمة الأولى والتى استمرت لمدة 6 دقائق و32 ثانية والتى دارت بين مدير الشركة، والشخص الذى زعم أنه مسئول المكتب الفنى لوزير المالية، وكيل أول الوزارة تحت اسم الدكتور محمد مصطفى محروس، وهو ما ينافى الحقيقة. المتصل: ألو. مدير الشركة: آلو. المتصل: السلام عليكم مدير الشركة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته المتصل: الباشمهندس محمد مدير الشركة: لا النمرة غلط مين معايا. المتصل: شركة..... للمقاولات العامة يافندم. مدير الشركة: آه أحمد معاك مش محمد. المتصل: آه أحمد بيه، أنا آسف، أحمد بيه معايا مدير الشركة. مدير الشركة: أيوة يا فندم. المتصل: ازيك يا أحمد بيه آسف للإزعاج.. معاك يا فندم وزارة المالية.. مكتب الدكتور محمد مصطفى محروس وكيل أول الوزارة يافندم. صاحب الشركة: يا أهلا وسهلا. أهلا بيك.. هو الدكتور كان طالب يكلم حضرتك يا أحمد بيه. (ثم جاء صوت السبيكر على الهاتف يقول المتصل.. احمد بيه يا فندم مع حضرتك شركة.... للمقاولات العامة). ينتقل الاتصال بعد ذلك من الموظف إلى الشخص الذى يدعى أنه مسئول رفيع المستوى بوزارة المالية والذى يبدأ المكالمة قائلا: سلام عليكم. صاحب الشركة: سلام ورحمة الله وبركاته المسئول المزيف: أحمد بيه إزى سعادتك.. كل سنة وأنتو طيبين وإحنا أسفين للإزعاج. صاحب الشركة: وأنت طيب يا فندم. المسئول المزيف: إحنا أسفين للإزعاج أزعجناك. صاحب الشركة: لا تحت أمرك يافندم.. تحت أمرك. المسئول المزيف: إنت أخبارك.. والشركة عاملة إيه على حسك. صاحب الشركة: كل تمام الحمد لله. المسئول المزيف: ربنا يوفقكم.. معاك يافندم وزارة المالية، دكتور محمد مصطفى محروس وكيل أول وزارة المالية المكتب الفنى لمعالى الوزير. صاحب الشركة: يا أهلا وسهلا. المسئول: أهلا بيك.. وأى خدمة ليك إحنا ما نتأخرش يا أحمد بيه. صاحب الشركة: ربنا يعزك يا فندم . المسئول المزيف: لو عايز حاجة من الضرائب.. المكافحة.. الجمارك.. أى حاجة فى أى مكان يخصنا.. كلمنا ودى وزارتك. صاحب الشركة: ربنا يخليك يا فندم تسلم لنا. المسئول المزيف: أحمد باشا.. إحنا لينا موضوع كده يهمنا نعرضه على الشرفاء أمثالك ليكونوا معنا. صاحب الشركة: إنت تؤمر يافندم. المسئول المزيف: إحنا طبعا المصريين كلنا إيد واحدة من الشرفاء فانا وأحمد بيه وكل فئات الشعب ندين أى أحداث عنف تحدث، يذهب ضحيتها أبرياء ليس لهم ذنب فى شىء. صاحب الشركة: طبعا. المسئول المزيف: وندين العنف اللى يأخر البلد ويخرِّب فيها، فإن شاء الله من خلال وزارة المالية بالتعاون مع الجهات العليا قايمين بأكبر مبادرة منا وأكبر حملة توعية نناشد فيها شعبنا وشبابنا أهمية الاستقرار فى الوقت ده يا أحمد بيه. صاحب الشركة: طبعا. المسئول المزيف: وأهمية أن نكون إيد واحدة وشعب واحد على قلب رجل واحد لكى نضع مصر على الطريق الذى اخترناه لها كلنا. صاحب الشركة: أكيد أكيد يافندم. المسئول المزيف: من خلال أن شرفاء البلد زيكم الناس اللى ليها وضعها فى مكانها يكونوا موجودين فى حملتنا. صاحب الشركة: معاك يا فندم فى أى حاجة. المسئول المزيف: إحنا فى الفترة دى بالتعاون مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية والرئاسة قايمين بحملة مكبرة إعلاميا علشان نوصل رسالة لشعبنا وللعالم، أنا هاعرضها عليك علشان يهمنا اسمك يعلى فى الفترة القادمة. صاحب الشركة: تمام. المسئول المزيف: قولى الأول قبل ما ياخدنا الكلام أنت اتعاملت مع القطاع العام والقوات المسلحة والداخلية فى شغل مناقصات ولا لا. صاحب الشركة: لا لا لسه بصراحة. المسئول المزيف: ليه إنت زعلان من كل دول بقى كلهم ولا إيه. صاحب الشركة: لا لا أبدا مفيش زعل ولا حاجة. (وفى الجانب الآخر كان المسئول يضحك ضحكة عالية) يريد ان يضفى على المكالمة جوًا من السعادة. ويرد صاحب الشركة: بس ده نصيب ودى أرزاق. المسئول المزيف: على فكرة أنا بسألك لأننا عاملين شغل كبير جدًا تحت رعايتنا كوزارة مالية فى مناقصات وشغل، وفتحين جهاز جديد علشان ندعم الشرفاء زيكم بالشغل ده، عموما الحملة دى.. وأنا أتمنى أنكم تشاركوا فيها.. وفيه مؤتمر الشهر اللى جاى لما نحدده المكتب الإعلامى فى الوزارة يبعتلك دعوة رسمية ضرورى نشوفك فيه إن شاء الله. صاحب الشركة: إن شاء الله. المسئول المزيف: نشوف برضه المتاح فى الشغل مع الجهات «دى» بحيث تتعاون معانا وندعمكم. صاحب الشركة: بإذن الله.. بإذن الله. المسئول المزيف: وأنا فى نهاية حديثى هاسبلك الرقم بتاعى. صاحب الشركة: أنا سعيد جدا بمكالمة حضرتك. صاحب الشركة: ربنا يخليك يا حبيبى وأى خدمة ليك، عموما الحملة دى بتتضمن إصدار بعض الأعداد لجريدة «الرأى الدولى»، صادرة تحت اسم نعم لاستقرار مصر.. ده جرنال زى الأخبار بالظبط توزيع الجمهورية ويتم توزيعه على الجمهورية كلها وعلى كل الوزارات والهيئات والمحافظات على مستوى الدولة وعلى السفارات، بالإضافة للتوزيع على الباعة، حملة قومية إحنا قايمين بيها، كل الشرفاء زى سعاتك موجودين فيها هنكتب اسمك واسم المنشأة بتاعتك ونعملك مساحة معينة فى الجريدة وإشادة عن الاستقرار وإن كلنا إيد واحدة وشعب واحد نؤيد الاستقرار وننبذ العنف وهدفنا مصلحة مصر، طبعا كلمة بإشادة بالجهود المبذولة من القوات المسلحة ورجال الشرطة الشرفاء اللى تحملوا مسئوليتهم تلبية لنداء الشعب المصرى ياأحمد بيه. صاحب الشركة: تمام يافندم. المسئول المزيف: طبعا الكلمة دى المصممين بيصمموها على لسانك فى الجريدة وبعيد عن ده كله أنا تشرفت بيك وده موبيلى الشخصى اللى انا بكلمك عليه دكتور محمد مصطفى محروس وكيل أول وزارة المالية، أى خدمة أنت تكلمنى. صاحب الشركة: وإن شاء الله المؤتمر ده هيكون امته؟ المسئول المزيف: إن شاء الله الولاد هيكلموك، وهيكون الشهر اللى جاى، ولما نحدده هنبلغك ونبعت ليك الدعوة. صاحب الشركة: إن شاء الله. المسئول المزيف: وعموما الولاد بالجريدة هيبقوا يكلموك هى ليها مساحات بسيطة وبيبقى ليها ماديات رمزية مبتدفعشى اللا لما العدد ينزل وتجيلك النسخ كمان. صاحب الشركة: تمام. المسئول المزيف: كدعم منكم للحملة القومية. صاحب الشركة: تمام يافندم ما فيش مشكلة. المسئول المزيف: وعموما الفاتورة بتاعت الجريدة برضة بتقدم فى الحسابات فى الضرايب علشان إحنا بنخصمها كاملة من الوعاء الضريبى من عندنا. صاحب الشركة: تمام يافندم. المسئول المزيف: وبعدين فيه مساحتين بساط جدا إحنا محددينهم زى مثلا ربع صفحة ألوان مخفضة تبقى فى حدود 5 آلاف وال 1/8 من الصفحة فى حدود ثلاثة آلاف، فأنت اللى يريحك أهم شىء اسمك معانا ياأحمد بيه. صاحب الشركة: ربنا يعزك. المسئول: تمام. صاحب الشركة: طيب هنعرف تفاصيل الحملة ازاى؟. المسئول المزيف: هما الولاد هيكلموا سعادتك فى الجريدة.. تمام، هاينسقوا ياخدو البيانات منك، ويقولولك على الكلمة اللى هتنزل على لسانك، وهيجيبولك الجريدة لما تنزل. أنت بقى شايف فى الوقت الحالى الربع ده مناسب ولا الثمن. صاحب الشركة: والله أنا شايف إن الأسعار كويسة يعنى. المسئول المزيف: وأنا مش هاعتبر الربع صفحة ده بخمس آلاف أنا هاعتبره بخمسة مليون باسمك عندى. كفاية أن انتو من الشرفاء. صاحب الشركة: ربنا يخليك يا فندم. المسئول المزيف: وقولى بقه مش عايز حاجة من الوزارة من عندى. صاحب الشركة: ربنا يخليك يا فندم، إحنا نقابل حضرتك شخصيا. المسئول المزيف: ده ضرورى، وعلى فكرة لو عاوز تقابلنى فى الوزارة بعد أسبوع أو 10 أيام لما اخلص الحملة دى، كلمنى وتعالى شرفنى. صاحب الشركة: إن شاء الله . المسئول المزيف: فى أى وقت. صاحب الشركة: تليفون حضرتك الشخصى ده طبعا. المسئول المزيف: آه طبعا، هما بقى الولاد هيكلموك على الداتا والكلمة اللى هتقولهلهم، وبعد كده لما بتنزل الأعداد هيجيبوها لك والفاتورة دى ما فيهاش مشاكل خالص. صاحب الشركة: تمام يا فندم. المسئول المزيف: وده موبايلك الشخصى أنا هاسجله معايا، الباشمهندس أحمد إيه بالكامل. صاحب الشركة: أحمد رضا السيد. المسئول المزيف: أهلا وسهلا وسعيد بيك يااحمد بيه. صاحب الشركة: وإحنا أسعد. المسئول المزيف: نسعد أننا نتقابل على خير. صاحب الشركة: مع السلامة. المسئول المزيف: مع السلامة. المكالمة الثانية والتى تمت بين صاحب الشركة وأحد العاملين بالجريدة عقب المكالمة الأولى والتى تم الاتفاق عليها على مساحة الإعلان والابتزاز للمصدر وظلت لمدة دقيقتين و40 ثانية، وكان نص المكالمة كالاتى: صاحب الشركة: الو سلاموعليكو. مسئول الجريدة: عليكم السلام يا أحمد بيه. صاحب الشركة: أهلا وسهلاً. مسئول الجريدة: محمود إبراهيم يا فندم جريدة الرأى الدولى. صاحب الشركة: يا أهلا وسهلاً. مسئول الجريدة : معالى الدكتور كلم حضرتك للمشاركة فى الحملة عندنا. صاحب الشركة: آه إن شاء الله. مسئول الجريدة: شركة الشرق للمقاولات العامة. صاحب الشركة: للمقاولات العامة.. آه..وتصنيع الأخشاب. مسئول الجريدة: تصدير الأخشاب. صاحب الشركة: لا تصنيع الأخشاب. مسئول الجريدة: تصنيع الأخشاب. صاحب الشركة: آه .. طيب كنا عايزين الأول نسخة من الجريدة. مسؤل الجريدة: والله بص يا أحمد بيه.. هو الجرنال جديد 16 صفحة بالألوان وحسب ما الدكتور كلم حضرتك الأسعار مخفضة، فيه ربع فيه 1/8 صفحة، حسب المساحات. صاحب الشركة: طيب هى إعلانية فقط ؟ مسئول الجريدة: لا يا فندم دى زى المساء والأهرام والأخبار والجمهورية جورنال آه، والدكتور بيختار 6 أو 7 من حبايبه فى كل عدد بياخد فيه المساحات الإعلانية. صاحب الشركة: تمام. مسئول الجريدة: الإعلان هيبقى «شركة.... للمقاولات العامة وتصنيع الأخشاب، أحمد...، ...... القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة يحيِّى الدور الذى تقوم به القوات المسلحة والعمل على الاستقرار واستعادة الأمن والأمان ودفع عجلة الإنتاج حتى تستعيد مصر مكانتها المرموقة بين مصاف الدول الكبرى، وأنه لولا رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل الذين لبوا نداء الشعب المصرى وقدموا دماءهم وأرواحهم حتى تستقر مصر وتعود مصر آمنة. ثم نكتب العنوان الخاص بالشركة أسفل الإعلان. صاحب الشركة: تمام مسئول الجريدة: الربع بخمسة وال1/8 صفحة بالفين ونص واللى انت عايزه . صاحب الشركة: طيب ممكن تبعت لى نسخة مثلا اشوفها. مسئول الجريدة : يافندم أنا بقلك الجرنال جديد، وبعد ما ينزل الجرنال نبعت لحضرتك 30 نسخة والفاتورة بالمساحة اللى انت عايزها. صاحب الشركة: طيب ممكن تبعتلى قائمة الأسعار حتى؟ مسئول الجريدة: ما أنا باقلك بالتليفون الأسعار!!، والربع فى الصفحة الأخيرة بأربعة آلاف اللى أنت عايزة، كلمة واحدة.. أنت عايز مساحة كام عايز تأجل، علشان نبلغ الدكتور محمد مصطفى. صاحب الشركة: طيب علشان اكلم شركائى الأول . مسئول الجريدة: يافندم أنا بقول ربع ألوان صفحة أولى بخمسة آلاف.. أنا بقول ممكن تختار 1/8 صفحة صفحة أولى بالفين ونصف وداخلى واحد ونص اخيرة بالفين جنيه .. اللى إنت عايزه. صاحب الشركة: تمام.. ممكن حضرتك تكلمنى بكرة. مسئول الجريدة: خلاص أنا هارجع لمعالى الدكتور واقوله أنا كده انتهى موقفى. انتهت المكالمة الثانية بين مسئول الجريدة وصاحب الشركة ويبقى الملف مفتوحًا لاتخاذا الإجراءات القانونية حيال هؤلاء الذين يشوهون صورة الإعلام المصرى، بانتحال صفه بعض الشخصيات والمسئولين فى جهات سيادية، للنصب على الشركات للحصول على الإعلانات. وهل تعيد الرقابة على المطبوعات فحص أوراق مثل هذه الصحف؟.