لم تعد إسرائيل تخشى إظهار تورطها فى أنها على رأس المؤامرة الأجنبية على العالم العربى حيث أظهرت مؤخراً أن لديها مصلحة كبيرة فى إثارة البلبلة الأمنية داخل سوريا بإثارة غضب حزب الله وتمويل الجماعات الجهادية والمسلحة وأصبح همها الوحيد إنجاح مخططها ضد النظام السورى، كما بات واضحًا للعالم أجمع أنها الشريك الأكبر فى الفظائع التى تجرى فى سوريا وأنها تلعب دوراً قذراً بداخلها، شجعها عليه الدعم الذى تلقاه من المجتمع الدولى لعلاقتها الوطيدة مع الولاياتالمتحدة والمصالح المتبادلة بينهما بدليل أنها لم تحاسب على جرائمها منذ 66 عاماً. وأظهرت إسرائيل مؤخراً لعبتها القذرة ضد سوريا، فبعد أن أنكرت الاتهامات التى وجهها إليها حزب الله بضرب الحدود أعلنت أخيراً عن الشروع فى بناء حائط فاصل جديد، أسمته «الجدار الطيب» ليصبح بحد زعمها الحاجز الحدودى لحماية حدودها مع سوريا من تسلل الجماعات الإرهابية بعد سقوط الرئيس السورى بشار الأسد. كما زعمت إسرائيل منذ عام أنها ستشرع فى بناء هذا الجدار كمخطط لحماية حدودها من الأضرار الواقعة عليها بعد الثورة السورية، وقامت قبل بنائه بزرع حقول الألغام على طول الحدود بين البلدين، حيث أنه من المتوقع أن يصل طول الجدار إلى 60 كيلو مترا، ليكون الحاجز الحدودى الأكثر تطوراً فى العام بإلحاقه بأجهزة استشعارية إلكترونية متطورة لمراقبة أدق التحركات وأشار موقع «هجاناه» الإسرائيلى إلى أن إسرائيل ستجعل من هذا الحاجز طفرة فى التاريخ الدفاعى الإسرائيلى إذ أن أجهزته الاستشعارية قادرة على العمل فى أصعب الظروف الجوية ولن تحتاج إلى استخدام عدد كبير من جنود الاحتلال. وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية عن الوجه الآخر للجدار مؤكدة أن الاستفادة الحقيقية لإسرائيل من وراء هذا الجدار لم تكن استفادة أمنية فقط بل الهدف الأكثر أهمية بعد بناء الجدار هو اقتحام المجموعات المسلحة والإرهابية الممولة من قبل إسرائيل الناحية الأخرى من الحدود السورية والقيام بعمليات ضد المنشآت المائية هناك باعتبارها خزان مياه استراتيجيا وبالفعل قامت بقتل حراسه مؤخراً وفتح المسلحون المياه باتجاه وادى اليرموك الذى يصب بالمضخات الأردنية الإسرائيلية حيث عقد اتفاقية بين الطرفين من أجل إعادة ضخ الماء إلى بحيرة طبرية. وبحسب خبراء فإن الجدار مجرد جزء صغير من المخطط الصهيونى ضد سوريا فبشهادة العديد من الصحفيين الغربيين الذين يقومون بالتغطيات الإخبارية الآن فى سوريا وعلى رأسهم الصحى الفرنسى البارز تيرى ميسان فإنه لا يوجد الآن أى أثر للانتفاضات الشعبية بسوريا ضد الحكومة الوطنية إنما ما يحدث سيناريوهات لتغيير النظام السورى بمخططات تنفذها الولاياتالمتحدة والعديد من الدول ويشاركها الأدوار لاعبون آخرون وعلى رأسهم النظام الإسرائيلى الصهيونى صاحب المصلحة الكبرى فى الحدود السورية. وأضاف الفرنسى تيرى فى إحدى مقالاته إن الولاياتالمتحدة كانت وراء تدفق جماعات آل النصرة التابعة للقاعدة إلى سوريا وهى قامة من العراق وبلاد الشام وتركيا وقطر للمساهمة فى مساعدة إسرائيل وأمريكا فى تقعيد الأزمة السورية، وكان لإسرائيل نصيب الأسد من المؤامرة فهى أكبر المحرضين على القيام بالحروب الأهلية بالمنطقة ومن الواضح أن الاضطرابات والعنف فى سوريا سيكون فى مصلحة إسرائيل تماماً فسوريا كانت جزءاً محورياً من محاور المقاومة ضد إسرائيل وبالتالى فإن زعزعة استقرار الأمن السورى مصلحة كبيره بالنسبة إسرائيل فهو بالنسبة لها زيادة الأمن على الحدود الإسرائيلية وخطوة عملاقه لمواجهة عسكرية مع إيران. وهناك أدلة تاريخية موثقة تظهر أن إسرائيل طوال السنوات الثلاث الماضية عملت بشكل وثيق مع قواعد تنظيم القاعدة فى سوريا وكانت تقوم بتوفير الجماعات الإرهابية بالمال والتدريب والسلاح لمساعدتهم على محاربة حكومة الرئيس السورى بشار الأسد وقواته. ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست الإسرائيلية» معلومات تؤكد أن إسرائيل لم تسع إلى إرسال مستشفيات ميدانية لمجرد معالجة ضحايا الحرب السورية ولكنها أنشأتها على مرتفعات الجولان المحتلة لتقديم خدمات طبية وعلاجية للجهاديين والإرهابيين المقاتلين فى سوريا، وأطلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اسم «الوجه الأخر لإسرائيل» الذى يعنى به الوجه الطيب، ذلك الاسم الذى أوضح الشر الحقيقى الذى تكنه إسرائيل للعالم العربى . كما أكد ضابط بالجيش النمساوى تابع لقوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك فى مرتفعات الجولان المحتلة الذى تحدث مع وسائل الإعلام بشرط عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل قدمت دعما لوجيستيا وعسكريا واسع النظام للإرهابيين المتمردين وبنت لهم غرفة عمليات مشتركة بين العصابات الإرهابية المسلحة وبين إسرائيل لطلب المساعدات الإرهابية. مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تخطط لكى تجعل حكومة سوريا تزحف على ركبتيها ومن ثم يمكنها تحقيق خطط مفزعة للشرق الأوسط، بما فى ذلك خطة ضم مرتفعات الجولان بشكل دائم التى احتلتها بطريقة غير شرعية عام 1967، كما تحكم باتخاذ إجراءات لتحقيق حلمها بضم الضفة الغربية وأجزاء من جنوبلبنان والتى حاليا لا يمكن أن تتحول إلى واقع نتيجة لوجود قوة المنافس السورى، كما أن إخضاع سوريا لها هو انتصار آخر لها وهو ثم التغلب على عدوها الأكبر وهو «إيران» وإلحاق الضرر به على الرغم من أن إيران حذرت إسرائيل كثيراً بأن أى عمل عدوانى ستقوم به ضد ما سيكون المسمار الأخير الذى ستدق به تل أبيب نعشها.