تسببت زيادة أيام إجازة نصف العام الماضية فى لجوء بعض الجامعات للإعلان عن إلغاء بعض المواد الدراسية، الأمر الذى أثار المخاوف من أن يؤدى ذلك إلى التأثير على مستويات الطلبة وبالتالى الخريجين خاصة بجامعة الأزهر، وأن يؤدى ذلك لخلق جيل مشوه من الخريجين، يصبح أيضًا مؤثرًا على سمعة جامعة بهذه المكانة ليس فى مصر وحدها بل فى العالم الإسلامى كله. «أكتوبر» ناقشت تلك المخاوف مع مسئولى الجامعة وعدد من عمدائها خلال سطور التحقيق التالى.. فى البداية رفض الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر نظام الفصل الدراسى بالنسبة للدراسات الأزهرية سواء فى المعاهد أو الكليات لأن العلوم التى ترتكز عليها تلك الدراسات هى أصول الدين والشريعة الإسلامية واللغة العربية وأركانها، وهى علوم ممتدة ومتواصلة، ولذلك فإن نظام الفصل الدراسى لا يتفق مع طبيعة العلوم الأزهرية. وحول الأحداث أكد كريمة أن تأثيرها محدود لأن ساعات الدراسة فى الجامعة بها وفرة وكثافة.. مشيرًا إلى أن حذف بعض الأبواب بالمناهج لن يؤثر بشكل مباشر خاصة أن هناك مواد دراسية محشوة بمواد لا فائدة منها للطالب، موضحًا أن الاختبارات ستجرى فى موعدها. ودعا كريمة إلى عدم التشكيك فى المسيرة التعليمية فى الجامعة.. لافتًا إلى أن التأثير محدود وحذف بعض من أجزاء المنهج لا يؤثر على مستوى الخريج، إنما ما يؤثر حقيقة هو قدرته على التحصيل والاجتهاد. وقالت عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر الدكتورة مهجة غالب: المناهج الدراسية عندما يتم تأليفها تكون بطريقة تفصيلية تقوم بوضع شرح مفصل وأمثلة كثيرة تتفق مع الفصل الدراسى. كاشفة أن الجامعة قامت بعقد اجتماع على مستوى الكليات واتفقنا على تقليص حجم الأمثلة التى يتم التدليل بها فى المناهج دون المساس بالمادة العلمية فى المواد. وأوضحت عميدة كلية الدراسات الإسلامية أن فى مواد التفسير إذا كنا نقوم بشرح 15 حديثا نكتفى بشرح 10 أحاديث فقط بحيث تعرف الطالبة الفرق بين الحديث التحليلى والحديث الموضوعى.. مؤكدة إجراء الامتحانات فى موعدها فى ظل تكثيف المحاضرات حتى الساعة الخامسة مع مراعاة ظروف الطالبات فى القدرة الاستيعابية فى ظل زيادة عدد ساعات المحاضرات وتكثيفها. مع العلم بأن كلية الدراسات الإسلامية هى كلية نظرية وعدد طلابها يفوق 11 ألف طالبة. ومن جانبه أوضح عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر الدكتور عبد الصبور فاضل أنه يتم الآن تكثيف المحاضرات فى الجامعة لتحقيق تدريس الجزء الأكبر من المناهج.. مضيفًا أنه من المستحيل امتحان طالب فى مادة لم تكتمل دراستها. وأشار فاضل إلى أن الدراسة النظرية والعملية تجرى بشكل مستمر، وغير مسموح بالغياب لأساتذة الكليات إلا فى الظروف الاستثنائية. وقال إنه ألغى إجازات يومى السبت والخميس التى كانت تمنح من قبل.. بالإضافة إلى تكثيف المحاضرات العملية لتعويض العجز فى الأيام السابقة. وعن حذف بعض المناهج أكد فاضل صعوبة حذف أى جزء من أجزاء المناهج خاصة فى كلية الإعلام لأنه مجال متطور وسريع، الأمر الذى يتطلب أن تواكبه دراسته من حيث التقنيات الجديدة والمواد حتى لا يخرج إلى سوق العمل ولم يكن ملمًا بالتطورات الحديثة. وأضاف: ليس من مصلحة الطالب ولا الجامعة أن تدرس منهجًا مبتورًا، الأمر الذى ينعكس سلبًا على مستوى الخريجين والجامعة.. مما سيمثل وصمة عار يضار منها الطالب أولًا وسمعة الجامعة ثانيًا. موضحًا أنه طالب أساتذة الكلية بالتركيز على مضمون المناهج بعيدًا عن التطويل على أن يظل فى إطار مفردات المقرر والمنهج المعتمد من الجامعة والكلية. وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر بفرع أسيوط الدكتور محمود مهنا أننا نقوم بشرح المناهج فى التيرم الثانى كأننا على خط النار وعندما أتجاوز عن بعض الدروس يراجعنى الطلبة ويسألون عن سبب عدم شرحها، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب عبروا عن مخاوفهم من ضياع قيمتهم العلمية كطلاب أزهر، بعد أن بدأ البعض وصفهم ب «البلطجية» خاصة أن ما يجرى من أحداث وأعمال عنف من قبل قلة لا تمثل سلوكيات الأزهر الشريف العريقة. وأشار مهنا إلى أن الدراسة فى فرع جامعة الأزهر بأسيوط تجرى بدون اضطرابات مدللًا على ذلك بأنه يذهب إلى المدرج قبل موعد المحاضره ب 20 دقيقة ويجد الطلاب فى انتظاره. مضيفًا أن كل محاضرة لا تخلو من المادة العلمية بالإضافة إلى التوجيهات بالحفاظ على أمن وأمان مصر. وحول إمكانية الحذف من المواد أكد نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط أنه لا يوجد «حذف» ولكن فى الوقت نفسه يوجد هناك أشياء تسمى «هوامش» يمكن التغاضى عنها. وأوضح أن الوقت المتبقى بالفصل الدراسى الثانى تقرب من شهرين، وهذا يكفى لإتمام بقيه المناهج الدراسية دون إخلال أو أنتقاص أو تشويه للمواد العلمية أو حتى النظرية. وفيما يخص الكليات العلمية وخصوصية منهجها العلمية أوضح عميد كلية الطب بجامعة الأزهر الأسبق الدكتور إسماعيل شبايك أن الدراسة فى كلية الطب فيما يخص الفرقتين الرابعة والخامسة متصلة 12 شهرًا أولًا تلتزم بنظام الترم أو الفصل الدراسى، أما فيما يخص الفرق الأولى والثانية والثالثة 90% من الطلبة تنتظم فى الحضور. وأضاف أنه لا يجوز أن نسرع شرح المواد وكل ما نستطيع أن نقوم به هو زيادة عدد ساعات المحاضرة الواحدة مشددًا فى الوقت نفسه على استحالة إلغاء مواد المنهج وضرورة أن يدرس المنهج كاملًا. وأشار عميد كلية الطب إلى أن الأزمات الأساسية ليست فى الوقت إنما ضرورة الانتظام وحضور الطلاب للمحاضرات خاصة فى كلية مثل كلية الطب والكليات العلمية الأخرى. المتحدث الإعلامى باسم جامعة الأزهر الدكتور أحمد زارع أكد أنه لن يمتحن طالب إلا فيما درسه وشرح له. مضيفًا أن الجامعة اتخذت بعض القرارات التى من شأنها تعويض العجز فى الوقت حتى لا يلحق بالمناهج ضرر من خلال بعض الإجراءات التى تضمنت يوم السبت التى كانت مقررة قبل ذلك ثانيًا ثم تمديد اليوم الدراسى ليبدأ من الساعة التاسعة صباحًا وينتهى الساعة السابعة مساءً. وأشار زارع إلى أن الجامعة قامت بتوجيه الأساتذة بضرورة التركيز على المضمون الأساسى للمادة دون إحداث أضرارً تلحق بالمنهج بحيث يتخذ الطالب جرعة علمية كاملة. وأعرب زراع عن أسفه لما يحدث داخل الجامعة من أعمال تخريب وعنف من قبل بعض الطلاب الذين وصفهم بالمشاغبين مشيرًا إلى أن أعمال التخريب وصلت إلى حد حرق جميع سيارات قيادات الجامعة وبعض أعضاء هيئة التدريس وبعض الإداريين. وقدر حجم الخسائر بنحو 10 ملايين جنيه فى أول أسبوعين فقط للدراسة بالجامعة. وأكد زارع أن كل ما يجرى لا يؤدى إلى تعطيل الدراسة أو تعليقها بل يزيد إدارة الجامعة إصرارًا على استمرار الدراسة بالجامعة وأداء دورها الريادى كاملاً، مضيفا أن ما يصدر من هؤلاء عن غير فهم لا يمثلون إلا فئة قليلة مأجورة إلا أن مئات الآلاف من الطلبة والطالبات ينتظمون فى الدراسة ويتلقون المناهج الدراسية كاملة دون انتقاص ويحرصون على حضور المحاضرات المكثفة التى تجربها الجامعة. كاشفا عن إحالة أكثر من 95 طالبا وطالبة إلى التأديب وفصل عدد كبير منهم بداية الدراسة فى الفصل الدراسى الثانى فصلًا نهائيًا وصل إلى 27 طالبًا حتى الآن.