حالة الغضب التى يعيش فيها عمال غزل المحلة منذ أسابيع بسبب المشاكل التى تغرق فيها الشركة وصلت مداها خلال الزيارة التى قام بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء كأول زيارة خارج القاهرة. العمال تدافعوا بشكل مرعب نحو محلب فور وصوله حتى بدت الصورة وكأنها هجوم على رئيس الوزراء إلى أن تدخل الأمن والقيادات العمالية وتمكنوا من السيطرة على الموقف، ثم إدخالهم قاعة كبرى جمعتهم بمحلب الذى بدا منهمكا متعبا لا يستطيع الحديث بسبب التزاحم الشديد وكثرة المقاطعات من قبل العمال، مما اضطر قيادات الشركة والأمن إلى إخراجه من القاعة وفتح نافذة صغيرة فى مكان مرتفع ليتمكن من استكمال حديثه إلى العمال.. رئيس الوزراء أكد على تعاطفه تضامنا مع العمال وتفهمه لمطالبهم وأوضاعهم المالية. وأشار إلى أن هناك تحديات كبرى تواجه الحكومة ولابد من إعطائها فرصة لتستطيع تحقيق كافة المطالب. وقال محلب: إن هناك خطة لإعادة هيكلة الشركات وضخ استثمارات جديدة لتطوير الشركات كخطة عاجلة فى بعض المواقع التى بها اختناقات فى الإنتاج، وهذه الخطة فى حدود 30 مليون جنيه، بالإضافة إلى 220 جنيها من التأمينات حرصا على تجديد تراخيص سيارات الشركة، مما له الأثر على رفع التكاليف التى تتكبدها الشركة فى تأجير السيارات، وكذلك تطوير القطاع الطبى من معدات وأطباء وهيئة تمريض وزيادة بدل طبيعة العمل لتكون نسبة من المرتب، وأخيرا تخصيص حصة من المساكن التى يتم بناؤها فى مجلس المدينة لمعاشات شركة غزل المحلة. ونظرا لهذه الطلبات، فقد أمر محلب بتشكيل لجنة مكونة من 5 وزراء لحل هذه المشاكل. وقد وعد رئيس الوزراء أنه سيزور كل المصانع على الطبيعة كى يدرس المشكلات على طبيعتها ويعيد بناء وتدوير الماكينات لتشغيل المصانع. وقال م. محلب للعمال: إنه حان وقت العمل لا مجال للاحتجاجات، وسوف نربط الأجر بالإنتاج معللا ذلك أننا لدينا موازنة 700 مليار جنيه، 25% من هذه الميزانية يصرف على الرواتب و25% على خدمة الدين الداخلى و25% على الدعم. ويبقى 165 مليار جنيه لخدمة قطاع الصرف الصحى والصحة والتعليم لا يوجد لدينا أموال لتلبية المطالب الفئوية، ولكن لدينا أصل أن نعيد إدارة هيكلة المؤسسات أولا بتوفيق من الله ثم بإدارة رشيدة وبذكاء العامل المصرى، وسوف نعبر هذه المحنة. فكلما زاد الإنتاج زاد الاستهلاك، وسوف نقوم بتدريب العاملين، فالعامل المصرى أفضل من العامل الإندونيسى والصينى. وأشار أننا سوف ننطلق من المحلة، ولو يوجد خصخصة لأى قطاع من قطاعات الدولة، وإنما كلا فى موقعه بإدارة رشيدة وتدور عجلة الإنتاج، ولا مكان لفساد أو مرتش أو صاحب مصلحة وستكون إعلاء كلمة مصر هى العليا. وأنهى محلب حديثه بأننا فى منعطف ضيق، مصر فى إجازة منذ ثلاث سنوات.