تأثر المسرح المصرى بعروض فرق القرداحى وخليل القبانى واسكندر فرح الذين جاءوا من سوريا للقاهرة، فاتجه نجم الغناء فى أول القرن العشرين سلامة حجازى إلى المسرح لكن بروح التخت، قدم قصائد غنائية جاءت كاستراحة بين أحداث رواياته ومنها «شهد الغرام» و«صلاح الدين الأيوبى» و«غانية الأندلس» و«فى سبيل الوطن» و«المجرم البرىء» وغيرها وزارته الممثلة العالمية سارى برنار وخلعت عليه عقدها الثمين إعجابًا بفنه ودرس كامل الخلعى أصول فن الأوبريت فى إيطاليا ولحن 45 منها «كارمن» و«أدنا» و«تابيس» و«توسكا».. قدم سيد درويش المسرحيات الغنائية النموذجية ومنها «فيروزشاه» و«لو» و«وراحت عليك» و«العشرة الطيبة» و«شهرزاد» و«الباروكة» وغيرها.. أما الشيخ زكريا أحمد فقدم ما يقرب من 55 مسرحية غنائية منها «دولة الخط» و«الغول» و«ناظر الزراعة» و«الطنبورة» و«حكيم الزمان» و«ابن الراجا» و«على بابا» و«يوم القيامة» و«عزيزة ويونس» وغيرها.. ولحن داود حسنى 25 مسرحية منها «صباح» عام 1920 و«الغندورة» و«معروف الإسكافى» و«الشاطر حسن» و«قمر الزمان» و«شمشون وليلة» و«ليلة من ليالى كليوباترا». وقدم محمد القصبجى مسرحيات «المظلومة» و«حرم المفتش» و«كيد النسا» و«حياة النفوس» و«نجمة الصبح». ثم لحن الفصل الأول من أوبرا عايدة لأم كلثوم عام 1942 وتم حذفه من الطبعة الثانية للفيلم الذى يحمل نفس الاسم.. أما محمد عبد الوهاب فقد تحمس للمسرح الذى كان قبلة الملحنين الطموحين، فشارك الملحنين إبراهيم فوزى ومحمود رحمى فى تلحين مسرحية «إنت وبختك» عام 1923 وقامت بالبطولة سمحة المصرية وغنى معها أكثر من ديالوج ثم لحن مسرحيات «حماتى» 1926 و«العذارى» 1927 و«كيلوباترا ومارك أنطوان» 1927 وقامت ببطولتها منيرة المهدية وهذه المسرحية الأخيرة كان سيد درويش قد لحن فصلها الأول ونهاية فصلها الثانى وأكمل ألحانها وقام ببطولتها محمد عبد الوهاب أمام منيرة بعد وفاة الشيخ سيد. وللسينما لحن محمد عبد الوهاب 4 قصائد من مسرحية «مجنون ليلى» لأحمد شوقى كما لحن مشهدًا ثم عرضه فى فيلمه «يوم سعيد» 1930 وشاركه فى غنائه أسمهان وعباس فارس. وللمسرح لحن عبد الوهاب 1961 تابلوه «حظرتنا عظمتنا» لفؤاد المهندس وشويكار فى مسرحية «أنا وهوه وسموه» ولحن رياض السنباطى الفصل الثانى من «أوبرا عايدة» من غناء أم كلثوم وإبراهيم حمودة وفتحية أحمد وعبد الغنى السيد وآخرين. ولحن السنباطى أوبريت «بدر الدجى» فى فيلم «وراء الستار» 1937 غناء رجاء عبده وعبد الغنى السيد.. ولحن بليغ حمدى للمسرح «مهر العروسة» و«تمر حنة» و«يس ولدى» و«ست الكل» و«القشاط» و«المتشردة» و«عروسة المولد» و«ريا وسكينة» كما لحن تابلوهات أغانى فيلمى «أضواء المدينة» و«نار الشوق» والفيلم الدرامى «شىء من الخوف». ولحن محمد الموجى مسرحيات «وداد الغازية» و«دنيا البيانولا» و«على فين يادوسة» و«شهر زاد» وبعض تابلوهات المسرحية الاستعراضية «القاهرة فى ألف عام» كما لحن الفيلم الملحمى «أدهم الشرقاوى» والاستعراضى «صغيرة على الحب».. ولحن أحمد صدقى صاحب الألحان التعبيرية مسرحيات «ألف ليلة وليلة» 1949 و«البيرق النبوى» 1958 و«ياليل.. ياعين» 1975 و«زباين جهنم» 1978 كما لحن لفرقة رضا استعراض «الناى السحرى».. ولحن فريد الأطرش أوبريتات واسكتشات وتابلوهات كثيرة فى أفلامه ومنها «الجن» و«فارس الأحلام» و«ماليش حبيب يملا قلبى» و«ياعم يا سحار» و«قمر الزمان». أمام محمد فوزى فقد كان مغرما بالاستعراضات فى أفلامه ولحن أوبريت «أبطال الغرام» و«المصباح الباكى» و«ست الحسن» و«ليالى ألف ليلة» و«الحب له ألوان» ولحن الشيخ سيد مكاوى آخر مشايخ التلحين مسرحيات «الصدفة» و«دائرة الطباشير القوقازية» و«الإنسان الطيب» و«السحب» و«هاللو دوللى» و«مدرسة المشاغبين» و«الحرافيش» وشارك فى تلحين تابلوهات «القاهرة فى ألف عام» ولمسرح الأطفال لحن «الليلة الكبيرة» و«حمار شهاب الدين و«الفيل النونو الغلباوى» و«حكاية سقا» و«طعون الشيطان» والسما الثامنة و«الكتكوت الأخضر» أما الأخوان رحبانى فقد تميزا فى تلحين الأوبريتات وكل الأشكال الدرامية 3 منها مسرحيات «هالة والملك» و«الشخص» و«أيام فخر الدين» و«بترا» وغيرها وأفلام «بياع الخواتيم» و«بنت الحارس».. وقدمت الإذاعة المصرية فى فترة توهجها ونضوجها تشكيلة عظيمة من الغناء الدرامى فى شكل برامج غنائية، وصور وتابلوهات واسكتشات من هذه الأعمال «رابعة العدوية» تلحين السنباطى والموجى والطويل و«عواد» لحن كمال الطويل «الدندورمة» لحن عزت ولحن أحمد صدقى ما يقرب من 240 برنامجا غنائيا منها «الشاطر حسن» و«عوف الأصيل» و«أم شفاف» و«قطر الندى» و«قيس وليلى» و«سوق بلدنا» كما لحن محمود الشريف «قسم» و«عذراء الربيع» وغيرها ولحن سيد مكاوى «سهرة فى الحسين» و«الأميرة والحرارى» ولحن محمد فوزى «نور الصباح» ولحن سيد مصطفى «نزهة» الشهيرة بالجوز الخيل والعربية.. الدراما الغنائية لا يقدر عليها إلا الملحن المتمكن والمؤلف الموهوب. وتوضع فى ميزان الحسنات الفنية لصناعها ولذلك يتمسح البعض فيها فيلحن عملا بسيطا وربما ركيكا ويطلق عليه اسم أوبريت مع أنها لا تزيد على أغنية عادية. الغناء الدرامى أعماله جواهر خالدة، أما الأغانى الفردية خاصة الحالية فمنها ما يموت قبل أن يولد.