كشفت المشاركة المصرية فى بورصة الإيميت السياحية عن العديد من القضايا الهامة التى يجب على المسئولين عن السياحة والسياسة فى مصر الوقوف عندها فعلى المستوى السياحى ، كانت المشاركة الرسمية قوية من خلال جناح متميز أقيم على مساحة 182 مترًا تضمن كافة أنماط المنتج السياحى المصرى الحديث والقديم والمتميز بينما اختفى القطاع الخاص السياحى تماما عن المعرض معلقا تخاذله وغيابه على شماعة الخلافات السياسية. أما على الجانب السياسى أظهر الاهتمام الكبير لوزير السياحة التركى خلال افتتاحه للجناح المصرى والحفاوة التى قوبل بها المسئولون عن الجناح المصرى سواء المستشار السياحى أو نائب القنصل المصرى العام توجها سياسيًا جديدًا جاء مخالفا لكافة التوقعات بأن يكون هناك تجاهل من قبل الحكومة التركية لكل ما هو ممثل للحكومة المصرية، وعلى الجانب الآخر حصل الجناح المصرى على أفضل جناح تسويقى. هذا العام قد شهد إقبالا كبيرا وغير مسبوق من أجهزة ووسائل الإعلام التركية المسموعة والمرئية وأجروا أحاديثا صحفية وتليفزيونية مع مدير مكتبنا السياحى فى تركيا أحمد على الذى أكد أن مصر صممت على أن تظهر بقوة وحفاوة غير مسبوقة. من جانبه، قال أحمد على إن تلك الزيارة تعكس الفصل الكامل بين العلاقات السياسية والاقتصادية ممثلة فى قطاع السياحة والتواجد المصرى القوى فى السوق التركى وأشار إلى أن مشاركة مصر فى الدورة ال18 لمعرض الإيميت السياحى الدولى أسفر عن عدة نتائج أولًا بأن السياحة المصرية متواجدة بقوة وأن هناك ترحيبا من الشعب المصرى بالسائح التركى الزائر إلى مصر، مضيفًا إلى أن وزارة السياحة تدعم الرحلات الوافدة إلى مصر وتصل قيمة المساهمة إلى 75 % التى يقوم بها منظمو الرحلات عن المقصد السياحى المصرى، مشيرًا إلى أن هناك 49 رحلة طيران منتظمة من اسطنبول إلى المناطق السياحية المصرية أسبوعيًا قيمتها 35 رحلة للخطوط التركية و21 رحلة لمصر للطيران و 7رحلات إلى الإسكندرية و3 إلى الغردقة و4 إلى الأقصر وأسوان ويجرى حاليًا التنسيق بتنظيم عدد من الرحلات من اسطنبول إلى محافظتى الأقصر وأسوان بعد زيارة المناطق الأثرية. وأوضح مدير المكتب السياحى باسطنبول أن هناك وفدًا إعلاميًا تركيًا سيزور مصر خلال فبراير الجارى لعقد اتفاقيات مع المسئولين عن السياحة فى مصر وعمل تغطيات تليفزيونية وصحفية عن المناطق السياحية المصرية وأن هناك 1000 كيلومتر من الشواطئ المصرية ولا يمكن اختزال السياحة فى ميدان التحرير أو القاهرة والتأكيد على أن ما يحدث فى مصر حراك سياسى لا علاقة له بالسياحة والدليل أنه منذ 25 يناير وحتى الآن لم يتعرض أى سائح لأى اعتداءت. واستعرض الجناح المصرى صورًا حية لمدن شرم الشيخ والغردقة من خلال شاشات عرض، لتوضيح أن المقصد السياحى المصرى آمن وبعيدا عن الأماكن التى تشهد أعمال عنف. ويقول أحمد على مدير المكتب السياحى المصر ى بتركيا، إنه تم خلال الحملة الإعلانية التى وجهها المكتب للجمهور التركى عرض فيلم دعائى عن مصر فى شاشات العرض بمراكز التسوق الكبرى باسطنبول حيث تم إعداد دراسة أثبتت أن رواد تلك المراكز التسويقية تخطى أربعة ونصف مليون زائر أسبوعيا من الأتراك والسائحين ، مشيرا إلى أن الحملة بدأت من 20/ 12/2013إلى 20/ 2/ 2014وتستهدف الحملة 18 مليون زائر خلال الشهر الواحد للمولات التجارية. ونفى مدير المكتب المصرى السياحى بتركيا ما تردد حول إلغاء حجوزات من خلال شركات الطيران والسياحة التى تعمل على السوق المصرى منذ 30 يونيو، ولكن هناك انخفاض فى الحركة الوافدة إلى مصر بنسبة 12% مقارنة بعام 2012 ، حيث بلغ أعداد الزائرين إلى مصر 52 ألف سائح خلال عام 2013. وعلى هامش المعرض قدم الجناح المصرى بالتنسيق مع شركة مصر للطيران مسابقة لرواد الجناح وتم اختيار فائز يوميا خلال فترة المعرض وله الحق فى اصطحاب مرافق معه لقضاء أسبوع بمحافظتى الأقصر وأسوان، والهدف منها تنشيط سياحة جنوب مصر وتعريف المنتج السياحى الثقافى للسائح التركى. وفى ختام فعاليات المعرض حصل الجناح المصرى المشارك على جائزة أفضل جناح فى المعرض من حيث التصميم لعام 2014، حيث لاقى ترحابًا كبيرًا من جانب جميع المشاركين من الدول المختلفة ،وخصوصا من الجانب التركى فلم يؤثر الاحتقان السياسى الذى تشهده بين البلدين على العلاقات الاقتصادية والسياحية، و تسلم الدرع أحمد على المستشار السياحى المصرى واليونان ودول البلقان من السيدة هاجر أيدن رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض. وقال على، إن إقبال الجمهور التركى على زيارة الجناح المصرى يؤكد على أن الخلافات السياسية لن تؤثر على العلاقات التى تجمع بين الشعبين المصرى والتركى، موضحا أن الجمهور التركى تدفق بشدة على الجناح المصرى، منذ اليوم الثالث للمعرض، وهو اليوم المخصص للجمهور، بهدف الاطلاع على المواد الدعائية التى أعدتها هيئة تنشيط السياحة المصرية وأهم المناطق الأثرية والتاريخية التى يمكن زيارتها أثناء رحلاتهم للمدن السياحية المصرية. وأضاف على، أن غياب شركات السياحة والفنادق عن المشاركة فى الجناح المصرى بالمعرض هذا العام أثر بشكل سلبى على المشاركة المصرية، حيث توافد عدد من منظمى الرحلات الأتراك وبعض الدول الأخرى لإجراء بعض المناقشات مع نظائرهم المصريين لبدء التعاون بينهم، موضحا أن الجميع أصيبوا بخيبة أمل لغياب الشركات والفنادق المصرية . وأشار المستشار السياحى، المصرى إلى أن المقابلات التى أجراها مع الصحافة والتليفزيون، كانت تسأل بشكل كبير عن أثر التوتر فى العلاقات بين الجانب المصرى والتركى، مؤكدا أن الإجابة التى قدمها هى أن السائح التركى مرحب به من جانب الحكومة والشعب، وأن السياحة دائما ما تكون جسرا لإصلاح ما تفسده السياسة. وأعلن أحمد على المستشار السياحى خلال المعرض أن اتحاد شركات السياحة التركية قرر زيارة مصر خلال الفترة القادمة وذلك لاستكمال تنفيذ اتفاقية التعاون السياحى مع وزارة السياحة والاتحاد المصرى للغرف السياحية.